لماذا وإلى أين ؟

نبيلة نصيف.. من مُضيفة جوية إلى قيادة المركبات الثقيلة بالإمارات

بعزيمة لا تنكسر، وطموح جارف ، استطاعت المغربية نبيلة نصيف ، المقيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة ، سبر أغوار مجال قيادة المعدات الثقيلة ، التي تستخدم في الأوراش الضخمة كالبناء و الأشغال الكبرى للبنيات التحتية، مقتحمة بذلك مضمارا ظل لردح من الزمن ،حكرا على الذكور .

متسلحة بإرادة لا تعرف الحدود ، شقت ابنة حي البرنوصي بالدار البيضاء، الحاصلة على إجازة في الأدب الإنجليزي من جامعة الحسن الثاني بمدينة المحمدية ،طريقها بثبات و تؤدة، لبناء مسار مهني متميز ، حيث التحقت في بادئ الأمر بشركة الخطوط الملكية المغربية للعمل كمضيفة لمدة ثلاث سنوات، قبل أن تحط الرحال في بداية العام 2005 بشركة ( الاتحاد) الإماراتية للطيران ،التي تقلدت بها عدة مسؤوليات، قادتها في ظرف تسع سنوات إلى تولي مهمة مديرة مقصورة الطائرة .

بعد فك ارتباطها بشركة الطيران الإماراتية ، تقول هذه السيدة المغربية، التي تهوى رياضتي السباحة  و الرماية في همس لوكالة المغرب العربي للأنباء، “فضلت أخذ قسط من الراحة، و التأمل في رسم معالم مستقبل مهني جديد، في هذا البلد الخليجي ،الذي يزخر بفرص العمل المتنوعة، خاصة أنني أتوفر على تجربة و مؤهلات علمية” .

ومع مرور الوقت ، وبعد الارتباط بشريك الحياة، تضيف نبيلة نصيف، بلهجة إماراتية لا غبار عليها، انه أثار انتباهها منظر البنايات الشاهقة في أبوظبي، وهي التي خبرت العمل فوق السحاب، تاركة في مخيلتها أسئلة متزاحمة حول كيفية بلوغ هذه العمارات هذا المستوى من العلو، وما هي الوسائل التي استخدمت في ذلك، لتهتدي الى كون مثل هذه المشاريع الكبرى تستعين في إنجازها بمعدات ضخمة وثقيلة من قبيل الرافعات، والجرافات وغيرها.

من هنا قررت هذه المواطنة المغربية في البداية ، بعزيمة لا تعرف المستحيل، تقديم طلب اجتياز امتحان الحصول على رخصة قيادة الرافعة الشوكية الثقيلة التي تستخدم في أوراش البناء السالفة الذكر، قبل أن تحصل على رخصة سياقة الرافعة الشوكية الخفيفة، التي يستعان بها في المعامل والمساحات التجارية الكبرى .

ولم يقف طموح و تحدي نبيلة نصيف، الحاصلة أيضا على رخصة سياقة مركبة خفيفة، و دراجة نارية ، عند هذا الحد ،بل استطاعت أيضا ان تجتاز بنجاح امتحان الحصول على رخصة سياقة شاحنة من الحجم الثقيل ، ثم رخصة سياقة الحافلة ، لتراكم في جعبتها ست رخص سياقة متنوعة . كل تلك الرخص ،خولت هذه المواطنة المغربية، الحصول على تصاريح تدريب الراغبين في الحصول على رخص السياقة، وهي المهنة التي تمارسها حاليا بشركة الإمارات لتعليم السياقة .

ولا تخفي نبيلة نصيف، التي هاجرت الى دولة الإمارات العربية المتحدة قبل نحو ثمانية عشرة سنة، طموحها ، في الحصول مستقبلا على رخصة قيادة القطار ، خاصة وأن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتزم انجاز مشروع قطار (الاتحاد) الذي سيربط بين إمارتي أبوظبي ودبي، وقد يمتد الى خارج حدود هذا البلد.

ويحذو نبيلة نصيف ،التي يتمثل عملها حاليا في التدريب على سياقة المركبات الخفيفة بشقيه النظري و الميداني ، فضلا عن تدريب ذوي الإحتياجات الخاصة على السياقة، طموح عارم للحصول على فرصة عمل جديدة، تسخر فيها معارفها و مهاراتها في قيادة المعدات الثقيلة من رافعات وحفارات وغيرها ، لتكون بذلك أول امرأة في الإمارات تخوض هذه التجربة .

و م ع

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x