اعترض مسلحون، أمس الإثنين 20 دجنبر الجاري، طريق قافلة شاحنات مغربية بمالي، بإطلاق النار عليها عند اقترابها من Goa بالشمال الشرقي، وفق ما أفاد به المنتدى غير الرسمي “فار -ماروك” المهتم بأخبار الجيش المغربي.
ويعتبر هذا الحادث الثاني من نوعه الذي يستهدف بشكل مباشر السائقين المغاربة للنقل الدولي عند عبورهم لمالي، حيث قتل سائقان في الحادث الأول منذ شهور، فيما لا تزال الأنباء غير معروفة لحدود الآن عن ضحايا حادث أمس، وهو ما يطرح علامة استفهام كبيرة عن المستفيد من الاستهداف المتكرر لقوافل المغرب التجارية التي تربطه بعمقه الإفريقي.
وفي هذا الصدد، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “الحديث هنا عن وقائع أصبحت الآن تتكرر في المجال الجغرافي، الذي هو مالي، وفي الهدف والغاية، من خلال استهداف القوافل التجارية المغربية”.
وشدد الشيات، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “هذه القوافل تزعج طرفا معينا في المنطقة، وحتى نكون موضوعيين، لأننا لا نريد أن نحلل من باب التنجيم ولكن من باب الواقع، فإن عداوات المغرب في مالي قليلة جدا، وحتى فيما يتعلق بعلاقة ذلك بالجماعات الإرهابية بمالي، بمعنى أن هذه الجماعات هدفها لن يكون له أي علاقة في استهداف هذه القوافل، وإلا لاستهدفتها من قبل”.
موردا أن “المغرب لا يشارك في أي جبهة ضد هذه الجماعات الإرهابية، وربما له مواقف سياسية متناقضة مع توجه هذه الجماعات، ولكنه لا يستعمل قواته العسكرية ضد هذه المجموعات، بالتالي فاستهداف هذه المجموعات للشاحنات المغربية غير منطقي”.
وبرى الخبير في العلاقات الدولية نفسه، أن “استهداف مجموعات مسلحة لأشخاص مدنيين في قوافل شاحنات مغربية لا يُبَرّر بإمكانية إضافة أعداء لهذه المجموعات بالإضافة إلى قائمة أعدائها الكثر”.
وأضاف أن “جانب آخرا من هذا الحادث هو أن القوات الحكومية المالية ليست لها أية منفعة في أن تهاجم المغرب، بل على العكس فمالي ومواطنوها يستفيدون من هذه التجارة التي تحملها القوافل المغربية”.
“يبقى احتمال وجود جهة أجنبية وحيدة هي الممكن أن تكون مستفيدة من هذا الحادث”، يسترسل الشيات، إذ “لن تكون القوات الفرنسية المتواجدة بقواتها هناك ولن تكون قوات “برخان” ولا أي قوة أخرى، بالتالي فهناك قوة أخرى خلقت وصنعة هذه الجماعة الإرهابية”.
ولفت الانتباه إلى أن “الذي صنع هذه القوة الإرهابية معروف في المنطقة، وليس من باب الادعاء، ولكن من باب استخلاص ما كتب، على الأقل في العقد الأخير، على ما قامت به الجزائر في ما يتعلق بصناعة المجموعات المسلحة إبان الحرب الأهلية الجزائرية”.
وشدد الشيات على أن “الجزائر مازالت تستعمل هذه الآلية وهذه الآلية المتمثلة في استعمال الجماعات الإرهابية في اتجاهين، اتجاه أول هو تخويف المنظومة الداخلية الجزائرية المرتبطة بمساعي نحو الدمقرطة وإزاحة الجيش من السلطة، وفي اتجاه ثاني نحو درء مصالح ما تسميه القوى المعادية وعلى رأسها المغرب”.
وخلص محدثنا إلى أنه “ليس هناك تحليل آخر يمكن أن نربطه بهذا الحادث سوى أن هناك أيادي جزائرية مباشرة، مخابراتية ورسمية، تعمل على فك الارتباط المغربي مع إفريقيا ومع محيطه القريب”.
موردا أن “هذا يعني أن النظام العسكري الجزائري يريد دائما أن تبقى مجموعة من الدول مُبَلقنة وغير مستقرة، كما هو الحال في مالي، لأن هذا هو المجال الذي تستطيع أن تعمل فيه، في حين أن المغرب يسعى دوما نحو دول مستقرة ومزدهرة وهذا هو الأمر الذي سيساعد تجارته الخارجية واقتصاده عموما”.