في ظل توتر العلاقات الجزائرية الإسبانية بعد قرار الاخيرة الجديد بخصوص ملف نزاع الصحراء وما تلى ذلك من ردود أفعال، وفي مقدمتها استدعاء السفير الجزائري بمدريد، تحاول اسبانيا الحفاظ على التوازن في علاقاتها الدبلوماسية من خلال تقديم هدية للنظام الحاكم في الجزائر.
و تتمثل الهدية المقدمة من السلطات الإسبانية للجزائر، في تسليم الناشط السياسي المعارض محمد بن حليمة لنظام بلاده، في وقت مبكر من اليوم الجمعة، حيث وصل على متن طائرة إسبانية و جرى تسليمه لرجال الأمن الجزائريين في المطار.
و أظهر شريط فيديو تم تداوله على اليوتيب، خروج المعارض الجزائري محمد بن حليمة من طائرة إسبانية، بعد وصولها لمطار الجزائر، وكان محاطا بمجموعة من رجال الأمن، قبل تسليمه للسلطات الجزائرية مقيدا وترحيله في سيارة للشرطة.
و يأتي تسليم بن حليمة إلى النظام الجزائري، بعدما رفضت السلطات الإسبانية الطلب الذي تقدم به من أجل منحه اللجوء السياسي، خاصة أنه يخاف من التعذيب من طرف النظام الحاكم في الجارة الشرقية.
ويأتي ترحيل بن حليمة، الذي يعتبر من بين المعارضين لنظام الجزائر الذين يطالبون بإسقاط حكم العسكر و إقامة دولة مدنية، على الرغم من مناشدات المنظمات الحقوقية الدولية بعدم تسليمه لنظام تبون و شنقريحة خوفا من تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة. وفي هذا الإطار قالت منظمة العفو الدولية إن مسؤولية أخلاقية للدفاع عن فاضحي انتهاكات حقوق الإنسان الذين يرفعون أصواتهم ضد الفساد تَــقعُ على عاتق المجتمع الدولي، مُشــدِّدة على أنه يجب على إسبانيا أن تُلغي فوراً خططها لترحيل محمدـ بن ـحليمة وأن تحترم مبدأ عدم الإعادة القسرية.
