لماذا وإلى أين ؟

أبطال من ذهب: أبو بكر زعيتر … من شاب مشاغب إلى مقاتل شرس

خلال شهر رمضان الجاري، سيكون لقراء ومتتبعي الموقع الإعلامي “آشكاين”، موعد يومي مع سلسة “أبطال من ذهب”، والتي ستكشف أسرارا عن أبطال مغاربة في رياضات فردية مختلفة؛ خاصة منها القتالية، حيث ستركز السلسلة على أبطال رفعوا راية المغرب عاليا وآخرين سجلوا أسماءهم في تاريخ الإنجازات الرياضية بمداد من ذهب.

الحلقة الثالثة: أبو بكر زعيتر … من شاب مشاغب إلى مقاتل شرس وصديق الملك

النشأة والإنجازات

من أهم الملاحظات التي يمكن أن نسجلها في سيرة عدد من أبطال القتال المغاربة، هي أنهم كانوا مشاغبين في صغرهم وتورطوا في أعمال تسببت في دخولهم السجن، قبل أن ينجحوا في خلق مسار رياضي متميز جعلهم من بين أهم المشاهير الذي يلهمون الشباب في العالم والعالم العربي على الخصوص، وهو ما ينطبق على البطل العالمي أبو بكر زعيتر. فمن يكون يا ترى؟

ولد أبو بكر زعيتر الذي يشتهر بلقب “أبو زعيتر” يوم 10 مارس 1986 بمدينة كولونيا في ألمانيا من أبوين مغربيين، حيث ينتمي والده إلى مدينة الحسيمة في ما تنتمي والدته إلى مدينة طنجة. وقد درس أبو بكر زعيتر في أكاديمية الملك فهد وهي مدرسة في ألمانيا تدرس باللغة العربية وفق منهج المملكة السعودية، قبل أن يحترف الفنون القتالية المختلطة.

التحاق أبو زعيتر بالفنون القتالية المختلطة سنة 2007 كان موفقا، حيث عمل على حصد العديد من الإنجازات التي جعلته اليوم يعتبر من بين الأبطال والنجوم المغاربة اللامعين في الرياضة المغربية، كيف لا؟ وهو الذي تدرج في عدد من العديد من منظمات الفنون القتالية المختلطة بألمانيا، مثل “KSW”، “Absolute Championship Berkut” و”Respect Fighting Championship”.

وفي ما يتعلق بألقاب زعيتر، فقد فاز سنة 2015 ببطولة ألمانيا في فنون القتال المختلطة “إم إم إي” في الوزن المتوسط، قبل أن يلتحق سنة 2018 إلى اللعب ضمن منظمة “يو إف سي” التي تعتبر أكبر منظمة في فنون القتال المختلطة في العالم. يمتلك أبو بكر زعيتر رصيد محترما في القتال. حيث يمتلك في رصيده 14 انتصارا مقابل ثلاث هزائم فقط.

من مشاغب إلى بطل

من يسمع كلمات أبو زعيتر اليوم وهو يحمس الشباب وينصحهم بالاهتمام بالرياضة، لن يتوقع أن هذا البطل كان في صغره مشاغبا يخلق المتاعب لنفسه بشجارات لا تتوقف، وقد دخل بسبب السجن لسنوات، قبل أن يستثمر شغبه في الرياضة ليصبح اليوم بطلا ملهما للشباب.

في سنة 2003، مَثُل كل من أبو بكر زعيتر وشقيقه عمر أمام محكمة في كولونيا، بسبب اتهام أبي بكر بضرب رجل أعمال وهدده بقتله برش البنزين وسرقة سيارته الفيراري، وعلى هذا الأساس حكم على أبي بكر بالسجن لمدة عامين وثلاثة أشهر، وأدين شقيقه عمر بالسجن 20 شهرا موقوف التنفيذ.

شغب زعيتر لم يتوقف هنا، وإنما تجاوز ذلك، حيث كان الشقيقان مبحوثا عنهما لضرب مستخدمين في متجر لأجهزة الحاسوب. ولم ينته أبو بكر وشقيقه، وهم في سن 16 عاما، من صراعهم مع السلطات الألمانية، حيث لاحقتهم تهمة جديدة بالعنف بعد مشاركتهم في شجار في صالة للألعاب الرياضية، حيث ضربوا رجلا وتسببوا في كسر أنفه.

الأهم في قصة زعيتر، أنه نجح في تحويل شغبه ومغامراته مع الشرطة وتجربته في السجن إلى دافع لخلق مسار رياضي متميز وناجح، استطاع في ظرف سنوت قليلة أن يسرق الأضواء مغربيا ودوليا وينتقل إلى صنف المشاهير، كما راكم ثروة تجعله ملهما للشباب في المغرب وخارجه.

 صديق الملك

تعرّف فئة عريضة من المغاربة على أبو زعيتر في 20 أبريل من سنة 2018 عندما استقبله الملك محمد السادس رفقة شقيقه الصغير عثمان زعيتر بعد توقيعهما مع بطولة “Ultimate Fighting Championship” وفوز الثاني بالبطولة العالمية “Brave Combat Fédération”.

وبعد لقائه مع الملك، سرعان ما تطورت علاقته الاجتماعية مع محمد السادس، حيث دأب زعيتر على نشر صوره رفقة الجالس على عرش المملكة المغربية حتى أصبح يعرف بـ”صديق الملك”، كيف لا؟ وقد خصص لهم الملك كل الإمكانيات اللوجيستيكية للقيام بتمارينهم الرياضية للإستعداد للبطولة العالمية المقبلة التي سيشاركون فيها.

ومن بين الجوانب المشرقة في سيرة أبو بكر زعيتر، تأسيسه لجمعية الإخوة زعيتر الخيرية رفقة إخوته، لتصبح هذه المؤسسة اليوم من بين أهم الجمعيات الخيرية التي تسهم في إسعاد الفقراء والمعوزين من الشغب المغربي، حيث يشتغل على توزيع القفف الغذائية والملابس والأغطية والمعدات الطبية والأضاحي وغيرها من الأشياء التي تسعد المواطنين.

ويرى أبو بكر زعيتر أن قيامه بالأعمال الخيرية في إطار جمعية الإخوة زعيتر ينبني على سعيه لخلق انموذج يقتدى به من طرف الرياضيين والفنانين والأغنياء، حتى يتكاثر المساهمين في إدخال الفرحة والبهجة على قلوب المعوزين في المملكة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
ابو زيد
المعلق(ة)
5 أبريل 2022 22:55

الابطال الحقيقيون، هم اولائك الذين يعملون بصمة و نكران الذات دون السعي و راء اي امتياز!!
الاساتذة و الاطباء و من يعملون في القطاع الصحي بصفة عامة و كل من ساهم بتفان و نقاء في إلخروج من أزمة كورونا!!!
اولائك الذين شرفوا ابناء هذا الوطن و لن ننسى من توفي منهم خلال التصدي في الصفوف الامامية….

يس
المعلق(ة)
5 أبريل 2022 21:42

و الله حتى عيقتو بهاد زعيطر. مفهمتش اش من انجاز تيحقق باش تكتبو عليه و ديرو ليه التشهار

حنظلة
المعلق(ة)
5 أبريل 2022 21:06

الأبطال الحقيقيون هم المواطنون المرابطون في الجبال، وهم الجنود المرابطون على الحدود…
هؤلاء لا يلتفت إليهم أحد…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x