أبطالٌ من ذهب: جرايا .. بطلٌ يحضى بعطف الملك

خلال شهر رمضان الجاري، سيكون لقراء و متتبعي الموقع الإعلامي “آشكاين”، موعد يومي مع سلسة “أبطال من ذهب”، والتي ستكشف أسرارا عن أبطال مغاربة في رياضات فردية مختلفة؛ خاصة منها القتالية، حيث ستركز السلسلة على أبطال رفعوا راية المغرب عاليا و آخرين سجلوا أسماءهم في تاريخ الإنجازات الرياضية بمداد من ذهب.

الحلقة الخامسة: محمد جرايا .. بطل العالم في الكيك بوكسينغ الذي يحضى بعطف الملك

النشأة والإنجازات

ليس من الهين أن تخلق انجازات يقف لها العالم و ملوك الدول احتراما و أنت في بداية العشرينيات من عمرك، وليس من السهل أن يقف لك من سبقوك في المهنة تقديرا و يتبؤون لك بمستقبل زاهر وأنت ما تزال تخطو خطواتك الأولى في المجال. هذا ما ينطبق على البطل المغربي محمد جرايا في رياضات الكيك بوكسينغ، فمن يكون يا ترى؟

ولد محمد جرايا يوم 13 يونيو من سنة 1996 بمنطقة سانت هيرتوجنبوش بهولدا، من أبوين مغربيين، حيث ينحدر والده من منطقة دار الكبداني بإقليم الدريوش بجـهة طنجة تطوان الحسيمة، فيما تنحدر والدته من العيون سيدي ملّوك المشهورة بـ”العيون الشرقية” بالجهة الشرقية بالمغرب. لعب كرة القدم في سن صغيرة، بين عمر التاسعة والثالثة عشر، قبل أن يلتحق عن طريق الصدفة بنادي “كولوسيوم جيم” في أوتريخت مع المدرب هشام الكاوي لتعلم الكيك بوكسينغ.

بدأ مشوار جرايا في الكيك بوكسينغ في عمر13 سنة، وبعد شهرين فقط من دخولها عالم هذه الرياضة شارك في أول نزال في حياته وفاز به بالضربة القاضية، وفي 16 سنة حصل على عقد رسمي من منظمة “إنفيوجن” التي تعتبر من بين أكبر المنظمات على الصعيد الدولي في رياضة الكيك بوكسينغ، وداخلها حقق جرايا العديد من الألقاب.

يكفي أن نذكر أن محمد جرايا فاز ببطولة العالم في رياضة الكيك بوكسينغ و هو في عمر 18 ربيعا لتبيان مدى تفوق هذا المغربي في هذه الرياضة، كيف لا؟ وهو اليوم يحضى برصيد قتالي يبلغ 64 انتصارا منها 36 نزالا بالضربة القاضية، وحاز على بطولة العالم في منظمة “إنفيوجن” و بطولة العالم في منظمة “كلوري كوليزيون 2” التي تعتبر أشهر و أقوى منظمة في الكيك بوكسينغ في العالم.

بطل يحضى بعطف الملك

كعادته، يتابع الملك محمد السادس كل الأبطال المغاربة الذين يحققون انجازات ويرفعون العلم المغربي بانتصاراتهم، وكان جرايا واحدا من الأبطال الذين يتابعهم الملك، حيث بعث له برقية تهنئة مباشرة بعد تتويجه بطلا عالميا في رياضة الكيك بوكسينغ صنف الوزن الخفيف في إطار بطولة “كلوري كوليزيون 2”.

وقد يرى البعض أن تهنئة الملك تبقى عادية، خاصة أن الملك معروف بمتابعته لجميع المغاربة الذين يحققون انجازات في الرياضات الجماعية أو الفردية، لكن الرسالة التي تلقاها جرايا من محمد السادس مؤثرة، ما سيكون محفزا له لمواصلة بذل الجهود لتحقيق المزيد من الألقاب.

وأشاد الملك محمد السادس بأداء البطل المغربي محمد جرايا في المنظمة و روح تنافسيته العالية التي أهلته للتتويج عن جدارة واستحقاق، و أكد له أنه يحضى بعطفه و رضاه.

مشاغب متأثر بشخصية بدر هاري

شغب محمد جرايا لم يقتصر على داخل الحلبة فقط وانما تعدى ذلك إلى خارجها وسط شوارع هولندا، حيث تورط في شجار عنيف شهد مقتل شاب مغربي في هولندا، حيث أدين بشهرين موقوفة التنفيذ و140 ساعة خدمة ذات منفعة عامة. وبعد ساعات من الحكم الأول، أدين بشهر موقف التنفيذ و60 ساعة خدمة ذات منفعة عامة بسبب ضرب ثلاثة أشخاص.

لكمات محمد جرايا لم يذقها خصومه فقط، بل تأذى منها حتى الحكام، حيث هاجم البطل المغربي سنة 2018 حكم الطاولة في منظمة “كلوري” التي تعتبر أقوى و أشهر منظمة للكيك بوكسينغ بلكمات في وجهه، بعدما خسر نزالا و إحساسه بظلم الحكام، لذلك تم توقيفه لمدة سنتين عن القتال.

في مجمل تصريحاته، يذكر محمد جرايا بدر هاري، حيث يعتبره قدوته في الرياضة ويحضى بتوجيه منه، حيث هنأه بمناسبة توقيعه عقدا احترافيا مع منظمة “كلوري”، ودعمه في نزاله الأول داخل البطولة، كما أشرف على تدريبه بدل مدربه سعيد البدوي خلال نزاله الأخير الذي فاز به.

الألقاب والإنجازات التي حققها جرايا في سن مبكرة، بالإضافة إلى أدائه داخل حلبة أشهر وأقوى منظمة لرياضة الكيك بوكسينغ في العالم يجعل منه مشروع بطل عالمي في القادم من الأيام، حيث يرشحه العديد من المتابعين للفوز ببطولة العالم للمرة الثالثة في مشواره.