لماذا وإلى أين ؟

رأس السنة الأمازيغية بين علماء المغرب وأتباع الإيديولوجيات الأجنبية

لايعرف المتطرفون الدينيون قيمة الحضارة، ولذلك لا يفهمون ما أنتجته على مر القرون. تاريخ المغرب لم يبدأ بمجيء الأديان، بل وجد كجغرافيا وأرض ووطن وشعب قبل جميع الديانات، واحتضنها جميعها كما احتضن لغات وثقافات عدة فكان ملتقى عناصر حضارية عظيمة. وهذا الانتماء إلى الأرض يجعل احتفاليات رأس السنة الأمازيغية ذات دلالات عميقة، وعلى الدولة المغربية ترسيم هذه المناسبة وإعلانها عيدا وطنيا ويوم عطلة لتعميق هذا الشعور الوطني.

ولعل الدرس الذي يمكن تقديمه للمتطرفين من ذوي نمط التدين الأجنبي هو النص الجميل الذي كتبه العلامة محمد المختار السوسي في كتابه “المعسول” في وصف عادات وتقاليد “إض إناير” بكل موضوعية واحترام لعادات الشعب المغربي على الشكل التالي:

“المعتاد في أول السنة الفلاحية من أنواع الأطعمة الإلغية نوع يسمى “أوركيمن” يصنع من حبوب الذرة والقمح والفول والعدس واللفت اليابس مع الأكرعة التي تجمع لذلك من قبل، يطبخ الجميع في قدر طبخا جيدا طوال النهار، ويتحين صنع هذا الطعام في ليلة أول السنة”.

ويضيف العلامة واصفا المعتقدات الشعبية الأسطورية القديمة التي تمارس في هذه المناسبة دون تسفيهها أو تكفير أهلها قائلا :” والنساء الإلغيات يطبخنه تيمنا ودرءا للعين والجن، ولذلك يعمد بعضهن إلى إراقة بعض مرق هذا المطبوخ على بعض زوايا الدار، وإزاء أسراب المياه من الساحات وداخل المنزل، وما هي بالعادة الوحيدة التي تصنع ليلة أول السنة، فأتذكر أن الناس يحرصون على ألا يبيت أي واحد خارج منزله مسافرا، ويرى بعضهم أن من لم يبت في داره تلك الليلة لا يزال مفارقا لداره طول السنة”.

فلينظر المغاربة إلى الفرق بين علماء الدين الحقيقيين الملتحمين بأوطانهم، وأدعياء الدين الهائمين على وجوههم من أصحاب اللحى الفولكلورية.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

7 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
17 يناير 2022 01:25

كثير من المغاربة المتأدلجين في زمن الجهل المركب للمغاربةبثقافتهم ، اصبحوا يسمون الاشياء بغير مسمياتها الاصلية، مستغلين جهل الجيل الجديد بهذه الثقافة، فما سمي السنة الامازيغية زورا وبهتانا ليس ألا في دهن دعات الجمعيات الجديدة المتعصبة لتوجه معين والتي تروج لاشياء لاوجود لها في تاريخ وتقافة المغاربة الاصيلة، لان 13 يناير هي عادة متاصلة من الترات الشعبي المغربي العريق، وليست حكرا على الامازيغ بل يحتفل بها المغاربة على اختلاف اعراقهم خاصة ابناء الجنوب، وانا خبرت هده العادة مع عائلتي مند الصغر حين كانت اسرتي تحظر طبقا خاصا وبطقوس خاصة في هذا التاريخ بالضبط ، ونحتفل بدلك لا على اساس انها سنة أمازيغية ولكن على اساس انها تشير الى احدى تمفصلات الشهر الفلاحي الذي هو شهر يناير، وهذا ما يشير اليه احد علماء سوس انفسهم المشهورين لذى المغاربة وهو المختار السوسي الذي لم يسميها ابدا السنة الامازيغية، ومن اراد ان يتأكد فليرجع الى كتابه المعسول، فهي عادة خاصة بقبائل الجنوب على اختلاف اعراقهم، أما امازيغ الاطلس المتوسط والكبير فانهم يجهلونها تماما، ولكن بعض المرضى من المتأدلجين يريدون التجني على الموروت الثقافي المشترك للشعب المغربي لاهداف عنصرية لا غير ،ليلبسوه لبوسات ليست حقيقية. فينسبوه الى بعض المغاربة دون غيرهم.

احمد
المعلق(ة)
17 يناير 2022 00:20

13 يناير هي مناسبة يعرفها المغاربة من زمان، وأنا لست أمازيغي ولكني تعرفت على هذه العدة مع ابوي، وكنا نقوم بتحظير طبق خاص عبارة عن ديك بلدي او اكلة مميزة احتفاء بهده المناسبة كل عام وقد استفسرت وقتها ابوي عن سبب هذا الاحتفال فشرحو لي انه احتفاء بدخول شهر يناير وتعد13 منه مفصليا اعلان عن فصل الخصوبة الفلاحية واستبشارا بنجاح الموسم يبتهل فيه الناس ان يكون فصلا جيدا ومعطاء، وهذا هو اصل هذا الاحتفال الذي يمارسه العديد من المغاربة، و يوم تزوجت و زوجتي أمازيغية، لم اعد احتفل كما عهدت مع ابوي، لانها تجهل هذه العادة تماما.

Nordine dghoghi
المعلق(ة)
16 يناير 2022 16:16

للتاريخ تاريخ لا يمكننا أن نختار .. ومن يتنكر لتاريخ بلاده ويشيد بالقومجية.. اصفه بالجاهل… والجاهل يكون دائما عدو نفسه اولا وعدو بلاده ثانية…. على اي الامازيغية هي الأصل وليست موروث شفهي.. لماذا نخاف من تاريخنا الحقيقي ونبحث عن ثقافة المشرق.. خشوم عليكم لازلتم ايها القومجيون تعيشون مشاكل سوريالية في القرن 21…

خزعبلات
المعلق(ة)
16 يناير 2022 09:18

وهل التصدي للخرافات والخزعبلات يعد تطرفا ؟؟؟؟؟؟؟

محمد
المعلق(ة)
16 يناير 2022 07:43

هذا الوبش لا موضوعية في رأيه ولا مصداقية لتحاليله هو من المتطفلين على الفكر عنصري بامتياز هل يعقل ان شعبا وجد هكذا ان كان كذلك فإن سكان المغرب اللون هم ذو البشرة السوداء وغيرهم هم دخلاء على البلاد ومنهم عصيد وأتباعه

Chopin
المعلق(ة)
16 يناير 2022 07:06

مواقف الاستاذ و المفكر عصيد الحربائة، تجعلني اشك في انتماءه الايديولوجي، اما عن انتماءه الديني، فهو لا دين له كما صرح بذلك مرات عديدة….
المهم عندي انه لا يتوانى في كتاباته عن انتقاد الدين الاسلامي في مجمل عباداته و أحكامه …. و اليوم يتحدث عن العلامة المختار السوسي ، و اصفا كتاباته بالنمط الجميل، و المعلوم أن العلامة كان من ذوي اللحي، فهل ذكرك له مرده الى كونه امازيغيا؟ و انت الذي تظهر علنا تعصبك للأمازيغية و كأنها ملك لك ، و في نفس الوقت تدعي الانفتاح و عدم التعصب…. ان جل كتاباتك تعكس شرخا كبيرا تعانيه ليس على مستوى معتقداتك ، فهذا شأز يعنيك انت بالاساس، بل على مستوى تكوينك النفسي و السيكولوجي، و الايديولوجي ايضا، فما بالك و المتدينين، أليس اليهود مغتصبي فلسطينن (كما يشهد على ذلك العالم) دين؟ أليس للفرنسين و الاسبان مغتصبي ارض اجدادك خلال القرن20 دين؟ أليس للرومان و الولدان و الاسبان و البرتغاليين دين؟ الم يعملوا على اغتصاب الارض و العرض ، لماذا تتحدث داءما عن المسلمين الفاتحين؟ ….. انه الشرخ الدي تعانيه

ابو زيد
المعلق(ة)
16 يناير 2022 00:06

يكفي ان يتكلم اي كان، حتى يطلق العنان لتطرفه…..
التطرف لا دين له !!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

7
0
أضف تعليقكx
()
x