تتواصل ردود الفعل الإسبانية الرسمية وغير الرسمية، تجاه قرار المغرب القاضي باختياره للبرتغال بدل إسبانيا لانطلاق عملية ترحيل المغاربة العالقين بأوروبا، وهو ما فصلت وزارة الصحة المغربية في تبريره.
ومن بين أوجه ردود الفعل، ما نشرته صحيفة “الإسبانيول” الواسعة الانتشار، والقريبة من السلطات الإسبانية، التي اعتبرت أن إغلاق المجال الجوي أمام إسبانيا بسبب كوفيد، ما هو إلا “ذريعة المغرب الأخيرة من أجل إطالة أمد الأزمة مع إسبانيا”، مشيرة إلى أن الرباط ترسل رسائل إلى إسبانيا منذ عام، من خلال الاتصالات الرسمية والخطب الملكية، بعضها ذات طبيعة مهددة”.
ولفتت صحيفة “الإسبانيول” الانتباه، إلى أن “تكتيك المغرب الأخير للضغط على إسبانيا هو إغلاق المجال الجوي بحجة كوفيد، بالإضافة إلى ذلك، يذهب المغرب إلى أبعد من ذلك، ويتهم السلطة التنفيذية بعدم المسؤولية في السيطرة على كوفيد ورفض رحلاتها باعتبارها تشكل خطرا على صحة المملكة”.
وشبّهت الصحيفة ذاتها “البيان الأخير من وزارة الصحة بالرسائل التي أطلقها رئيس الدبلوماسية المغربية، ناصر بوريطة، والسفيرة كريمة بنيعيش، خلال استقبال إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو فوق تراب إسبانيا”.
موردة أنه “بهذه الطريقة تظل الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا مستمرة، إذ أنه لو تحدث ألباريس وبوريطة “بانتظام”، كما قال وزير الخارجية الإسبانية، خوسيه مانويل ألباريس، في مجلس الشيوخ هذا الأسبوع، لما أبدى هذا الانزعاج من بيان وزارة الصحة”.
وشدد المصدر نفسه، على أن المغرب يسعى إلى تحقيق هدف واحد، وهو أن تعترف إسبانيا والاتحاد الأوروبي بسيادته على الصحراء، كما فعل دونالد ترامب قبل عام من الآن”.
ونبهت الصحيفة إلى أن “صدى هذه الأزمة يمتد على مواطني إسبانيا، حيث يواجه الآلاف من المقيمين الإسبان في المغرب الذين يعملون في مجالات مختلفة، من التدريس أو الدبلوماسية إلى الشركات الخاصة، (يواجهون) أوقاتًا صعبة لمحاولتهم قضاء عطلة عيد الميلاد في إسبانيا”.
وكانت أمريكا قد اتخذت، أمس الثلاثاء 21 دجنبر الجاري، نفس الخطوات التي اتخذها المغرب من خلال توصية مواطنيها بعدم السفر إلى إسبانيا، وذلك بعد ساعات من صدور بلاغ وزارة الصحة الذي أوضح سبب اختيار المغرب للبرتغال بدل إسبانيا لانطلاق عملية ترحيل المغاربة العالقين بأوروبا”، وهو(البلاغ) ما ردت عليه إسبانيا باستدعاء القائم بالأعمال في السفارة المغربية في مدريد لتقديم مذكرة احتجاج شفوية على بيان وزارة الصحة المغربية.
