لماذا وإلى أين ؟

ما هي آفاقُ العلاقات المغربية الإسبانية بعد لقاء سانشيز زعيمَ الإنفصاليين؟

سارع رئيس الحكومة الإسبانية؛ بيدرو سانشيز، إلى إعلان إجـرائه لقاءً مع كل من وزير الخارجية المغربي؛ ناصر بوريطة و زعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية، على هامش تنظيم قمة الإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي ببروكسل.

سانشيز سارع إلى عقد مؤتمر صحفي أعلن من خلاله أن لقاءه مع بوريطة، أكّد عبره “على ضرورة المضي قدما في هذه العلاقة الإستراتيجية بين إسبانيا والمغرب”، فيما أشار إلى حديثه مع زعيم جبهة البوليساريو؛ إبراهيم غالي، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

إسراع رئيس الحكومة الإسبانية؛ بيدرو سانشيز، إلى إعلان لقائه مع بوريطة وغالي، خاصة في السياق الذي يتسم باستمرار الأزمة الدبلوماسية بين بلادها والمملكة المغربية، يطرح أكثر من علامة استفهام حول هذا الموقف.

سانشيز سيدفع الثمن

في هذا الإطار، يرى أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق السويسي بالرباط، عبد النبي صبري، أن رئيس حكومة إسبانيا “يغرد خارج السرب” بهذا الموقف الذي لا يمكن تبريره، خاصة أن بيان الإتحاد الأوروبي واضح، وأكد أنه هناك موقفا ثابتا وراسخا يتمثل في عدم الإعتراف بالبوليساريو باعتبارها جمهورية لا توجد إلا على الورق.

عبد النبي صبري: أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق السويسي بالرباط

وتساءل صبري في حديثه مع “آشكاين”، كيف أمكن لرئيس حكومة إسبانيا أن يلتقي الإنفصالي غالي خارج الإطار الذي ينتمي إليه؛ وهو الإتحاد الأوروبي؟ هل كان ذلك لإرضاء لوبيات فرضت عليه ذلك؟ هل كان ذلك بتوجيهات من العسكر الجزائري؟ وبأي مقابل؟

واعتبر الخبير في العلاقات الدولية، أن سانشيز أشار إلى الخطاب الملكي في شقه الذي تحدث عن تطوير العلاقات مع إسبانيا، لكنه أعرض عن الشق الذي أكد فيه الملك أن المغرب لن يوقع أية اتفاقية مع أي بلد لا يحترم سيادة بلاده على أراضيه، متسائلا “فكيف وقع هذا الشخص في هذا التناقض؟”.

وخلص صبري، إلى أن ما أقدم عليه رئيس الحكومة الإسبانية؛ بيدرو سانشيز، لا يمكن أن يمر مرور الكرام، وإنما “سيدفع ثمن هذا السلوك الذي جاء خارج السياق، تماما كما دفعت وزيرة الخارجية الاسبانية السابقة ثمن تصعيدها ضد المغرب بمنصبها”، وفق المتحدث.

إسبانيا بعيدة عن انتظارات المغرب

من جهة أخرى، يرى مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية؛ عبد الفتاح الفاتحي، أن ما أقدم عليه رئيس حكومة اسبانيا يأتي في سياق “استعجال بلاده حل الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، خاصة أنها تكلف الكثير من العوائد السياسية والإقتصادية”.

واعتبر الفاتحي في تصريح لـ”آشكاين”، أن ما يعيق حل الأزمة بين البلدين، “افتقار الحكومة الإسبانية للإمكانيات التي تجعلها قادرة على إنضاج حوار سياسي تشاركي يصحح سلوكاتها السياسية السلبية السابقة من القضايا الإستراتيجية والقومية للمملكة المغربية”.

عبد الفتاح الفاتحي – محلل سياسي وخبير في العلاقات الدولية

وأكّــد المتحدث ذاته، أن سانشيز “لن يتمكن من إحداث اختراق كبير لإعادة العلاقات المغربية الإسبانية إلى سابق عهدها، خاصة أنه عاجز عن تطوير موقف سياسي إسباني من قضايا الوحدة الترابية للمغرب”، مسترسلا “لذلك لا يملك سوى الاحتفال بصور لقاء لا يتعدى أن يكون بروتوكوليا فقط على الأقل من الجانب المغربي”.

وخلص الفاتحي، إلى التأكيد على أن “تجاهل الإعلام المغربي الرسمي لحدث لقاء بوريطة وسانشيز على الرغم من وزنه السياسي، يدل على أن اسبانيا لا تزال بعيدة عن انتظارات المغرب لحل الأزمة القائمة بينهما إلى حدود الآن، خاصة أن المغرب يريد موقفا اسبانيا جديدا ومستداما يرسي لشراكة حقيقية ومستقرة بين البلدين”.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مواطن
المعلق(ة)
22 فبراير 2022 21:48

مايهمنا الآن هو فتح الحدود للتسهيل عبور المواطنين من الجارة إسبانيا إلى بلدهم المغرب

Nasser
المعلق(ة)
22 فبراير 2022 17:22

Les marocains ne veulent pas garder les pieds sur terre. Ils ne vont pas mourrir de faim les espagnols en représailles d’un embargo marocain?Si?

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x