لماذا وإلى أين ؟

إسبانيا ترسل قواتها إلى حدود سبتة

لا تزال إسبانيا متوجسة من أزمة سبة المحتلة إثر “الهروب الجماعي” لآلاف المهاجرين غير النظامين سباحة إلى المدينة المحتلة في ماس المنصرم، وهو ما جعلها تتحسس التحركات الطفيفة على هذه الحدود المتاخمة للثغر المغربي المحتل.

ومع اقتراب الاحتفال برأس السنة الميلادية، استنفرت اسبانيا أجهزتها ووزاراتها الوصية على قطاع الهجرة و”الأمن القومي”، علما أن هذه المناسبة تشهد عادة حالة انفلات أمني كبير خاصة مع انشغال الجميع بالاحتفالات.

وفي هذا السياق، كلف رئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانشيز” كلا من وزير خارجية إسبانيا “خوسيه مانويل ألباريس”، ووزير الداخلية “فيرناندو غراندي مارلاسكا”، لمنع احتمال وقوع دخول جماعي للمهاجرين غير النظاميين إلى سبتة المحتلة تفاديا، لتكرار ما تعتبره إسبانيا “أعظم هجرة غير نظامية في التاريخ”، وفقما كشفت عنه صحيفة “أوكي دياريو” الإسبانية.

وحسب نفس المصدر، فقد رصدت تقارير استخباراتية إسبانية  “وجود آلاف المغاربة ينتظرون عند حدود تاراجال لدخول إسبانيا عبر سبتة المحتلة بشكل غير قانوني”، مشيرة إلى أن “هذه الخطوة يمكن أن تتم قبل نهاية العام، خلال احتفالات رأس السنة والذي يعتبر وقتا حرجا للسلطات”.

وكان طلب سانشيز إلى وزيري الداخلية والخارجية الإسبانيان محددا للغاية،  تورد الصحيفة، حيث شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لتجنب تدفق هائل جديد للمهاجرين إلى الحدود”.

ولفتت الصحيفة الانتباه، إلى أن الخوف الإسباني “حقيقي وفعلي”، لدرجة أن الداخلية حشدت بالفعل العشرات من قواتها الأمنية للتوجه إلى سبتة، كي تكون قادرة على التصرف بشكل وشيك عند حدوث أي محاولات للعبور.

وترتكز مهمة وزير الداخلية الإسبانية على الحرص على عدم تمكن أي مافيات غير شرعية أن تعبر من أي نقطة على طول 8.7 كيلومترات من سور سبتة المحتلة، حيث أرسلت الداخلية تعزيزات أمنية من شبه الجزيرة، وبدأ وزير الداخلية فعليا في إرسال رجال يرتدون الزي الرسمي، وعربات شرطة، ووكلاء إعلام، لمنع محاولات القفز المحتملة.

كما أن هؤلاء العملاء الإسبان القادمين إلى سبتة سيتكلفون أيضا بالكشف عن المخالفين للقانون، والذين قد ينتهي بهم المطاف بالدخول إلى المدينة، حيث سيتم ترحيلهم بشكل فوري، كما تخطط السلطة الإسبانية لإرسال فرق رعاية صحية إلى سبتة إذا لزم الأمر.

وتأتي هذه الإجراءات المكثفة قبيل أسابيع من احتفال إسبانيا برأس السنة الميلادية، وذلك تزامنا مع حالة التأرجح التي تعيشها العلاقات الدبلوماسية المغربية الإسبانية منذ استقبال الأخيرة لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، فوق ترابها بشكل متستر، ما أشعل فتيل الأزمة التي مازالت نيرانها لم تنطفئ بشكل كامل إلى حدود اليوم.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x