لماذا وإلى أين ؟

العرايشي يخلُق الحدث بمُسلسل “فتح الأندلس”

بغض النظر عن الإنتقادات التي طالت المسلسل التاريخي “فتح الأندلس” الذي يبث على القناة الأولى خلال شهر رمضان، بسبب ما اعتبره العديد من مشاهديه “مغالطات” سوقها العمل الفني وشوهت التاريخ الوطني، فإن العمل خلّف أيضا آثارا إيجابية وجدالات محمومة.

هذا المسلسل المثير للجدل و الذي أخرجه الكويتي محمد العنزي، و اقتنته الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لا يجب النظر إليه فقط من زاوية ما طاله من اختلاف حول بعض الوقائع و الشخصيات التاريخية؛ وعلى رأسها طارق بن زياد، وإنما يجب أيضا الأخذ بعين الاعتبار أنه خلق أرضية واسعة للنقاش حول مضامينه، والتي ذكرت المغاربة بماضي أجدادهم المجيد، و دفعتهم للبحث أكثر عن معطيات تاريخية، وفتحت شهية الباحثين من أجل الكتابة في الموضوع.

بل الأكثر من ذلك، فإن العديد من المغاربة اليوم، من غير المختصين، ممن يشاهدون المسلسل أصبحوا يناقشون أحداثه بنوع من التحليل والشك، وهذا أيضا من أدوار الأعمال التلفزيونية الحقة، التي أظهرت مدى الحاجة إلى إخراجها و عرضها على المشاهد المغربي الذي أبان عن ذوقه في اختيار مشاهدة هذا النمط من الأعمال التلفزيونية، بدل أعمال مازالت توصف بـ”الحامضة”، والتي في الغالب ما تتناول مواضيع سطحية.

فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، خلق هذه السنة استثناءً ببرمجته لهذه السلسلة التاريخية التي خلقت الحدث بما أثارته من جدال واسع و محمود حول سيناريو الأحداث و الإطار التاريخي والهوياتي المرتبط بها، ناهيك عن نسب المشاهدة العالية التي تحققها قناة الأولى عند بث كل حلقة منها.

إن المشاهدين المغاربة يحتاجون اليوم أيضا إلى التعرف أكثر على تاريخهم و تاريخ أمجادهم، وهو الأمر الذي عمل العرايشي و القناة الأولى على بلورته من خلال اقتناء و بث العمل الدرامي “فتح الأندلس”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
المغربي
المعلق(ة)
13 أبريل 2022 08:35

المهم ان العرايشي، اشترى المسلسل ويبرر تصرفه،هذا،
ظف الى ذلك، ان المغاربة،يعرفون تاريخهم جيدا، ولا
حاجة لهم بمن يعرفهم به،نفس ما يحدث في التلفزيون
كان يدرس لنا فيما مضى،نشر المغالطات،في المجتمع
وتبخيس دور المغاربة في المسلسل تقديسا للمشاركة
ليس الا،

متتبع
المعلق(ة)
12 أبريل 2022 23:34

للاسف لا نشاهد أعمالا تاريخية من انتاج مغربي خالص، تاريخ المغرب يصوره للاسف المشارقة وعلى رأسهم المخرجون السوريون.

أفضل مثال على هذا الكلام مسلسل {{ يوسف بن تاشفين}} من أخراج ناجي طعمي وتأليف جمال بوحمدان سنة 2005.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x