لماذا وإلى أين ؟

خبير يكشف معطيات مثيرة عن إمكانية تصدير الغاز من المغرب نحو أوروبا

أعلنت شركة “ساوند إنرجي – Sound_Energy” البريطانية، التي تمتلك امتياز التنقيب في حقل تندرارة للغاز في شرق المغرب، عن إبرام عقد بيع غاز مع المكتب الوطني للكهرباء والمياه الصالحة للشرب “ONEE”، متعهدة بتزويد خط أنابيب الغاز بين المغرب وأوروبا بكمية تعاقدية سنوية تصل إلى 350 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، ولمدة عشر سنوات، عبر الأنبوب المغاربي الأوربي، الذي كان يمر فيه الغاز الجزائري نحو أوروبا والذي أصبح في ملكية المغرب.

وأثار إعلان الشركة البريطانية للغاز “ساوند إنرجي”، الكثير من الجدل، خاصة أنه جاء من طرف أحادي ممثل في الشركة البريطانية دون أي خروج رسمي للمكتب الوطني للكهرباء والمياه الصالحة للشرب “one”، ما يضعها أمام تحديات الواقع الكبيرة حول إمكانية وفائها بتعهداتها الطاقية، ويجعلنا نتساءل عن خلفيات هذا الإعلان.

لا وجود للتصدير

وفي هذا السياق، أوضح الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعة البترول والغاز، الحسين اليماني، أنه “لا وجود لتصدير للغاز في هذا الاتفاق، كل ما في القضية أن أنبوب الغاز الذي أصبح مملوكا للمغرب موجود وممتد من  بني مطهر نواحي وجدة ويصل إلى طنجة، وهو مقفل الآن، حين أن إسبانيا أغلقته من جانبها وكذلك الجزائر، والمغرب لديه محطتين استهلاكيين، واحد في تهدارت(أصيلة)، والأخرى في بني المطهر بوجدة”.

تفاصيل الاتفاقية

وأشار اليماني في تصريحه لـ”آشكاين”، أن مشروع هذه الاتفاقية التي تمت مع البريطانيين، والتي لن تتم من الغد، بل مدتها حسب الاتفاق ستنطلق بعد 90 يوما من توقيع الاتفاق، وفيها شروط أخرى، إذ أن هذا المشروع يهدف إلى إنشاء خط آخر حوالي 120 أو 125 كيلومتر من موقع الإنتاج كي يصب في الخط المغاربي، كي يتم استغلا ذلك الغاز لصالح تلك المحطات”.

ولفت المتحدث الانتباه إلى أن “الاتفاقية التي أبرمتها الشركة البريطانية مع المكتب الوطني للكهرباء تهدف لتمكين هذا الأخير من تشغيل المحطتين المذكورتين معا”.

وشدد الخبير الطاقي على أن “الكمية المعلن عنها لن تكفي لتشغل الطاقة القصوى للمحطتين معا، ولكن يمكن أن تضمن الحد الأدنى للتشغيل، بشرط أن تسير الأمور وفق ما هو مخطط له فعلا”.

إعلان يهدف لرفع قيمة أسهم الشركة

ونبه اليماني إلى أن “الإعلان الذي تم نشره من الشركة تم من طرف جهة واحدة موقعة على الاتفاق، في حين أن المكتب الوطني للكهرباء لم يؤكد أو ينفي هذا الأمر، لافتا الانتباه إلى أن هدف الشركة المُعلِنَة قد يكون هو رفع قيمة أسهمها في البورصة”.

شبكة غازية مغربية تربط الشمال والجنوب

وتابع محدثنا أن “كل هذا يندرج في إطار شبكة غازية مغربية، حيث أن المغرب يتوفر على ربط بين الشمال والشرق، عبر 550 كيلومتر التي امتلكها المغرب بعد إلغاء الاتفاقية الثلاثية مع الجزائر وإسبانيا، والمتصرف في هذا الأنبوب هو المكتب الوطني للهيدروكاربورات”.

موردا أن “المغرب لديه أيضا مشروع الناقلات الحاملة للغاز التي ستفرغ بدورها الغاز في هذا الأنبوب، وحتى إذا كانت هناك استكشافات مستقبلية، مع تنامي وثيرة الاستكشافات، ستصب أيضا في ذلك الأنبوب”.

وأردف أن “كل هذا في انتظار إحداث شبكة ربط غازية أخرى تصل إلى حدود آسفي، حيث تتواجد مواقع الاستهلاك الكبرى، خاصة في مكتب الفوسفاط، ومكتب الكهرباء، والصناعة البترولية والكيماوية بدورها تستعمل هذا الغاز”.

مشروع طموح تأخر في التنفيذ

وأورد اليماني قائلا إن “هناك مشروعا طموحا كان مبرمجا منذ زمن، حيث لدي معطيات حول تأخر هذا المشروع، لأن المغرب يجب أن يتقدم في هذا المشروع منذ مدة، لكنه تأخر”.

لماذا الغاز الطبيعي؟

وخلص إلى أن “الإقبال على الغاز الطبيعي جاء لاعتباره من الطاقات الطبيعية الصديقة للبيئة وله استعمالات متعددة، إذ يمكن أن يستعمل في الكهرباء، وفي التدفئة في المنازل ويعتبر طاقة منافسة للصناعات الفوسفاطية والبترولية والبيترو-كيماوية، والإسمنت وغيرها”.

واسترسل قائلا إنه “في إطار الانتقال الطاقي يعتبر  الغاز حلقة مركزية فيه، لان هذا الغاز هو الذي يتم تحويله إلى هيدروجين، والهيدروجين هي الطاقة الواعدة التي سيتم الاعتماد عليها مستقبلا من أجل هذا الانتقال الطاقي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

8 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Samir
المعلق(ة)
الرد على  Sa
4 ديسمبر 2021 20:24

جاء من طرف أحادي الجانب؟؟؟؟ لو كانت في سرية تامة لكان أحسن للمغرب حتى لايعلم المواطنين المغاربة ،مثل مناجم الذهب والفضة والفسفاط… ، لكي لا تكون هناك أطماع من طرف المغاربة الفقراء ، فيسبحون في أحلام تغيير الوضعية والخروج من براثين البؤس والفقر. 😆😆😛😉

عمر
المعلق(ة)
الرد على  بنخالي عبدالله
4 ديسمبر 2021 12:14

سلام عليكم اخوتي راه بغينا نشتغلو الله اخليكم واش حنى ماشي بشار راه تشردنا في هاد كرونا

Adil
المعلق(ة)
الرد على  امير
4 ديسمبر 2021 12:14

فعلا ما أدليت به صحيح، و هكذا تتم الأمور بخصوص العقود التي تبرم مع الشركات المنقبة على الغاز او البترول، لكن السؤال المطروح هل هذه الاكتشافات و المداخيل التي ستحصل مستقبلا من عائدات النفط او الغاز ، هل سيتسنفيد منها المواطن المغربي و تغير. من وضعه الاقتصادي و الاجتماعي أم يترى ستبقى دار لقمان على حالها و يحصل كما يحصل لعائدات الفوسفاط، و الذهب و السمك في أعالي البحار التي تستحوذ عليهم مجموعة من الإقطاعيين و العصابة التي تسير البلد و تستفيد من عائدات هذه الخيرات بينما المواطن مطحون، هذا هو التساؤل المطروح، هل هذه الاكتشافات ستغير من حال المواطن ام لا ؟؟ الجواب لا أعتقد طالما هناك مافيا فاسدة متحكمة في مقدرات و خيرات البلاد دون حسيب او رقيب تصول و تجول في البلاد طولا و عرضا و تنهب كما تشاء دون محاسبة .

بنخالي عبدالله
المعلق(ة)
4 ديسمبر 2021 07:45

الله المعين و إن أراد الله خيرا بهذا البلد سوف يؤتيه به أحب من أحب و كره من كره ما علينا سوى الكد و الجد و حسن التدبير لا التبدير

علي
المعلق(ة)
الرد على  امير
4 ديسمبر 2021 05:27

هههههه تقول المغرب لايتحمل تكاليف المشروع؟ جواب مضحك
الا ترى الاموال تصرف للقصور في كل مدينة تكلف ضعف من ما تحتاج مشاريع الغاز؟
إنما بهذه الاتفاقية ستسرق اموال بدون علم الشعب بين القيادة تتزوع
والسلام

يوسف ابن تاشفين
المعلق(ة)
3 ديسمبر 2021 12:45

بالتوفيق ان شاء اللهم إحفض بلدي وبلد كل من يحب بلدي.

امير
المعلق(ة)
3 ديسمبر 2021 12:36

هناك من يتساءل ،لماذا الحصة الكبيرة لشركات البترول. وهو أمر طبيعي جدا، لان الاستثمارات في استكشاف واستخراج النفط او الغاز يحتاج الى أموال كبيرة لايستطيع المغرب توفيرها وليس لديه كذلك شركات من هذا النوع التي تحتاج الى تجهيزات ضخمة، ولهذا سن المغرب قانونا منذ بضع سنوات الغراء الشركات البترولية وهو ما جعل شركات عالمية مؤخرا تستثمر في المغرب والتي لا يمكنها أن تأتي من قبل. مع العلم ان المغرب لازال ماما في الاستكشافات، وهذا القانون موقت سيتغير عندما يصبح بلدا غازيا ونفطيا. الله هما العمش ولا لعمى. وحسنا فعل لانه على الاقل سينتج اكتفائه الذاتي في السنوات المقبلة ويتخلص من صرف اموال طائلة في الفاتورة الطاقية وكذلك تقليص كلفة الطاقة على الاستثمار الصناعي. ومن له حل آخر سيكون انتقاده لي محله

Sa
المعلق(ة)
3 ديسمبر 2021 10:36

هذا هو ثمن الاعتماد على الأجانب، ياخذون حصة كبيرة من خيرات البلاد، ثم يحاولون التحكم في التصدير من اجل استنزافها في وقت قصير، وأثناء ذلك، تحكمون في المسؤولين وعن طريقهم في سياسة البلاد…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

8
0
أضف تعليقكx
()
x