لماذا وإلى أين ؟

حذاري من نشر الاخبار الكاذبة أو تزييف الوقائع

الصحفيون جنود لا يقلون إيمانا وتضحية عن باقي الفئات الأخرى، من جنود الصفوف الامامية في تدبير الأزمات، ونشر الحقيقة والخبر اليقين، فهم مسؤولون أخلاقيا في أداء رسالتهم السامية لإيصال الخبر والمعلومة بكل مصداقية و تجرد .

وفي خضم هذه الرسالة النبيلة للصحفي والإعلامي، ترتكب الأخطاء وتنتشر الأخبار الكاذبة والإشاعات، التي يقف وراءها تجار المآسي منعدمي الضمير والباحثين عن الشهرة والسبق في ظل تطور تكنولوجيا الإتصال واستغلال الوسائط الإجتماعية.

فأصبحت الصورة ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية، من مصادر المعلومة التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من صحافة المبايل أو كما يحب البعض أن يسميها بإعلام المواطن، والخطير أن تعتمدها المنابر الإعلامية لصناعة الخبر وتحقيق السبق الصحفي، في تجاهل تام للمراسل الصحفي وحتى المعتمد، ولا على المراسلين المصورين الصحفيين المكلفين بتغطية أماكن الأحداق والازمات .

ففي كل دقيقة ومهما إختلفت طبيعة المادة الاعلامية، يتم تحميل كومة من الأخبار والصور والتسجيلات المختلفة، باستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنصل في نهاية اليوم الواحد إلى تحميل الملايين منها، فتصير مادة دسمة تستقي منها المنابر الإعلامية مادتها الأولية في صناعة المادة الإخبارية، دون مجهود التحقق من حقيقتها ومصداقيتها.

وهنا نسائل المنابر المهنية والمتخصصة الملتزمة بقواعد مراقبة المعلومة والتدقيق في مصدرها، بخصوص المجهودات التي يبدله من راكموا التجربة والخبرة في العمل الصحفي ، وحين السؤال غالبا نا نقع على صور ومقاطع مصورة أو مسجلة على الشاشات والمنصات الرقمية سرعان ما يتضح أنها قديمة ومفبركة وكاذبة وحتى انها لم تحترم القانون والخصوصية .

كما أنه وفي تدبير الأزمات ،مهما اختلفت، لا يمكننا تجاهل دور المتطوعين المتشبعين بثقافة التطوع، ممن تكونوا في العمل المدني ، ولا تبخيس جهود السلطات والأجهزة المتدخلة في تدبير الأزمة ،ولا الاستهانة بالامكانيات المتوفرة في حدود التدخل بكل حزم ويقضة ، ولا بمتابعة الجهات المركزية للحادث ، ولا حتى ترتيب المسؤوليات بعد انتهاء الأزمة والمحاسبة عن كل تراخي وتغاض في التطبيق السليم للقانون .

لذلك أضحت الضرورة ملحة، أمام هذه الأخطاء ، وجوب تعزيز قدرات الصحفيين في التدقيق والتحقق من المحتوى الذي ينتجه مستخدمون عاديون ( صحافة الموبايل ) ، وتمكين الصحفيين المهنيين والمنابر الإعلامية من منهجيات وأدوات التثبت من صحة الأخبار التي تجد طريقها إلى منصاتنا الرقمية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي لما لها من خطورة إجرامية، خاصة في هذه حالة الطفل ريان الذي ينتظر تقنية طوارئ انقاد لاخراجه من البئر وتقنيات جد متطورة لاسعافه وانقاده والذي ندعوا الله أن يلطف بنا بقدره ورحمته وعفوه .

باحث في الإعلام وحقوق الإنسان.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
المصطفى
المعلق(ة)
29 مايو 2023 18:58

ما اظيفه ان على كل من يريد نشر خبر ما،يجب عليه ان يتاكد من صحته لا اكثر،حتى يضلل المتلقي.

حسن
المعلق(ة)
3 فبراير 2022 23:39

نعم نحن نعاني من ثلاثة أنواع من الصحافة الشعبوية والمزيفة والمرايقية،

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x