2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أعلنت الحكومة الإسبانية الجمعة الماضية، للمرة الأولى، دعمها بموقف المغرب في قضية صحرائه، معتبرة أن “مبادرة الحكم الذاتي المُقَدمة في 2007 هي الأساس والأكثر جدية و واقعية و مصداقية لحل هذا النزاع” بين الرباط وجبهة البوليساريو التي عبّرت في وقت لاحق عن “استغرابها” من موقف الحكومة الإسبانية.
أما الجزائر، عرابة البوليساريو، فأعلنت في وقت لاحق، احتجاجها هي الأخرى على موقف إسبانيا من خلال استدعاء سفيرها في مدريد للتشاور و وصفت الدعم الإسباني للوحدة الترابية للمغرب، على خلفية النزاع المفتعل بالصحراء و الذي عمر طويلا ، بأنه “انقلاب مفاجئ”.
وفي هذا الصدد، أوردت عائشة الدليهي، رئيسة مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية و حقوق الإنسان قائلة: “لا يمكن إلا أن ننوه بهذا التحول الكبير والعميق في موقف الجارة الاسبانية في ملف الوحدة الترابية للمملكة المغربية”، مسترسلة ” هذا التحول التاريخي يأتي ليلتحق بركب التحولات الجوهرية التي طالت الملف خلال السنوات القليلة الأخيرة”.
فبعد الإعتراف التاريخي والصريح للولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، تردف الدليهي، في تصريح لـ “آشكاين”، وبعد إشادة الدولة الألمانية بمبادرة الحكم الذاتي، هاهي اليوم المملكة الإسبانية تعبر بكل صراحة عن هذه المبادرة كحل هو “الأكثر مصداقية والأكثر جدية و الأكثر واقعية”.
وسجلت الناشطة الحقوقية أن إسبانيا اليوم تخرج من دائرة الغموض و تبتعد عن المساحة الرمادية التي طبعت العلاقة بين البلدين منذ استقبالها زعيم الإنفصاليين، إبراهيم غالي، مؤكدة أن إسبانيا بتبنيها مبادرة الحكم الذاتي، انضمت إلى الشرعية الدولية و بتوصيفها للمبادرة أنها الأكثر جدية و الأكثر مصداقية فهي تنسجم مع توصيات مجلس الأمن.
وأضافت المتحدثة “بالنسبة لنا كناشطين حقوقيين بالجنوب، نعتبر الموقف نابعا من اقتناع المملكة الإسبانية بأهمية العلاقة بين البلدين و كذا المصالح المشتركة للجارة بالدرجة الأولى و أكيد أنه تم تبنيه انطلاقا من دعوة الخطاب الملكي الأخير، لمحمد السادس، الذي دعا إلى ضرورة وضوح العلاقات بين المملكة المغربية وطرف آخر يتطلع لعقد شراكة مع المغرب”.
وشددت الدليهي قائلة “أكيد أن هذا الأمر كان له وقع كبير وكانت له أهمية كبرى لدى الجارة الشمالية”، مبرزة “علاقة جديدة بين البلدين تنبني على الثقة والوضوح أكثر، ومن الأكيد ستكون لها آثار جد إيجابية في الأيام و الشهور القادمة، بحيث ستحذو بلدان الجوار حذو إسبانيا”.