2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كشف موقف النظام الجزائري من الخطوة الجديدة والداعمة التي أبدتها إسبانيا تجاه ملف الصحراء المغربية من خلال دعم مقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب منذ 2007، (كشف) ازدواجيةً في المواقف لدى الجارة الشرقية في تعاطيها مع هذا الملف.
ويظهر تناقض النظام الجزائري من جديد من خلال استدعائه لسفيره بمدريد “بشكل فوري”، عقب ما اعتبرته الجزائر “تحولا مفاجئا” في موقف إسبانيا، على خلفية دعمها لمُبادرة الحكم الذاتي المغربية في الأقاليم الصحراوية، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام عن المنطق الذي تتعامل معه الدبلوماسية الجزائرية في علاقاتها الخارجية.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “السؤال الأول المطروح هو لماذا استدعت الجزائر سفيرها في إسبانيا، إذا كان الأمر يرتبط بالموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربي من منطلق موقفها لإيجاد حل سياسي في إطار الحكم الذاتي المغربي، فهذا أمرٌ في إطار طرحٍ بعيد عن الجزائر، و هي المعايير التي تضعها الجزائر و تقول عنها حيادية، وعدم اعتبارها معنية بالنزاع، فلماذا لم تستدع سفيرتها في الأزمة الأوكرانية الروسية أو في أي حدث وقع في العالم مثلا”.

واعتبر الشيات،في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هذا الأمر يدل على أن الجزائر، ليست فقط معنية بهذا النزاع، بل هي متموقعة من هذا النزاع بشكل واضح، عن طريق دعمها العسكري لما تسميه “الكفاح المسلح للصحراويين”، ثم الآن فيما يتعلق بالمواقف السيادية لبعض الدول التي تدخل في إطار سيادتها، هذا يعني أنه إذا اتخذت إسبانيا موقفا من شيء معين، فهذا لا يعني الجزائر، وإذا كان يعنيها فهي معنية أيضا بهذا النزاع”.
ويرى الشيات أن “استدعاء سفير الجزائر أو أي إجراء آخر، ليس فقط مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن حتى مع إسرائيل، فحتى لو لم تكن هناك علاقات دبلوماسية بين الجزائر و إسرائيل، إلا أن كل الخطاب الموجه في هذه العملية لم يكن موجها لا ضد أمريكا أو إسرائيل خلال توقيع الإتفاق الثلاثي، ولكن وجهته(الخطاب) ضد المغرب فقط، و ذلك لكون الجزائر لا تستطيع أن تمس هذه الدول بأي شكل من الأشكال لاعتبارات تعرفها الجزائر أكثر من غيرها”.
وأردف أن “هناك جوانب تُمَكّن الجزائر أن تكون في محور مؤثر في القارة الأوربية، بما فيها إسبانيا، عن طريق المسألة المرتبطة بالغاز أساسا، ومن هنا نستنتج أن هذا لم يعد أساسيا في بناء الرؤى الإستراتيجية للدول، إذ أن الجزائر تعتبر مضخة للغاز، وليس لها أثر استراتيجي أو سياسي على أوروبا، وليست لديها قوةٌ لتُعاكس دورها كمضخة للغاز، والذي يعتبر أساسيا في الأزمة الأوكرانية الروسية”.
وخلص محدثنا إلى أن “القرار الإسباني الأخير في هذا التوقيت، هو دلالة على ترهل و ضعف الرؤى الإستراتيجية الجزائرية في محطة حساسة في العلاقات الدولية الراهنة، و سحب سفيرها هو من أنواع الهروب إلى الأمام التي لا تفيد ولن تغني الجزائر”.
مؤكدا أن خطوتها “هي دعاية موجهة للداخل، بوجود دبلوماسية قوية، و لكن الجزائر تخسر أكثر مما تربح في معاركها الوهمية، بما فيها ملف الصحراء المغربية الذي يفترض أنه قد انتهى مع نهاية الحرب الباردة، و تمطيط هذا النزاع مرتبط بجوانب نفسية ذاتية لمسؤولين عسكريين جزائريين مرفوضين حتى من طرف الجزائريين أنفسهم، ما يعني أن تضييق الخناق على البوليساريو و على الجزائر لن تفيد فيه هذه البهرجة التي تقوم بها الجزائر هنا و هناك”.
يمكن حيت امريكا خايفة من الكابرانات.