لماذا وإلى أين ؟

بوصـوف يستعرضُ جديدَ الدّيناميات الهجروية في ربيع العُلوم الإجتماعية بإفران (صور)

انطلقت يوم السبت 26 مارس2022 بجامعة الأخوين بإفران أشغال الدورة الثانية من ربيع العلوم الإجتماعية حول موضوع “الهجرة و العلوم الإنسانية: الديناميات الهجروية و تحديات التعددية الثقافية” المنظمة بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، و بحضور نُـخبة من الأساتذة والباحثين في مختلف تخصصات العلوم الإجتماعية.

وفي كلمته الإفتتاحية اعتبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، أن الهجرة ظاهرة تجمع مختلف التخصصات العلمية و تعرف تدخل كافة الفاعلين في المجتمع سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، بالإضافة إلى كونها ظاهرة اجتماعية تتأثر وتؤثر بما يقع عليها من أحداث.

وفي هذا السياق أبرز الدكتور بوصوف أن الهجرة فرضت نفسها بقوة مع الأحداث الأخيرة في أوكرانيا، إذ أثرت أمواج اللاجئين والنازحين بسبب الحرب، ليس فقط على الدول الحدودية مع أوكرانيا، بل على مجمل الدول الأوروبية، وأدت إلى تحولات جذرية في مواقف مجموعة من الجهات والشخصيات في تصوراتها للهجرة حيث أصبح العرق و اللون والإنتماء مُحدِّداتٍ لاستقبال أو رفض المهاجرين وليس بناء على الموقف المبدئي أو الإنساني.

وبعد أن عرّج على أهمية التعدد الثقافي والإنساني في بناء المجتمعات بصفة عامة توقَّــف بوصوف عند التحولات التي تعرفها دُوَلُ حُضورِ الهجرة المغربية و صعود خطابات معادية للمهاجرين وللتنوع و التعدد الثقافي، (تحولات) تعتبر أن الثقافة والهوية الخاصة للبلد هي ما يضمن ازدهاره واستقراره وليس الإنفتاح على ثقافات أخرى، وهو ما يطرح تحدّياتٍ على الأجيال الجديدة المنحدرة من أصول غير أوروبية لكنها ولدت و ترعرعت في الثقافة و المجتمع الأوروبيين بهوية مزدوجة، كما يجعلها أكثر قدرة على الدفاع عن التعدد و التنوع داخل تلك المجتمعات و تمتلك الأدوات المعرفية والتقنية للتعبير عن رأيها.

من جهة أخرى توقف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج على الديناميات الهجروية المغربية الجديدة التي فرضتها جائحة فيروس كوفيد19. ومن بين هذه الديناميات مسألةُ التحويلات المالية للمهاجرين المغاربة نحو المغرب، والتي حققت أرقاما قياسية على الرغم من مرور العالم بأزمة، مما طرح مجموعة من التساؤلات تقتضي دراساتٍ في العلوم الإجتماعية من أجل فهمها و تحليلها.

كما شكّلت مسألةُ نقل الجثامين نحو المغرب تحولا غير متوقع فرضته تداعيات الجائحة و الإجراءات الوقائية التي اتخذتها جميع الدول من بينها إغلاق الحدود الجوية، و بالتالي عدم قدرة أفراد الجالية المغربية على دفن ذويهم في المغرب، وهو ما استدعى تدخل المؤسسات المغربية لتقديم الدعم للجالية المغربية من أجل اجراءات الدفن في المقابر الأوروبية التي تتطلب أثمنة مرتفعة لا تغطيها شركات التأمين المتخصصة في نقل الجثامين إلى المغرب.

كما استعرض الدكتور بوصوف عددا من الديناميات الجديدة في الهجرة على الصعيد المفاهيمي الدولي، والتي تتطلب أيضا انخراط الباحثين في العلوم الإجتماعية في الجامعات المغربية لفهم عمقها و إيحاد الإجابات المعرفية للتعامل معها، منوها بتنظيم هذا الملتقى الذي تُشارك فيه ثُلّـة من الباحثين المغاربة في العلوم الإجتماعية، و يشكل فضاء للنقاش والتبادل خول مختلف القضايا المطروحة على العلوم الإجتماعية.

وشهدت الجلسة الإفتتاحية لهذه الدورة من ربيع العلوم الإجتماعية التي سير أطوارها، الدكتور عبد الرحيم العطري، كلماتٍ افتتاحية لكل من عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة محمد الجامس بالرباط، جمال الدين الهاني، و عبد الكريم مرزوق عميد الشراكة و التعاون بجامعة الأخوين بافران، وكذا عميد كلية التربية بالرباط عبد اللطيف كيداي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x