لماذا وإلى أين ؟

طبيبة مغربية تُرابط على سفوح جبال الهملايا لمُعالجة المرضى

مُتسلِّـحةً بإرادة قوية ومفعمة بطاقة لا حدود لها وحسٍّ عال من المسؤولية ، شكلت المرأة المغربية على الدوام نموذجا للتميز ونكران الذات والتشبع بقيم الوطنية.

في نيبال هذا البلد المتواجد في أقصى أعماق آسيا ، تعد الطبيبة نورا حكود واحدة من قصص النجاح المغربية ذائعة الصيت على الصعيد العالمي بفضل تكوينها وإصرارها وكفاءاتها العالية.

بعد دراسة المرحلة الإبتدائية والثانوية بمكناس حيث نالت شهادة الباكالوريا تخصص علوم تجريبية ، شدت نورا الرحال نحو العاصمة الروسية موسكو لتتابع دراساتها في مجال الطب.

في موسكو سيقودها القدر للإلتقاء بشريك حياتها النيبالي شريتشا لتقرر الإستقرار برفقته في نيبال و بدء مسار مهني و شخصي متفرد.

في بلاد الجبال وجمال الطبيعة ، أنشأت نورا حكود ، أخصائية علم الأمراض ، و زوجها شريتشا ، طبيب أمراض القلب ، عيادة طبية بالعاصمة كاتماندو تحمل إسم ” أدفانسيد بولي كلينيك ” .

” البدايات لا تكون دائما مفروشة بالورود ” تقول نورا في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، مضيفة أن الإكراهات المرتبطة أساسا بلغة بلد الاستقبال والعادات والتقاليد المحلية تطلبت منها بذل مجهودات كبيرة قبل أن تتمكن من تجاوز كل هذه التحديات .

وتقول هذه الطبيبة المغربية ، وهي أم لطفلتين ، إنها جد محظوظة بتمكنها من إتقان لغتين أخريين وهما النيبالية والروسية نظرا لكون والد زوجها من روسيا.

نورا و زوجها لم يدخرها أي جهد لتوظيف ما راكماه من خبرات ومعارف خلال سنوات طوال قضياها في دراسة الطب، في مساعدة المرضى في العاصمة النيبالية و خارجها.

ولم يمر على مثابرة وتضحية السيدة نورا و زوجها وقت طويل حتى تمت مكافأتهما من أعلى سلطة في البلاد . ففي سنة 2013 تسلم زوجها من رئيس نيبال السابق ، رام شاران ياداف ، أرقى جائزة “إف إن سي سي إ إكسيلانت سيرفيس ” نظير جودة الخدمات و العلاجات التي تقدمها مصحة ” أدفانسيد بولي كلينيك “.

وبالنسبة لهذه السيدة المغربية، فإن العمل الجمعوي يكتسي أهمية خاصة في هذا المجال حيث لا تتوانى عن المشاركة في قوافل طبية عبر مختلف أرجاء البلاد . ففي 2015 حينما ضرب زلزال عنيف نيبال ، لم تدخر نورا أي جهد من أجل تقديم العلاجات للضحايا.

“وصلنا إلى المناطق النائية والتي يصعب الولوج إليها من أجل تقديم العلاجات للضحايا والإشراف على عمليات الإنقاذ ونقل الجرحى إلى المستشفيات ” تقول السيدة نورا وهي تتذكر عملها الإنساني خلال هذه الفاجعة بفخر ممزوج بالأسى على ذكرى ضحايا هذه الكارثة الطبيعية التي أودت بحياة أزيد من 8 آلاف شخص.

وتقول إن ” العمل الجمعوي لصيق بعملنا وامتداد طبيعي لمهنة الطب ” ، مشيرة إلى أن الشغف والإقبال بحماس على مساعدة الآخرين يعلوان على كل اعتبار.

وتابعت ” العمل الجمعوي يزرع فينا التربية على المثابرة ، والتضحية و إثبات الذات “.

وتحرص السيدة نورا التي مر على استقرارها بنيبال أزيد من 22 سنة ، دائما على تمثيل المغرب أحسن تمثيل و تقديم صورة مشرفة عن المرأة المغربية في هذا البلد الواقع في أعلى القمم الجبلية في العالم.

وبعيدا عن سماعة الطبيب، تؤكد هذه السيدة المكناسية أنها لا تفوت أي فرصة للتعريف بالتراث و فن الطبخ المغربي الغني و المتنوع ، كما تغمرها السعادة للتعريف ببلدها المغرب أرض التسامح والكرم.

وبخصوص الإحتفال باليوم العالمي للمرأة  تعتبر السيدة نورا أن هذا اليوم يشكل مناسبة للإشادة بإنجازات المرأة المغربية والإعتراف بالدور الكبير الذي تضطلع به في تنمية المجتمع وفي مختلف مراكز القرار .

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Masist
المعلق(ة)
6 مارس 2022 01:35

جبالنا الممتد على طول المغرب مليئة بمرضى لايستطيعون الولج إلى التطبيب. أما الهيمالايا فهناك شئ في نفس يعقوب

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x