وزير الصحة يُرعب المدخنين و يحثهم على رفض تلقي جرعات التلقيح

في الوقت الذي تسعى فيه السلطات الصحية بمجموعة من الدول إلى طمأنة مواطنيها بخصوص الآثار الجانبية للقاح، وتنشر فيه نتائج الإحصائيات بخصوص نوعية هذه الأثار وعدد الذين أصيبوا بها وأسبابها الحقيقية، والوفيات الناجمة عن التلقيح..إلخ، مازال وزير الصحة المغربي يعتمد سياسة الهروب إلى الأمام وتعليق المسؤولية على جهات أخرى.

الغريب و العجيب أن آيت الطالب، وفي عدة مناسبات، وبعدما حاول الإدلاء بتصريحات ،تكون جزءاً من الحل، أصبحت هي المشكل، أو على الأقل عمّقته أكثر، و كمثال على ذلك ما قال في جوابٍ عن سؤالٍ كتابي، للبرلماني خالد الشناق، عن الفريق الإستقلالي للوحدة والتعادلية، بخصوص وفاة مواطن بعد تلقيه لقاح كورونا.
المسؤول الحكومي المذكور، ورغم اعترافه في جوابه عن سؤال البرلماني المشار إليه حول حالة الوفاة المسجلة بمدينة الدشيرة الجهادية،و  أن هذا الأخير “توفي في اليوم الرابع لتلقيه الجرعة الأولى من لقاح كورونا”، إلا أنه حمّل المسؤولية في هذه الوفاة للتدخين، و على الخصوص تعاطي الكيف.

وقال آيت الطالب في ذات الجواب إن “المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية توصل بهذه الحالة، ويتعلق الأمر بشاب سبق له أن تعرض للسل، وهو مدمن على السيجارة و القنب الهندي “، مما يوحي أن الوزير يعتبر أن إدمان السجائر والقنب الهندي هو من تسبب في هذه الوفاة، من دون أن يعلم انه بهذا القول، والذي لم يعززه بوثائق تؤكد الخبرة الطبية المنجزة، سيدفع مئات الآلاف من المدخنين إلى تفادي تلقي التلقيح أو تلقي جرعة أخرى إن كانوا قد طعموا بجرعة سابقة.

ففي المغرب الإحصائيات تؤكد ان مئات الآلاف إن لم نقل الملايين تدخن سواء السجائر، أو كما سماه البرلماني هشام المهاجري، “سي الكارو”، أو غيرها كالقنب الهندي (الكيف) على اعتبار أن المملكة المغربية إحدى البلدان الرئيسية في زراعة هذه المادة. فما هو شعور هؤلاء وهم يسمعون أن المسؤول الأول عن صحة المغاربة يربط وفاة شخص تلقى اللقاح بإدمانه على التدخين؟

هل بهكذا جواب، والذي حاول من خلاله المسؤول تبرئة اللقاحات، سيشجع المغاربة أو هذه الشريحة الواسعة منهم على تلقي اللقاحات؟

ربما لأيت الطالب أخطاء أكثر من الإيجابيات، لكن يبقى أكبرها هو الكيفية التي يتواصل بها، وما هذا الجواب إلا نموذج عن كيفية مساهمته في إفزاع وتخويف المواطنين ودفعهم إلى النفور من تلقي التلقيح.