لماذا وإلى أين ؟

الإدريسي: التصويت لمونديال 2026 سيكون سياسيا بالمقام الأول (حوار)

لا حديث في الأيام الأخيرة سوى عن موضوعين أساسيين، هما التصويت على البلد الذي سيحتضن مونديال سنة 2026، وهي المنافسة التي يتواجه فيها الملف الأمريكي المشترك، والملف المغربي، إضافة إلى موضوع تأهل المنتخب الوطني لنهائيات روسيا 2018 وما أعقب ذلك من تكهنات حول حظوظ النخبة الوطنية في ظل تواجل فريقين أوروبيين عتيدين على الساحة الأوروبية والعالمية، اسبانيا والبرتغال.

ولتسليط الضوء أكثر على هذهالمواضيع وغيرها، حاورت “آشكاين” رئيس تحرير جريدة “المنتخب”، والمحلل الرياضي ورئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، بدر الدين الإدريسي، الذي قدم معطيات وشرحا مستفيضا في هذا الصدد.

وفي ما يلي نص الحوار:

كيف ترون حظوظ المنتخب المغربي بعد تأهله للمونديال، بالنظر الى نتائج خصومه في المباريات الودية؟

أولا شكرا لموقع “آشكاين” على هذه الإستضافة، وبخصوص هذا الموضوع، فبصرف النظر عن المباريات الودية التي تُعد محكات تجريبية فقط لا علاقة لها بالمباريات الرسمية، إلا أن هذه الأخيرة يبقى لديها طابع خاص  على اعتبار أنها تلعب وفقا لحسابات دقيقة جدا، خاصة وأن الدور الأول من نهائيات المونديال يُلعب في ثلاث مباريات، وبالتالي فكل منتخب يفكر أولا في الفوز من أجل نيل النقاط الثلاث لفتح الأبواب على مصراعيها للتأهل إلى الدور الثاني.

وعموما لا يمكن أن نقيس المستوى الحقيقي للمنتخبات انطلاقا من المباريات الودية، رغم أن المنتحب الوطني قد خاض لقاءات ضد منتخبات لم تتأهل للمونديال، والصورة التي قدمها المنتخب الوطني في هذه المباريات، تعني أن هيرفي رونار يبني فريقه بمعزل عن الخصوم والفرق الأخرى.

ما رأيك في اللاحة التي استدعاها رونار لكأس العالم، خاصة مع استبعاد بعض الأسماء أبرزها المدافع بدر بانون الذي قدم مستويات كبيرة مع المنتخب المحلي وفريق الرجاء البيضاوي؟

المدرب هو المسؤول عن اختياراته في المقام الأول، صحيح أن بدر بانون سيتعرض لحالة غبن وإحباط، بعد أن تم استبعاده في آخر دقيقة وهو ما سيعتبر ضربة موجعة له، لكن عموما فاللائحة متوازنة وتتضمن أهم الثوابت.

وصحيح أيضا أننا تحدثنا كثيرا عن عدم استدعاء بوفال، لكن معيار التنافسية هو الحاسم، لأن سفيان بوفال لم يلعب بشكل منتظم طوال الشطر الثاني من الموسم مع نادي ساوتهامبتون الإنجليزي.

ما هي توقعاتكم للفريقين المتأهلين في المجموعة الثانية التي تضم إسبانيا، البرتغال، إيران والمغرب؟

هي مجموعة قوية جدا، وكل التكهنات تتوقع تأهل اسبانيا والبرتغال، لكن أنا أضُمُّ صوتي للصحافة الإسبانية والبرتغالية اللتين تواكبان المنتخب المغربي في المباريات الودية خاصة بعد فوزه على سلوفاكيا، حيث قالت (الصحافة) بأن المغرب سيكون رقما صعبا في المعادلة.

إذا كنت مكان المدرب هيرفي رونار، من ستُفضل كأساسي أيوب الكعبي أم خالد بوطيب؟

(ضاحكا) إذا أخبرني حدسي بأن الكعبي سيسجل فسوف أدخله ضمن التشكيلة الأساسية.

هل يملك المغرب حظوظا كبيرة لنيل شرف تنظيم مونديال2026، بعد أن تجاوز تقييم لجنة “تاسك فورس”؟

هذا الأمر أصبح مرتبطا بالتصويت الذي ستشارك فيه 207 اتحادات كرة القدم عبر العالم، وبالتالي فلا يمكن التكهن بالملف الفائز ولو أن الكثيرين يتحدثون عن كون الملف الأمريكي هو الأرجح بشكل كبير.

لكن اليوم، هناك معايير ومعطيات أخرى تُفرِغ التصويت من طابعه الرياضي، حيث يتم إقحام السياسة، وهو ما بدا جليا من خلال التغريدات التي نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذا لم يسبق أن تم تسجل تدخل رئيس دولة للتهديد بالشكل الذي فعله ترامب، ولهذا فأنا أعتقد أن التصويت سيكون سياسيا بالمقام الأول.

وما طمأنني أكثر هو أن التقرير الذي أصدرته “تاسك فورس” حول المغرب كان تقريرا إيجابيا، ولو أنني أشكك في بعض محصلات ونتائج تقريرها حول الملف الأمريكي، الذي تم تفضيله في مجموعة من الأمور خاصة ما يتعلق بالملاعب التي أعطيت فيها نقط كبيرة جدا، والكل يعلم أن هذه الملاعب تنتمي لخواص وليس للمؤسسات العمومية، وأكثر من ذلك فأغلب هذه الملاعب ليست مخصصة لممارسة كرة القدم.

وكما قال مولاي حفيظ العلمي رئيس لجنة ترشيح المملكة لتنظيم مونديال2026، فإن المغرب في السباق نحو هذا التنظيم، سواء فاز أو لم يفز، فهو سيربح المصداقية أولا.

إذا خسر المغرب تنظيم المونديال، فهل سيحبط ذلك عزيمته علما أنه فشل في تنظيم عدة نسخ سابقة؟

نعم هذا الأمر سيحبطنا، وسيحبطنا أكثر لأننا أحسسنا بأن المغرب قدم هذه المرة واحدا من أقوى وأرقى الملفات، وسنحزن لأنه ستضيع منا فرصة 20 سنة من التنمية إذا تم تنظيم كأس العالم.

ولكن هذا لا يجب أن يصيبنا باليأس مادمنا نتحدث في الفرضيات، وإذا قدر الله أننا لم ننل شرف تنظيم المونديال فلا يجب أن نفقد الأمل، ولم لا نتقدم للترشح لمونديال 2030 لأنه يجب الإعتراف بأننا في مواجهة قوة عظمى تضم ثلاث دول قوية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فليس عيبا أن نخسر أمامها، وإذا فاز المغرب سنتأكد بأنه قد انتصرت معايير أخرى غير المعايير السياسية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x