لماذا وإلى أين ؟

التقاطعات الإرهابية لعصابة البوليساريو

حميد عمامو*

أمام الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء المغربية وتحكم المغرب في الإتجاهات الدولية لإدارة ملف الصحراء أمام المدارس الدبلوماسية الكبرى وانحسار المشروع الوهمي لما يسمى بالدولة الصحراوية، خصوصا مع الإخفاقات الكبيرة لراعيها النظام العسكري الجزائري في الدفاع عن الجبهة والمشاكل الكبيرة التي تعاني منها الدولة الجزائرية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وعلى مصداقية النظام داخل المنتظم الدولي في محاربته للإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، حيث تتمركز جماعات إرهابية تتخذ من قضايا وأهداف مسبباتٍ لتواجدها وتنفيذ مخططاتها وذلك بنسج علاقات متشابكة مع كل الجماعات والكيانات المتواجدة لضمان موارد وأسلحة ومقاتلين.

وتوجد جبهة البوليساريو في قلب هذه التحالفات والتقاطعات مع الجماعات الإرهابية أمام قلة الدعم وفقدان ممولين أسخياء، مثل نظام القذافي،والتطورات، التي تعرفها العلاقات المغربية الأفريقية وتشابكها الإقتصادي والسياسي واليأس وانسداد الأفق أمام المحتجزين بتندوف خصوصا فئة الشباب الذي يود الإنعتاق من الأفكار و الأوهام التي دُجِّنَ بها منذ ولادته ولفترة تقارب نصف قرن، كلها أدت إلى انكشافٍ للأطروحة الوهمية للبوليساريو، الشيء الذي خلق غليانا شعبيا داخل المخيمات وتمرد العديد من الشباب على المتحكمين في المخيمات حيث جُنِّد العديد منهم داخل تنظيمات إرهابية بإيعاز من زعماء جبهة البوليساريو على طول الخط الممتد من غرب موريطانيا مرورا بمالي وجنوب الجزائر وشمال بوركينا فاصو والنيجر إلى غاية شمال تشاد في الشرق.

فعل طول هذا الخط تتواجد عدة منظمات إرهابية تتعدد بتعدد الإثنيات مما أضعف التجانس الإجتماعي و مثَّل ذلك مشكلةً كبرى في بناء الدولة الوطنية الموحدة و خلق نزاعاتٍ حدودية في انسجام مع جبهة البوليساريو، هذا الأمر جعل منطقة الساحل والصحراء محورية بالنسبة للجريمة العابرة للحدود والتي تحقق أرباحا سريعة تبدأ من الإتجار في البشر إلى تهريب الأسلحة والمساعدات الإنسانية والمخدرات التي تشكل موارد مهمة للجماعات الإرهابية في منطقة مغلقة وصحراوية حيث تعد موريطانيا المنفذ الأقرب إليها على المحيط الأطلسي وتحاول البوليساريو ان تعتبر نفسها العنصر الفعال للوصول إلى هذا المنفذ لتحقيق أهداف الجماعات الإرهابية الأخرى وتقويض الأمن القومي الموريطاني.

في خضم هذه النزاعات والأزمات التي تعاني منها كل دول الساحل، وجدت ميليشيات البوليساريو فرصة لإستقطاب مقاتلين وتدريبهم عسكريا لتعزيز تحالفها و تشبيكه مع الجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة، حيث غياب التنمية والبطالة واليأس كمغذيات رئيسية لتطعيم الجماعات الإرهابية بالمقاتلين، مثل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وبوكوحرام في نيجيريا وداعش، ويعد المثلث الصحراوي الواقع بين موريطانيا ومالي والجزائر حيث تتواجد جبهة البوليساريو منطقة جد مهمة للحصول على المال والسلاح وقواعد المقاتلين،ولقد كشف تقرير أمريكي صادر عن معهد الدراسات الأمنية مقرب من وزارة الدفاع الأمريكية أن حدود الجزائر أضحت بؤر إرهابية لحركة المرابطين التي تتخذ من جنوب ليبيا في المثلت الحدودي مع الجزائر والنيجر معقلا لمعسكرات تدريبية، وعليه فهذه النشاطات، القريبة من الحدود الجزائرية، ستخلق صراعات على المال والسلاح والمخدرات من أجل تمويل أهدافها وأنها لن تقبل بوسيط لها في تحقيق ذلك كجبهة البوليساريو التي تتحكم إلى حد ما في الطريق الإرهابي بمنطقة الساحل والصحراء مما يهدد أمن وسلامة الدول المتواجدة بهذه المنطقة نتيجة السلوك الذي تستخدمه جبهة البوليساريو في تعاملها مع الجماعات الإرهابية الأخرى وهو لهيب إن اشتعل سيصيب الجزائر بشكل رئيسي رغم الخيوط المنسوجة مع الجماعات الإرهابية بالمنطقة عبر لقيطها البوليساريو.

*محامي بهيئة طنجة

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x