لماذا وإلى أين ؟

كوفيد 19: الحلفاء الأربعة للجائحة

 الطيب حمضي

براءات الاختراع، عدم المساواة، التردد اللقاحي والتراخي.

مع توالي طهور المتحورات الجديدة، هل نحن في طريقنا لخسارة الحرب؟

التدابير الوقائية الفردية والجماعية، التي تم تكييفها وفقًا لأحدث الاكتشافات العلمية السريعة، واللقاحات التي تم تطويرها في أقل من سنة، مكنت من إنقاذ الأرواح وإنعاش الاقتصاد والحياة الاجتماعية اينما تم تطبيقها. لقد فتحت لنا الطريق نحو النصر.

يجب أن يكون التطعيم كاملاً وواسع النطاق وسريعاً، حتى يكون فعالاً، ويحمي الأرواح، ونقلل من مخاطر ظهور المتحورات، ونتغلب على الجائحة. للأسف ليس هذا هو حال العالم اليوم، حيث يعني تعاقب الحروف الأبجدية اليونانية أن نهاية الجائحة مؤجلة ومعها العودة إلى حياتنا قبل الطبيعية.

كان إنتاج اللقاحات ولا يزال غير كافٍ بسبب رفض المختبرات وبعض البلدان رفع براءات الاختراع التي كان من شأنها تسريع إنتاج هذه اللقاحات وإمكانية الحصول عليها، والتي كان من شأنها أيضًا أن تساهم في تهيئة البشرية لمواجهة المتحورات الجديدة والأوبئة المستقبلية. استفادت شركات فايزر وبوينتيك وموديرنا Pfizer وBionTech و Moderna من 8 مليارات دولار من الأموال العامة لتطوير لقاحاتهم. وهم يحققون اليوم ارباحا تزيد عن مليون دولار في اليوم. كان من الممكن أن يساعد نقل التكنولوجيا على تسريع الإنتاج في غضون ثمانية إلى عشرة أشهر، وإذا اقترن ذلك بنقل المعرفة، يتم تقليص هذه الفترة إلى النصف. كان من شأن ذلك تسريع وتيرة الانتاج، والتهيؤ لإنتاج سريع وضخم لنسخ جديدة من اللقاحات إذا لزم الأمر، وتوسيع الصناعة اللقاحية لتهيييء البشرية لمواجهة الاوبئة المقبلة.

أدت عدم المساواة في اللقاحات إلى تفاقم المشهد الوبائي. إن تلقيح جميع السكان، بمن فيهم الشباب والأطفال الاقل عرضة للمخاطر، في البلدان الغنية، وترك السكان الاكثر عرضة للخطر دون أي جرعة في بلدان أخرى هو فشل أكثر من غير أخلاقي. إن السماح للفيروس بالانتشار بحرية في عدة مناطق من العالم هو خلق الظروف المثالية لظهور متحورات جديدة، ويبدو وكأنه أخلاقيا إطار منظم لخلق التحورات.

أفريقيا التي تضم 17٪ من سكان العالم استعملت حتى الآن 3.01٪ فقط من الجرعات المستعملة عالميا. يتم تلقيح أقل من واحد من كل 14 انسان افريقي بشكل كامل، بينما تم تلقيح أكثر من اثنين من كل ثلاثة أوروبيين في الاتحاد الأوروبي.

في عمود نُشر لي في مطلع فبراير 2021، بعنوان “مع لا عدالة اللقاح، نهاية الجائحة مؤجلة” نددتُ بلا عدالة اللقاح للتحدير من عواقبها. وكدلك تحدث الكثيرون، لكن الادرع لا زالت تنتظر الجرعات.

يستفيد الفيروس كدلك من لا تكافؤ فرص وصول الدول لوسائل التشخيص من تحاليل وغيرها مما يُعيق تدبير أفضل للوباء. ولم تتمكن مبادرة كوفاكس من تحقيق أهدافها بسبب قلة الإمكانات وعدم التزام الدول الغنية.

لقد تحالف التردد في اخد اللقاحات بشكل كبير مع الفيروس، مما ترك جزءًا من السكان في خطر في بلدان اللقاحات هي التي تنتظر الادرع.

عالم خطِر في مواجهة الأوبئة. في كل ثانية، أكثر من رحلة طائرة و130 راكبًا على متنها في المتوسط. باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، تنتشر الأخبار المزيفة أسرع بست مرات من الأخبار الحقيقية، وتصل إلى جمهور أوسع. جائحة الاخبار الزائفة تقتل، وتديم الوباء الفيروسي، وتأخذ المترددين كرهائن. الأخبار الكاذبة عن اللقاحات تحافظ على الخوف وانعدام الثقة، وتوظف تأثير مفهوم Nocebo أو استهام الآثار الجانبية ضد اللقاحات.

رابع أكبر حليف لـ SARSCOV2 هو التراخي المتسرع للسكان والحكومات. بعد كل ذروة وبائية، يبدأ شعور زائف بالأمن، يتبعه تراخي، وتندفع الحكومات إلى رفع القيود قبل الأوان لأهداف. المزيد من انتشار الفيروس، وقلة التلقيح عالميا، زيادة خطر حدوث طفرات وظهور متحورات جديدة. الدائرة تُغلق.

طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
نعمان
المعلق(ة)
7 ديسمبر 2021 01:03

لو تركتم المناعة الطبيعية تعمل عملها لكان فيروس كورونا كما تسمونه في خبر كان

ولماذا الاصرار على تلقيح 100٪
رغم ان الوفيات
لا تتعدى 1٪ من المصابين
يعني بالخوشيبات
اكثر من 99٪ من حالات الشفاء التام

علما ان فيروس الانفلونزا الموسمية
يقتل اكثر من 1٪ من السكان سنويا

أليس هذا سبب واضح كي نتكلم عن المؤامرة

علي
المعلق(ة)
6 ديسمبر 2021 10:35

اسمح لي سي حمضي لاقولها لك مباشرة، لماذا لم تتحدث عن غياب الشفافية في المعطيات، وكذا نسبة الوفيات في افريقيا بالمقارنة مع اروربا وامريكا. كنتم تقولون لنا بأن الجرعة الأولى كافية ثم الثانية، ثم اصبحتم تتحدثون عن التلقيح كل سنة، الى ترى معي بأن التعتيم وانعدام الشفافية لهما دور أكبر. لماذا نسيتم الإجراءات الإحترازية واصبحتم تتحدثون فقط عن التلقيح.
تدخل إلى مطعم او مقهى وترى العمال يعطسون على الاواني والطعام والشراب، ومنهم من يلمس انفه، وماذا عن المتاجر الكبرى واستعمال مكيفات ومسخنات الهواء. اظن ان الغاية من كورونا هي تقليص الانتاج العالمي ورفع الاسعار، وعلى المغرب ان يجعل من الانتاج هدفا لا يمكن التنازل عنه مهما كانت النتائج.

متضرر في السياحة
المعلق(ة)
6 ديسمبر 2021 10:08

سير عود ليهم، n’importe quoi, هذا كلام فارغ، تريد اغلاق البلاد وقطع أرزاق العباد، يجب أن نبدأ بك اولا، حتى لا تلقى ما تاكل عند داك، نرى هل درست الطب ام القب

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x