2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كشف المغرب في الآونة الأخيرة إقباله المتزايد على شراء الطائرات القتالية من شركاء متعددين، إذ يرتقب أن يحصل المغرب من الإمارات، على آخر طراز من طائرات “ميراج” الحربية، علاوة على مفاوضته على طائرات حربية فرنسية في نفس الوقت.
كما أن الجيش المغربي عزز أسطوله الجوي بمقاتلات “بيريقدار تي بي 2” التركية الحديثة، والتي من المرتقب أن يحصل على الدفعة الثانية منها، وفق تقارير إعلامية، والتي أثبتت فعاليتها القتالية في الحروب الحديثة.
ويسعى المغرب كذلك لإقناع أمريكا لبيعه طائرات “f-35” ذات القدرة القتالية العالية، والتي لا تمتلكها سوى دول معدودة على رؤوس الأصابع حول العالم، إضافة إلى نيته تصنيع الطائرات الانتحارية المسيرة “كاميكاز” في إطار اتفاق عسكري مع إسرائيل.
كل هذا يدفعنا للتساؤل عن سر إقبال المغرب عن تعزيز أسطوله الجوي بأحدث المقاتلات، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة الإقليمية من توتر.

وفي هذا الصدد، يرى الخبير العسكري الباحث في الشؤون السياسية، محمد شقير، أن “الحروب العصرية حاليا تعتمد على الطائرات الحربية بكل أنواعها، والمغرب في إطار تطويره لترسانته العسكرية، ركز على هذا الأمر، منذ سنوات، خاصة في السنوات الأخيرة، من خلال شراكته مع الولايات المتحدة الأمريكية، أو اتفاقه مع إسرائيل مؤخرا، أو الاتفاقيات التي أبرمها مع تركيا حول الأسطول الجوي”.
وأوضح شقير، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن هذا الإقبال “يُحَتّمه تطوير وعصرنة الجيش وتزويده بأحدث الأسلحة، إضافة إلى أن الطائرات أصبحت سلاحا أساسيا في كل الحروب المتداولة، والذلل على هذا أن كل مسارح العمليات سواء في المنطقة أو غيرها، يتم اللجوء فيها إلى الطائرات بدون طيار التي أصبحت حاليا لضرب الأهداف العسكرية، ومحاولة شل تركات الخصوم”.
وشدد المتحدث على أن العامل الثالث الذي جعل المغرب يلجأ لهذا النوع من الأسلحة، في هذا النزاع او في حربه في الصحراء والتي تتخذ طابعا دفاعيا، إذ من المفروض أن كل تحرك على مستوى الجدار العازل إلا ويجب اللجوء إلى هذه الوسيلة خاصة الطائرات بدون طيار”.
وأكد محدثنا أن هذه الطائرات تعتبر سلاحا حاسما، وفي نفس الوقت تكون دون مخاطر، بمعنى أنها لا تكلف خسائر بشرية، حيث يتم إرسال طائرة وتقوم بضرب الهدف وتعود أدراجها دون الحاجة لإرسال ربان طائرة معها، وهو أمر مهم في هذه الحرب الحديثة التي أصبحت تعتمد على الاقتصاد في الجانب البشري”.
وتابع الخبير العسكري نفسه، أن هذا النوع من الطائرات أصبح مجهزا بوسائل استشعار ومراقبة وجمع المعلومات، بمعنى أن هذه الطائرات لا تلعب فقط دور ضرب الأهداف، ولكن أيضا تجميع المعلومات والمراقبة والتجسس على الخصوم”.
وأردف أن “كل هذه العوامل تجعل المغرب يركز بالأساس على اقتناء هذا النوع من الطائرات، والتي تضم الصفقة الأخيرة التي أبرمها المغرب مع تركيا، إضافة إلى مجال التصنيع من خلال الاتفاق الأخير مع وزير الدفاع الإسرائيلي من خلال العمل على تصنيع ما يسمى بالطائرات “الكاميكاز”، وربما في المدى المتوسط تصديرها لدول أخرى”.
ولفت الانتباه أن كل هذا يفسر لجوء المغرب إلى المجال الجوي، لأن هذا المجال أصبح يحسم في الكثير من الحروب والمعارك، في ما يعرف بالحرب الحديثة، كما أنه في إطار استراتيجية العصرنة والتطوير للجيش، يجب أن يكون على هذا المستوى التكنلوجي، لان الجيوش أصبحت تعتمد عليها”.
وخلص إلى أن “من مظاهر هذه التكنلوجيا العسكرية هو الاقتناء والتزود بكل أنواع الطائرات، سواء لضرب العدو، او لمراقبة والاستشعار، او لشل وضرب الأهداف العسكرية”.