لماذا وإلى أين ؟

بوخـبزة يرصُد آثـار التّقارُب المغربي البرتُغالي على العلاقة مع إسبانيا

شهدت العلاقات البرتغالية المغربية تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة، تُوِّجَت بتوقيع اتفاقية تشغيل وإقامة العمال المغاربة في البرتغال، الأربعاء 12 يناير الجاري، جمعت بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الدولة والشؤون الخارجية البرتغالي، أوغوستو سانتوس سيلفا، عبر تقنية الإتصال المرئي، والتي تندرج ضمن دينامية تحديث آليات الشراكة بين البلدين.

وبَرَزَ التقارب المغربي البرتغالي المتسارع تزامنا مع توتر العلاقات المغربية الإسبانية، إذ عمد المغرب إلى استبدال موانئ إسبانيا بنظيرتها البرتغالية في عملية مرحبا من العام المنصرم، وهو ما يطرح تساؤلات عن إمكانية تأثير هذا التقارب على باقي مجالات التعاون المغربي الإسباني، وما إن كان المغرب يسعى لاستبدال إسبانيا بالبرتغال.

أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بطنجة: محمد العمراني بوخبزة

وفي هذا السياق، يرى، الخبير في العلاقات الدولية وعميد كلية الحقوق بطنجة، محمد العمراني بوخبزة، أنه “لكلٍّ مكانته وموقعه ولا أحد يعوض الآخر، إذ أن العلاقات المغربية الإسبانية لها ما لها، والعلاقات مع البرتغال لها ما لها كذلك، بمعنى لا يمكن الإستعاضة بالعلاقات المغربية البرتغالية على حساب العلاقات المغربية الإسبانية”.

وأوضح بوخبزة، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الكل يعلم قيمة العلاقات المغربية الإسبانية، حيث توجد مجموعة من الأرقام الدالّة، وبالتالي لا يمكن أن يدعي أي أحد أن المغرب يمكن أن يفكر أن تحل العلاقات المغربية البرتغالية مكان هذه العلاقات التاريخية والقوية والمتشعبة والمتشابكة بين إسبانيا والمغرب”.

وأورد المتحدث نفسه، أن “المغرب يحاول، كما هو واضح، أن ينوع من علاقاته الاستراتيجية، بمعنى أنه لا يبحث عن علاقات من أجل  العلاقات، ولكن يبحث عن بناء علاقات بمواصفات معينة”.

ولفت الإنتباه إلى أن “هناك أطرافا استطاع المغرب أن يقيم معها علاقات قوية جدا، وهو الآن يبحث عن شركاء من هذا الحجم، رغم أن العلاقات مع البرتغال لم تكن ترقى إلى ما يجب أن تكون عليه بحكم القرب الجغرافي، إذ أن المغرب كرس مجهوداته لتقوية العلاقات مع إسبانيا، ولكنه أغفل، في الحقيقة بناء علاقات قوية مع البرتغال”.

منبها إلى أنه “يجب على المغرب تدارك إغفال تقوية علاقاته مع البرتغال، وهذه مناسبة، و المناسبة شرط كما يقال، كي يشتغل المغرب على محور المغرب- البرتغال”.

وخلُصَ مُحدِّثنا إلى أن هذا التوجه “ليس بديلا لإسبانيا ولكن يدخل ضمن الإستراتيجية التي ينهجها المغرب حاليا، من خلال تنويع الشراكات، ولكن في نفس الوقت، الإعتماد على الشراكات الاستراتيجية مع دول يمكن أن يحقق معها مصالح كبيرة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، روسيا، فرنسا، إسبانيا، والآن مع البرتغال، دون إغفال العلاقات مع دول الخليج العربي، وهذا التوجه لسياسة الخارجية المغربية ينسجم مع السياق الحالي لرغبة المغرب أن يكون بوابة المغرب نحو إفريقيا”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x