لماذا وإلى أين ؟

خُـبراء يُعـدِّدون خلفيات اسْتدعاء أوكرانيا سفيرَتها من المغرب واسْتثناء الجـزائر

استدعى الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء 30 مارس الجري، سفيري بلاده لدى كل من المغرب و جورجيا، وقال “إن هناك من يضيعون وقتهم، ويعملون فقط للبقاء في مناصبهم”.

وأوضح زيلينسكي في بيان تلاه عبر تصريح مصور: “هناك من يضيعون وقتهم ويعملون فقط للبقاء في مناصبهم. اليوم وقعت على المرسوم الأول لاستدعاء مثل هذا الشخص، سفير أوكرانيا من المغرب، كما تم استدعاء السفير من جورجيا”.

ويأتي هذا الاستدعاء بعد أيام قليلة من إجراء وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، محادثات مع نظيريه الروسي والأوكراني، كما أن هذا القرار يطرح التساؤل عن سبب عدم سحب سفير أوكرانيا من  دول أخرى مثل الجزائر المعروفة بدعمها المباشر لروسيا.

البلعمشي: سحب سفيرة أوكرانيا من المغرب مجرد بداية

أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات بالرباط، عبد الفتاح البلعمشي

وفي هذا السياق، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات بالرباط، عبد الفتاح البلعمشي، أن “الرئيس الأوكراني قال “إن هذه مجرد بداية لسحب السفراء، وهو نوع من مراجعة أدوار الدبلوماسيين المتواجدين في سفارات أوكرانيا، والذين أحس الرئيس الأوكراني أنهم لم يقوموا بضغط ومجهود كبيرين في مناصرة ما يقع في أوكرانيا اليوم”.

وأشار البلعمشي، في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أن “هذا الإجراء يمكن لأي دولة أن تتخذه بالطريقة التي يناسبها، والرئيس الأوكراني لم يشر نهائيا لمسؤولية المغرب، وهو إجراء مرتبط بالدبلوماسية الأوكرانية، والتي اعتبرت أن السفيرة غير مقنعة بالنسبة للرئيس فقط لا غير”.

وخلص إلى أن “قول الرئيس بأن هذه فقط البداية، تعني أنه سيراجع البعثات الدبلوماسية لديه و سيرى الأماكن التي لا يوجد فيها تأثير للسفراء وسيقوم بسحبهم، كجزء من الإجراءات التي يمكن أن يترتب عنها سحبُ سفراء في دول اخرى ويمكن أن تثير الرأي العام مثلما حدث في المغرب”.

صبري: سحب أوكرانيا سفيرتها من المغرب يدل على ارتباك رئيسها

من جانبه، أوضح أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بكلية الحقوق السويسي بالرباط، عبد النبي صبري، أن “الكلمة المصورة للرئيس الأوكراني التي استدعى فيها سفيرته من المغرب و جورجيا، واستند في ذلك كمبرر عدم إقناع سفيرة أوكرانيا للمغرب بدعم أوكرانيا، رغم أن المغرب معروف عنه في سياسته الخارجية تأكيده على الوحدة الترابية

عبد النبي صبري: أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق السويسي بالرباط

لجميع دول العالم، وأن الحلول للنزاعات الدولية يجيب أن تتسم بالحلول السلمية والإبتعاد عن اللجوء إلى القوة لأنها لا تنتج إلا الخاسرين”.

وتساءل صبري في حديثه لـ”آشكاين”، عن “سبب إعلان الرئيس الأوكراني لقراره بهذه الطريقة”، موردا أن “هذه المسألة كان من الممكن أن تقوم بها وزارة الخارجية عبر بلاغ و لا داعي لأن يتدخل الرئيس على اعتبار أن سفيرته كانت تعوزها الكفاءة في إقناع المغرب بدعم أوكرانيا، ومن قال له أن المغرب لا يدعم

أوكرانيا، إلا إذا كان يعتقد أن الموقف الأخير للمغرب في الأمم المتحدة كان يسير في هذا الإتجاه”.

وأضاف أنه “إذا كان الأمر كذلك، لماذا لم يتم سحب سفراء من دول أخرى كالجزائر، وهل سفير أوكرانيا في الجزائر له الكفاءة، وهل أقنعها في اتخاذ مواقف، وماهي هذه المواقف التي اتخذتها الجزائر أو البلاغات  التي صدرت عنها من أجل إيجاد حل لهذا المسألة، مؤكدا على أنه “لا يمكن التعويل على بلد هو نفسه يعيش مشاكل داخلية و جيواستراتيجية مرتبطة بعدم إدراكه لتحديات المحيط”.

ولفت أستاذ العلاقات الدولية نفسه الانتباه إلى أنه “من حق  أي دولة أن تستدعي سفيرها المعتمد لدى دولة أخرى، إذا قامت بتسبيب ذلك القرار، وكانت هذه الدعوة مفهومة من حيث الضوابط والقواعد”.

وخلص صبري إلى أن “الدولة عندما تتخذ قرارا سياسيا في حق دولة أخرى اتخذت قرارا سياديا بشأن مسائل محددة معروفة في مواثيقها، هو أمر يدعو للاستغراب ويدل على ارتباك المشهد الأوكراني و ارتباك رئيس أوكرانيا، لأنه لو كان لأوكرانيا فهم عميق لإدراك المحيط لما عولت على الغرب و لما دخلت في لعبة هي في الأصل أريد لها أن تلعب دورا و أن تحول البلد إلى ساحة للصراع بين الغرب و روسيا”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Masist
المعلق(ة)
1 أبريل 2022 07:16

السؤال هو إلى أين ستعود هذه المسكينة؟

سمير
المعلق(ة)
31 مارس 2022 20:06

مع الاسف بعد انتهاء أزمة أوكرانيا ستضهر ك رونا من جديد

حسن
المعلق(ة)
31 مارس 2022 19:51

تصرف الرئيس الاوكراني يحمل رسالة مبطنة، يجب الا نغتر، ربما كان يريد ان يلقي خطابا في البرلمان المغربي او تجنيد مغاربة او انضمام المغرب للعقوبات او رد فعل على موقف المغرب في الجمعية العامة.
في جميع الأحوال موقف المغرب سليم وقانوني ونزيه باعتبار انطلاقه من ضرورة احترام الوحدة الترابية لجميع الدول. أما الباقي فهو يدخل في باب السيادة المخولة بمقتضى القانون الدولي لجميع الدول.
التاريخ سيفضح رئيس أوكرانيا.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x