التقى، الثلاثاء 19 يناير الجاري، وزير خارجية إسبانيا، خوسيه مانويل ألباريس مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكين، لتدارس مجموعة من الملفات ذات الإهتمام المشترك، وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية، حيث طلب ألباريس من بلينكن موقفا صريحا من الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن حول استمرار اعترافها بمغربية الصحراء من عدمه، وفق ما نقلته “الإسبانيول” عن مصادر دبلوماسية لم تُسمّها.
ويأتي تحرك إسبانيا في هذا الاتجاه، بعد يوم واحد فقط من خطاب ملك إسبانيا فيليبي السادس، الذي دعا، الإثنين 17 يناير الجاري، المغرب إلى “الصلح”، الذي تم في غياب سفيرة المغرب بمدريد، كريمة بنيعيش، وهو ما يضعنا أمام حالة من التناقض بين الخطاب والفعل الإسبانيَيْن، ما يشكل منطلقَ تساؤل إن كانت إسبانيا تحاول الضغط على أمريكا للتراجع عن اعترافها بمغربية الصحراء.
وفي هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن “إسبانيا ليست الفاعل الدولي الذي يستطيع أن يثني أو يناقش أمريكا بخصوص تغيير الموقف”.
وشدد لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “تغيير الموقف من قضية الصحراء هو ليس موقف إدارة أمريكية متغيرة مع إدارة بايدن، بل هو موقف دولة، أي موقف الولايات المتحدة الأمريكية كدولة ما جعله كثوابت في دبلوماسيتها الخارجية”.
وأوضح المتحدث أن “هذا الإعتراف لا يستثني، في عقيدة الولايات المتحدة الأمريكية، أن يكون الحل المستقبلي لقضية الصحراء من خلال التسوية السياسية، أو بالأحرى عبر بوابة الأمم المتحدة وعبر مجلس الأمن الدولي الذي تشكل فيه أمريكا قطب الرحى”.
ولفت لعروسي الإنتباه إلى أن “الموقف الأمريكي ظل يُعبر على نفس الموقف لكن بشكل ضمني وليس بشكل صريح، وبلغة الدبلوماسية فإن إسبانيا تحاول أن تنتزع من أمريكا اعترافا صريحا بالمسلسل الأممي بدل مغربية الصحراء بشكل انفرادي”.
موردا أن “إسبانيا ليس بمقدورها تغيير الموقف الأمريكي، إذ حاولت ذلك قبلها أطرافُ أخرى، ومن بينها الجزائر من خلال مبعوث الولايات المتحدة الامريكية بالجزائر حول التعاون العسكري والاقتصادي، بالتالي لم تنجح دول الجوار المعنية مباشرة بالصراع ومنها فرنسا أيضا”.
واسترسل “حتى ألمانيا حينما قامت بدعوة مجلس الأمن لاجتماع استثنائي لم تتمكن إلا من إصدار قرار، والذي كان في نهاية المطاف يتضمن مبادرة الحكم الذاتي في القرار 2602، فكيف ستقدر إسبانيا على تغيير موقف أمريكا إن لم تستطع ألمانيا، التي تعتبر قوة أوربية كبرى، أن تنتزع أي قرار ضد المغرب”.
وخلص إلى أن القرار الأخير 2602 لمجلس الأمن يشكل استمرارا لنفس السياسة، والولايات المتحدة الامريكية بكل زخمها السياسي تحاول أن تفرض هذا الواقع، علما أننا تجاوزنا السنة على تعيين الإدارة الأمريكية و لم تُبْدِ إدارة بايدن أيّ تغييرٍ في الموقف، بالتالي فمن المستبعد أن تنجح هذه المناورة الإسبانية في تغيير المواقف الأمريكية”.
تحليل في محله إسبانيا ليس في صالحها ان تحل مشكلة الصحراء لأن ترى في ذلك نهايتها المحتومة
جميع التعاليق التي تطرقت للقاء وزير خارجية اسبانيا بنظيره الامريكي صبت في البحث عن حل مشكل الصحراء ، ولا اعتقد أن اسبانيا تدعو امريكا الى سحب اعترافها وهي تعرف ما حدت لألمانيا مع المغرب ونتائج ذلك .