2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

منذ مدة والصحف الإسبانية الأكثر انتشارا، والقريبة من الحكومة الإسبانية مثل الباييس ، و تلك القريبة من المعارضة على غرار الموندو تتحدثان عن ضغط شديد يمارسه المغرب من أجل حمل اسبانيا على اجراء مراجعة في موقفها من نزاع الصحراء المغربية.
وتعتقد ان استمرار المغرب في اغلاق الحدود البحرية وفي الغاء عملية مرحبا و الإحتجاج على استقبال قائد البوليساريو للإستشفاء ، واستدعاء السفيرة. هي تكتيكات مغربية في سبيل تحقيق أولوياته الإستراتيجية في حسم نزاع الصحراء.
ولا شك ان رسالة بيدرو سانشير التي تم تحريرها بتلك الطريقة التي بسطها بلاغ الديوان الملكي، هي في حد ذاتها تعبير من رئيس الحكومة الاسبانية بذلك الموقف الجديد، الذي يصف مبادرة المغرب بذات المصداقية و الجدية أكثر، و يتناول الموضوع لأول مرة خارج الموقف الأوروبي، و دون الاشارة الى العملية السياسية التي يقوم بها ويشرف عليها مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وما يعطي التأكيد أن هذا الموقف جديدٌ، ويدعم مركز المغرب أنه تم تناول الرسالة في بلاغ ملكي وإسهاب ينم عن أنه موقف رسمي بعيدا عن المجاملات، ويكتسي الموقف الإسباني أهمية قصوى وتاريخية و استثنائية.
ذلك أنه صادر عن اسبانيا ؛ القوة الإستعمارية لاقليم الصحراء موضوع النزاع، و عن اسبانيا التي عارضت اعتراف امريكا بمغربية الصحراء، و عن اسبانيا القوة التي مازالت الأمم المتحدة تعتبر أنها القوة الإدارية للإقليم، و إسبانيا من الدول أصدقاء الصحراء، واسبانيا التي ينشط فيها مجتمع ٌمدنيٌ مُوالٍ للبوليساريو، و اسبانيا التي استضافت زعيم الإنفصال للإستشفاء.
كل ذلك يجعل هذا التغيير من العلامات الكبيرة التي تؤرخ و تبشر بحسم المغرب للنزاع لصالحه، وهو ما يجعل هذا الموقف بمثابة صك نجاح الديبلوماسية الملكية، في حمل اسبانيا على اجراء مراجعة و تغيير في الموقف.
وهي الديبلوماسية الملكية لأن جلالة الملك اعتمد التنمية في شمال المغرب وسيلة لمقارعة اسبانيا على مستوى الندية، ثم المزاحمة في ملفات كبيرة ، ثم الضغط عليها بمبادرات شجاعة مثل ترسيم الحدود البحرية وادارة ملفات الهجرة و الارهاب والجريمة المنظمة بفعالية، اي اعتماد الديبلوماسية الناعمة لزحزحة موقف اسباني متصلب و جامد ومتخوف و حذر من المغرب.
*محامي بمكناس؛ خبير في القانون الدولي، الهجرة ونزاع الصحراء.