لماذا وإلى أين ؟

“نساءٌ في حياة الرسول”.. ” أمُّ المساكين” خامِسُ زوجات النبي التي توفيت بعد أشهر من الزواج  (ح 8)

لعبت النساء دورا محوريا في حياة الرسول محمد (ص)، بدءا من زوجاته فبناته ثم حفيداته، وتجاوزن هذا الدور إلى المساهمة في انتشار الدعوة الإسلامية في الحقبة الأولى للإسلام، فكانت أول من آمنت بالنبي امرأة، وهي خديجة بنت خويلد، الزوجة الأولى للرسول.

قصص عديدة، ستحاول “آشكاين” سردها في هذه السلسلة الرمضانية التي اختير لها عنوان “النساء في حياة الرسول”، والتي من خلالها سيتم تسليط الضوء أيضا على الحياة العاطفية للنبي وكيفية تعامله مع زوجاته وتعاملهن معه، بالإضافة إلى علاقتهن ببعضهن البعض مع سبر أغوار حياتهن الإجتماعية والسياسية من خلال الإعتماد على عدد من المراجع كالأحاديث والقرآن و كتب التراث أو باحثين في تفاصيل.

الحلقة الثامنة :  ” أم المساكين” خامس زوجات النبي التي توفيت بعد أشهر من الزواج 

إنها خامس زوجات الرسول عليه السلام،  توفيت بعد مدة من زواجها بالنبي و لقبت بأم المساكين في عصر الجاهلية و خلال انتشار الإسلام، نظرا لعطفها الشديد على الفئات المعوزة والفقيرة.

إنها زينب بنت خزيمة، والدها هو خزيمة بن الحارث و والدتها هي هند بنت عوف بن زهير، و هند بنت عوف هي أمُّ ميمونة بنت الحارث زوجة رسول الله أيضًا، وأمُّ أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر و جعفر بن أبي طالب و علي بن أبي طالب، وأمُّ سلمى بنت عميس زوجة حمزة بن عبد المطلب.

عُرِفتْ بحسب مُخْـتلِف الروايات، و لو أن حياتها بعد الزواج بالنبي كانت قصيرة،  بالطيبة والكرم و العطف، قيل إنّ زينب بنت خزيمة كانت متزوجة من عبد الله بن جحش فقُتل عنها في غزوة أحد، وقيل إنّها كانت متزوجة من الطفيل بن الحارث، ثمّ طلّقها، فتزوجت بعد ذلك من أخيه عُبيدة، لتصبح بعد ذلك أرملة عقب استشهاده في غزوة بدر.

وبعدما أصبحت أم المؤمنين أرملة وحيدة خطبها الرسول (ص) وعقد عليها بمهرٍ مقداره اثنتي عشرةَ أوقيّة وكساء، و كان النبي قد تزوّجها في شهر رمضان، و هي التي عقد عليها بعد مرور فترة من زواجه من أُم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب.

وكان النبي قد تزوّج بزينب بنت خزيمة في السنة الثالثة من الهجرة، ولم تمكث عنده مُدةً طويلة، فكانت أول من توفَّى من زوجاته في حياته بعد أم المؤمنين خديجة بنت خويلد،  إذ تُوفيّت في المدينة المنورة في شهر ربيع الأوّل في السنة الرابعة من الهجرة عن عمر يقارب الثلاثين،  وقد دُفنت في البقيع.

وقال العسقلاني في قصَّة وفاة زينب بنت خزيمة: “صلَّى عليها النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر 4هـ، فكانت أوَّل من دُفن فيه من أمهات المؤمنين”، وهي الوحيدة من أمهات المسلمين التي توفِّيت في حياة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- مع خديجة بنت خويلد، حيث هناك من يقول إن زينب توفِّيت بعد زواجها من الرسول بثمانية أشهر وم ن يسجل وفاتها بعد، ثلاثة شهور فقط.

وأورد الزّهري وقتادة أنّ حياة زينب كانت قصيرة مع رسول الله – قال الزّهري: “لم تلبث عند رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- إلّا يسيراً وتوفّيت بالمدينة، والنبي- صلى الله عليه وسلم- حيّ، وقد مكثت عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثمانية أشهر، وقيل: شهرين و قيل: ثلاثة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x