لماذا وإلى أين ؟

تقريرٌ دولي يرصُدُ حجم ضرر الإقتصاد المغربي من الحرب على أوكرانيا

تشغل الحرب الروسية الأوكرانية تقارير وسائل الإعلام الدولية، بل أصبحت الشغل الشاغل لعدد من مراكز البحوث السياسية والإقتصادية، حيث تؤكد جلها أن لهذه الآزمة آثار سلبية كبيرة ستشهدها التجارة والإقتصاد العالميان.

وعلى وجه التحديد، فإن لهذه الحرب، تداعيات اقتصادية وسياسية ستمتد لسنوات وستتأثر منها القارة الإفريقية والمغرب بشكل كبير، نظرا لأن هذه القارة لا تزال تكافح من أجل وضع اقتصادها على مسار الإنتعاش.

مركز “السياسات من أجل الجنوب الجديد” نشر دراسة باللغة الإنجليزية، تحت عنوان ” ”الآثار الإقتصادية للحرب في أوكرانيا على إفريقيا والمغرب”، تطرقت في أحد محاورها إلى الآثار الإقتصادية السلبية التي ستخلفها هاته الحرب على المغرب وبلدان إفريقيا، نظرا لأنها من مستوردي الطاقة والحبوب.

وأورد التقرير الذي اطلعت عليه “آشكاين” أنه من بين 54 دولة في إفريقيا، هناك دول مصدرة للطاقة وهي الجزائر وأنغولا ونيجيريا والباقي مستوردون صافون، كالمغرب ودولتين تقتربان من تحقيق الإكتفاء الذاتي وهما مصر و جنوب إفريقيا.

وأوضح المركز أن المغرب يعد “أكبر اقتصاد أفريقي يرجح أن يعاني بشكل كبير من الحرب الحالية، حيث بلغت واردات المغرب من النفط والغاز والفحم 6.4٪  من الناتج المحلي الإجمالي لسنة 2019، أي حوالي ضعف نصيب مصر و جنوب إفريقيا”.

كما سجل ذات التقرير أن المملكة المغربية تعتبر أيضا “مستوردا كبيرا للحبوب، إذ أنه من المتوقع أن تصبح وارداتها أكبر ب 50 في المائة بسبب ضعف الحصاد في سنة 2022، مقارنة بـ 1.4 في المائة سنة 2019، أو أكبر بـ3 مرات من واردات سنة 2021.”

وأضافت الورقة البحثية للمركز أن هذه المعطيات تشير إلى أن “ارتفاع أسعار النفط والغذاء سيؤدي إلى تفاقم عجز الميزانية المرتفع في المغرب، والمقدر بنحو 6.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، كما سيكلف المغرب ما بين 1 و2 في المائة من الدخل القومي هذا العام”.

.ومن بين القطاعات التي يمكن أن تتأثر بشدة بسبب الحرب، يضيف التقرير، الفواكه والخضروات و الأسماك في روسيا والأسمدة في أوروبا، مبرزا “على سبيل المثال، صادرات المغرب من الأسمدة ، والتي تمثل 4.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019، تنافس روسيا في الأسواق الأوروبية ، بينما صادرات المغرب من الفواكه و الخضروات والأسماك والتي تمثل 2.6٪ من الناتج المحلي الإجمالي، ينافس صادرات أوروبا في روسيا”.

وأشار مركز “السياسات من أجل الجنوب” إلى أن مُصدِّري النفط سيشهدون مكاسب كبيرة من ارتفاع أسعار النفط و الغاز، في حين أن معظم مستوردي الطاقة الأفارقة فقراء، مما سيجعل آثار الحرب سلبية لمعظم الدول، ومن المحتمل أن تتفاقم بفعل تأثير تدهور ظروف الإقتصاد الكُــلّي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x