أعلنت السُّلطات الموريتانية، أول أمس الأحـد 13 فبراير الجاري، عن تسجيل حالتين من حمى “القرم الكونغو النزفية”، والتي تعتبر من أخطر أنواع الحمى النزفية المعروفة، حيث توضح منظمة الصحة العالمية أن هذا المرض ينتقل إلى الإنسان، بالخصوص، عن طريق الماشية، ومن شخص لآخــر عن طريق ملامسة دمه.
ويشكل إعلان موريتانيا عن هاتين الحالتين منطلق تساؤلات عن إمكانية رصدها في المغرب، وما هي التدابير الممكن اتخاذها من أجل الحيلولة دون ذلك.
وفي هذا الصدد ، أكد الدكتور معاذ المرابط، الطبيب المتخصص في علم الأوبئة الميداني ومنسق مركز عمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة والحماية الإجتماعية أن “المغرب لم يسجل أي حالة من حالات حمى ‘القرم الكونغو النزفية’ التي تم رصد حالتين منها في موريتانيا’، موردا أن “هذه الحُمى موجودة في إفريقيا مثلها مثل الإيبولا، كريمي كونغو، شي كونغونيا، ماربورغ، وغيرها من الأمراض المنتشرة هناك، وهي أمراض غير موجودة في المغرب بفضل منظومة اليقظة”.
وأوضح المرابط، في تصريح لـ “آشكاين”، أن هذه “الحمى ليست بالجديدة، وهي من الأنواع المنتشرة في إفريقيا والتي تدخل ضمن صنف الحمى النزفية الحادة”.
وعن سؤال “آشكاين” إن كانت هناك آليات على مستوى الحدود مع موريتانيا من أجل رصد أي محاولة لولوج هذه الحالات، أبرز المرابط أنه “تم تسجيل حالتين فقط في موريتانيا وهو ليس بالأمر المخيف، واحتمال دخولها إلى المغرب جد ضئيل”.
وأردف أن “هناك أدوات رصد على مستوى الحدود لأن هذه الحالات دائما يتم رصدها في دول إفريقية، فمثلا عندما تم مؤخرا رصد حالات الإيبولا في الكونغو أو الكوت ديفوار أو غينيا يتم تشديد المراقبة الصحية بمطار محمد الخامس الذي يستقبل الرحلات القادمة من هذه الدول، ونفس الشيء على مستوى الحدود مع موريتانيا كي لا ينتقل هذا النوع من الأمراض، علما أن تسجيل حالة أو حالتين أمر معتاد”.
وخلص المرابط إلى أنه “في حال تزايد الحالات أو ظهرت بؤرة لهذا الوباء في إحدى الدول حينها تتدخل منظمة الصحة العالمية وتعلن جميع الدول حالة الطوارئ، ولحدود الساعة فإن منظومة المراقبة ترصد ما يقع على مستوى الجوار وعندما يستلزم الأمر ستتخذ تدابير تتوافق مع تطور الوضع الوبائي”.
وهل الأفارقة الذين يأتون بالآلاف برا وبدون أوراق يتم مراقبتهم كذلك؟