لماذا وإلى أين ؟

مبروكي : لو كان اسمُ ريان هو محمد أو أحمد أو عبد الله لما لقِيَ كُلَّ هذا التضامن

فسر الخبير في التحليل النفسي؛ جواد مبروكي، أسباب تضامن المواطنين في العالم مع قضية الطفل المغربي ريان أورام الذي توفي بعد سقوطه في بئر بعمق 32 مترا بالقرب من منزل أسرته بجماعة تموروت بإقليم شفشاون.

وقدم مبروكي في حديث لـ”آشكاين”، ثلاثة أسباب جعلت العالم يتضامن مع مأساة الطفل ريان داخل البئر، أولها اسم ريان، وهو اسم عالمي نجده في بعض الدول الأفريقية والآسيوية والأوروبية والأمريكية كذلك، ويعني لدى الغرب “الملك” ونطقه لا يدل بالضرورة على أنه عربي.

واعتبر المتحدث، أنه لو كان اسم الطفل ريان الذي لقي تضامنا منقطع النظير، محمد أو أحمد أو عبد الله لما لقي هذا الكم الهائل من التفاعل من مختلف مناطق العالم، لكن اسم ريان يسهل نطقه في الفرنسية والأنجليزية ودلالته لدى الغرب لا توحي بأنه عربي.

جواد مبروكي ــ خبير في التحليل النفسي

أما السبب الثاني الذي أسهم في انتشار قضية ريان، فهو بحسب الخبير في التحليل النفسي، أن هناك حلقة وصل على المستوى الرمزي بين الطفل ريان المغربي والطفل السوري الغريق؛ آلان كردي، الذي هزّت قضيته العالم سنة 2015.

وبرر مُحدِّث “آشكاين”، ربطه بين قضية ريان وقضية آلان بأن هناك إحساسا جماعيا  بالذنب، حيث إن الطفل آلان لم يكن سيموت لو توفرت له شروط العيش في دولة ديمقراطية تحترم حقوقه وتصون كرامته وكرامة أسرته، ولذلك فالعالم يحس بالذنب لأنه لا أحد تدخل لتوفير شروط عيش أسرة آلان وبقية المواطنين المهاجرين في بلدهم الأصلي.

وأكد المصدر ذاته، أن المجتمع العالمي كان ينتظر انقاذ الطفل ريان المغربي من أجل تخليصه من الإحساس بالذنب في قضية آلان السوري، لكن للأسف لم يتم ذلك، وتوفي ريان كذلك، ما تسبب في احباط كبير لدى المواطنين حول العالم.

أما السبب الثالث بحسب المحلل النفسي، فهو أن أحداث إنقاذ ريان تشابهت لدى عدد من المتتبعين بمسلسلات “تلفزيون الواقع”، ما أضفى على القصة طابع التشويق والفضول لدى المشاهد، خاصة أن محاولة إنقاذه دامت لأيام.

وخلص مبروكي، إلى أن الفضول جعل عددا من المواطنين يتابعون قضية ريان لمعرفة مصيره، كأنهم يشاهدون مسلسلا لأنهم يجدون نوعا من الإنجذاب لمثل هذه الأحداث، وفق تعبير المُتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

8 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
صحراوي مغربي
المعلق(ة)
9 فبراير 2022 14:12

الدي وقع للطفل وانتشار الخبر والطريقة التي استعملت لانقادهه هي التي جمعت الانساتية المسلم والغير المسلم لانه طفل بريء ويصارع الموت 5 ايام وفي التهير قدر الله هو القاضي في احله والتحاقه رالرفيق الاعلى مما زاد من تعاطف العالم لقد سقط الكتير في التبار وماتوا ولكن هدا الطفل ليس كالباقي رحمهم الله وهنا اطلب منكم ان تاخدوا العبرة من الالتحام ولا يدون سوى المعقول الدنيا فانية هده هي الرسالة كلنا طنا ندعوا له بالانقاد حيا ولكن امر يتصرف

قاسم علوي
المعلق(ة)
9 فبراير 2022 10:41

عندما نتسائل جميعا عن سر هذا الإهتمام العالمي والغير عادي بمأسات الطفل المغربي ريان، يتوقف العقل البشري عاجزا عن تحليل هذه الظاهرة التي لم تتكرر بهذا الكم من التعاطف الإنساني، ثم في الأخير لا نجد تفسير يتفق عليه سائر الناس، وكأنها رسالة إلاهية مشفرة،
ربما هو تعاطف لا تفيسر له سوى أن الناس قد تعلقوا جميعا بأمل نجاة هذا الطفل وكأنه أحد من افراد عائلتهم العزيز عليهم، أو كأننا جميعا إعتبرنا انفسنا نحن من هم بداخل ذلك البئر، فتعلقنا بأمل النجاة،
ترى أهو بدافع أن الناس قد سئمت من التفاهه والعبث الموجودين في مواقع التواصل الإجتماعي، بعدما أضاعوا الصلاة وإتبعوا الشهوات، ثم وجدوا عن طريق الصدفة حالة إنسانية حقيقية تستحق الإهتمام والتعاطف؟
أم هو من هذا التذمر الذي اصبحت تعيشه كل البشرية بسبب محنتها مع هذا الوباء اللعين الذي أفسد على الناس أسلوب حياتهم اليومية، وضيق عليه في أرزاقهم؟
أم هو من أثر الخذلان في العلاقات الأسرية و قطع الارحام الذي تسببه الإدمان على الهواتف الذكية والتلفاز، لدرجة أصبح أفراد الأسرة الواحدة يعيشون وكأنهم غرباء داخل بيت واحد؟
أم هو من اثر جري الوحوش خلف كسب المال الذي أصبح هو الصنم الجديد لهذا الزمن، فأراد الناس أن يستعيدوا إنسانيتهم التي ضاعت منهم في غفلة من الزمن؟

الصحراء المغربية
المعلق(ة)
8 فبراير 2022 23:31

يجب تشييد نصب تذكاري للطفل ريان بعد هدم البئر !!!!

Maroc
المعلق(ة)
8 فبراير 2022 21:48

احترم تحليلك ولكن لا اتفق معك ،فبدون معطيات علمية دقيقة او مقاربات واقعية يبقى تحليلك مجرد راي وليس تحليل علمي .اولا هناك حدث مقتل طفل فلسطيني من طرف جنود اسرائيل يحمل اسم محمد درة احدث ضجة عالمية حتى داخل اسرائيل وقتها …لذى فالتضامن لا يتعلق باسم بل مسالة انسانية محضة ومشاعر تطغى علىى العقائد وتتخطى الحدود وتتجاوز الاجناس والاعراق وهذا ما غاتكم في “تحليلكم”

ناقد لافكاره منذ زمن بعيد
المعلق(ة)
8 فبراير 2022 21:38

عيب وعار ان يقال مثل هذا ،الانسان يبقى انسان له مشاعره يتأثر بأحداث تقع لاخيه الانسان وخاصة الاطفال،اتعلم ان المجتمعات الاسلامية تعزل نفسها بنفسها عن بقية العالم ،هذا القول ليس علم نفس وبعيدا كل البعد عن الواقع كما انه التهام خطير للذين لهم قلوب رحيمة ،
الم ترى المضاهرات التي جابت ارجاء اروبا وامريكا اثناء غزو العراق ،الم ترى حزن اروبا حين والعالم حين لفض البحر الطفل السوري ،ازيدك احاطة بالمجتمع الغربي تقريبا جلهم يتضامنون مع محمد واحمد وفاطمة وعايشة ان قولك لم يتعدى الضن وان بعض الضن اثم اعيش بين هذه الشعوب لازيد من 40 سنة لم نرى منهم الا الخير والاحترام الفرق بينكم وبينهم انهم يقدسون حرية الأشخاص وهم مستعدون للموت من اجلها في اي وقت كما انهم يحترمون من يخدم اوطانهم ويتفانى في ذالك

منعرف
المعلق(ة)
8 فبراير 2022 21:18

اودي غير كترون ارجاع اي شيء لعلم النفس العلم غير الواقعي يدعو للاستغراب.السبب بسيط أراد الله بموت ريان إنقاذ أسرة وبعض الناس معها لم يكن ليعرفهم احد

ص
المعلق(ة)
8 فبراير 2022 20:40

اخي مبروكي: هل تعلم ان ريان هو باب من ابواب الجنة، هذا الباب ريان يدخل منه الصائمون فقط،واذا دخل الصائمون باكملهم،اغلق الباب نهائيا ولن يفتح ابدا.

ابو زيد
المعلق(ة)
8 فبراير 2022 20:30

حينما نتبعد عن الناس اي لا ننزل اليهم و نخاطبهم و نحاول مسايرة الاجيال المهيمنة…اي جيل الشباب بافكاره و طموحاته و عالمه الافتراضي الذي تخطى الصحافة التقليدية للوصول إلى المعلومة…..
ننتج هذا النوع من التحليل السطحي بالنسبة لي كمواطن بسيط مع كل الاحترام الواجب لصاحبه!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

8
0
أضف تعليقكx
()
x