2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

ازداد منسوب التوجس الإسباني من “التسلح الذكي” الذي يقوده المغرب في الآونة الأخيرة، من خلال إقباله المتزايد على شراء الصواريخ والطائرات الحربية القتالية المتطورة، وهو ما بدا (التوجس) جليا من خلال ما يبثه إعلامه القريب من السلطة.
فبعد الزيارات المتكررة لوفود عسكرية إسبانية لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين والجزر التابعة لهما، أفادت صحيفة “الإسبانيول”، نقلا عن مصادر لم تسمها، أن الجيش المغربي يعتزم نشر صواريخ إسرائيلية قبالة الثغرين المحتلين، وهو ما يجعل هذه التقارير تحيلنا على التساؤل عن صحتها وعن مآلات هذه التوقعات في حال وجدت هناك تحركات عسكرية فعلية.

ويرى أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بطنجة، محمد العمراني بوخبزة، أن “السياقات مختلفة، لأن اللذين يدبرون الشأن العام في الضفة الأخرى مختلفون في رؤيتهم وتصورهم للعلاقة مع المغرب، كما أن المعطيات اختلفت كثيرا، لأن مغرب تلك الفترة ليس هو مغرب اليوم، علاوة على أن معطيات كثيرة تغيرت جملة وتفصيلا”.
وأوضح بوخبزة، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هذه المسألة تبقى مرتبطة بالجو العام الذي يميز الوضعية في هذه المنطقة”، مؤكدا على أن “الجو العام الراهن يطبعه الترقب والحيطة والحذر والتوجس، ومرتبطة كثيرا بالتقارير التي يتم تناقلها، خاصة على مستوى الإعلام”.
وشدد المتحدث على أن هذه التقارير “في الغالب مبنية على تخمينات وليس على وقائع فعلية أو على معطيات من داخل العلبة السوداء للأنظمة السياسية سواء لإسبانيا أو المغرب، لذلك فما بني على تخمينات فيبقى مجرد احتمالات، وهذا الاحتمال قد يقع وقد لا يقع”.
وتابع بوخبزة أنه “على المستوى الفعلي ليس هناك ما يفيد أن هناك تحركات للجيوش أو للعتاد العسكري في هذه المنطقة أو تلك، بقدر ما أنها توجسات، غالبا ما يحاول الإعلام الإسباني أن يهيئ الأجواء لأي تحرك قد يقع”.
وخلص إلى أنه “في الراهن هناك معطيات مختلفة جدا، وليس في مصلحة أي كان أن يزج بهذه المنطقة في متاهات سيتحمل وحده، في آخر المطاف، المسؤولية أمام المجتمع الدولي الحريص جدا على أن تبقى هذه المنطقة آمنة ومستقرة، بحكم ما تمثله على المستوى الجيو-استراتيجي”.
قبل هذا وذاك الحمد لله اننا بدئنا نستمع الي أساتذة ومختصين ومحللين ذوي الخبرة عكس ما كان سابقا وحبذا لو تنضم كل هاته الفئات في معاهد استراتيجية تزود الدوائر العليا بعصيرة أفكارها في كل الميادين السياسية والاقتصادية والجيوسياسية لما فيه مصلحة البلد