هل سينسحب المغرب من القمة الإفريقية- الأوروبية إن قبلت حضور غالي؟

مِـنَ المُـنتظر أن يجتمع قادة وكبار مسؤولي حكومات أكثر مِن 50 دولة أعضاء في الاتحادَيْن الأوروبي والإفريقي، يومي 17 و18 فبراير الجاري، في قمّة أوروبية إفريقية بالعاصمة البلجيكية بروكسل، لتجديد وتعميق الشراكة بين الاتحادين وإطلاق حزمة استثمار إفريقية أوروبية طموحة وبحث التحديات العالمية الراهنة.

وستعرف هذه القمة مشاركة المغرب الذي يعد شريكا استراتيجيا للإتحاد الأوروبي، إلا أن احتمالية قبول حضور زعيم البوليساريو، ابراهيم غالي في ذات اللقاء أمر مرفوض من طرف المغرب، بحسب ما أشار إليه أعضاء اللجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والإتحاد الأوروبي، والذين استنكروا النية الأوروبية للسماح بمشاركة محتملة لزعيم ميليشيا البوليساريو المسلحة المتهم بجرائم ضد الإنسانية.

وأورد البرلمان المغربي في رسالة موجهة لنظيره الأوروبي أن أمثال غالي ليس لديهم أي مقعد على طاولة هذا الحدث المهم بصفتهم ممثلي أمة يخدمون مصالحها، مبرزا أن حضوره سيؤثر على طبيعة علاقات التعاون بين المغرب والإتحاد الأوروبي، مثلما تأثرت العلاقات بين الرباط و مدريد عقب دخول غالي في أبريل الماضي الأراضي الإسبانية بهوية مزورة وتحت مزاعم إنسانية مشبوهة.

ولحد الساعة لم يصدر أي موقف رسمي للمغرب بخصوص احتمالية مُشاركة غالي في اجتماعات القمة، وما إذا كان سيقاطعها على خلفية حضور الأخير لها، ما يطرح عددا من الأسئلة حول السيناريوهات المحتملة والتي يمكن أن تسلكها المملكة في حالة تبين أن زعيم الإنفصاليين سيسجل حضوره في الحدث القاري.

المحلل السياسي والمختص في العلاقات الدولية، محمد شقير يرى أن المغرب تجاوز سياسة الكرسي الفارغ، منذ أن عاد إلى الإتحاد الإفريقي رغم استمرار تواجد الجمهورية الوهمية بذات الإتحاد، مبرزا أن محاولات البرلمان الأوروبي هي ضغط على نظيرها من أجل ثني الأخيرة عن إشراك زعيم الانفصاليين بالقمة المقررة غدا وبعد غد.

واستدرك شقير في تصريح لـ”آشكاين” أنه بالرغم من ذلك، من الصعب التكهن بموقف رسمي للمملكة عقب مشاركة غالي بالحدث، مسترسلا “إلا أن مشاركة المغرب بالقمة الإفرقية الأوروبية قد يكون مرتبطا بنوعية تمثيلية غالي بالمؤتمر، أي هل بصفته رئيسا لمنظمة سياسية أو اجتماعية أو بصفته “رئيس جمهورية” وهمية، علما أن ولا دولة أوروبية تعترف بالبوليساريو كدولة”.

وشدد بالقول “إذن طبيعة الصفة هي التي ستحدد مشاركة المغرب من عدمها في القمة المذكورة”، مؤكدا على أن “المغرب اعتاد المشاركة في مثل هذه القمم والمؤتمرات الدولية والقارية، بحيث يعتبر شريكا أساسيا واستراتيجيا لدول الإتحاد الأوروبي، وبالتالي فإنه سيشارك في القمة لأنه تجاوز كما أسلفت الذكر، سياسة الكرسي الفارغ”، بحسب تعبيره.

وفي سياق متصل، أَطْـلَق نشطاءُ حقــوقيون عريضة إلكترونية يُطالبون فيها بعدم مشاركة زعيم جبهة “البوليساريو” الإنفصالية، في اجتماعات الدورة السادسة للقمة الأوروبية الإفريقية في بروكسيل.

وحصدت العريضة التي تم إطلاقها على موقع العرائض الدولي، “شونج.أورغ”، على أزيد من 7800 توقيع، (لحدود نشر المقال) بحيث يعتبر الموقعون أن مشاركة جبهة “البوليساريو” في اجتماع قمة الإتحاد الأوروبي والإتحاد الإفريقي، التي ستعقد على مدار يومي 17 و18 فبراير الجاري بمقر الإتحاد الأوروبي، تثير الكثير من الجدل في الوسط السياسي الأوروبي.

وتساءل أصحاب العريضة كيف يمكن للإتحاد الأوروبي أن يرحب بقادة جماعة البوليساريو الإنفصالية، التي حوكم بعض أعضائها بتهمة اختلاس الأموال الأوروبية، وحوكم زعيمهم في دولة عضو في الإتحاد الأوروبي، إسبانيا ، على جرائم بشعة و دنيئة مثل الإغتصاب، والإعتقال القسري، والتعذيب بالإضافة إلى تزوير الهوية ؟!

ويأتي إطلاق هذه العريضة بعد أن كثّـف النظام العسكري الجزائري تحركاته لضمان تواجد ممثلي جبهة “البوليساريو” الإنفصالية في أشغال القمة الأوروبية الإفريقية التي ستعقد هذا العام تحت عنوان: “إفريقيا وأوروبا: قارتان برؤية مشتركة حتى 2030”.