2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تستمر اقتحاماتُ قُــوّات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى و الإعتداء على المصلين منذ فجر اليوم الجمعة، فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بارتفاع عدد المصابين إلى أكثر من 150 جراء الإعتداء عليهم بالضرب و قنابل الغاز.
وقال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني للجزيرة إن المواجهات مستمرة في باحات المسجد، و إن قوات الإحتلال استخدمت القوة المفرطة ضد المصلين.
وأضاف الكسواني أن عدد المعتقلين وصل إلى 400 خلال اقتحام قوات الإحتلال المسجد الأقصى.
وأفاد شهود عيان من داخل الحرم القدسي الشريف بأن قوات كبيرة اقتحمت المسجد القبلي و اعتقلت كل الشبان الذين كانوا داخله، وأضاف شهود عيان أن قوات الإحتلال دفعت بتعزيزات إلى مداخل البلدة القديمة و إلى مداخل الحرم و منعت الشبان من الدخول إلى البلدة القديمة.
وقد استخدمت قوات الإحتلال القنابل المسيلة للدموع، فضلا عن القنابل الصوتية و الدخانية والهراوات، في محاولة لإخلاء المسجد و باحاته، كما لاحقت قوات الإحتلال المصلين و اعتدت عليهم بالضرب في ساحات المسجد.
كما أغلقت شرطة الإحتلال الإسرائيلي شوارع في محيط البلدة القديمة، و وضعت المتاريس الحديدية عند مدخل باب العامود.
وقد أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن قوات الإحتلال أغلقت كافة الأبواب المؤدية إلى المسجد الأقصى باستثناء باب حطة، و أن عددا من المصلين لا يزالون محاصرين داخل المسجد الأقصى وفي مسجد قبة الصخرة.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة 152 حتى الآن نتيجة المواجهات المستمرة في المسجد الأقصى، وقال إن قوات الإحتلال أعاقت عمل طواقم الإسعاف التي وصلت إلى منطقة باب الأسباط.
و قال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني إن الإصابات معظمها كانت جراء الإعتداء بالضرب وقنابل الغاز والأعيرة المطاطية.
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 3 من أفراد الشرطة الإسرائيلية خلال المواجهات في المسجد الأقصى.
وفي نشرة سابقة على الجزيرة، قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن قوات الإحتلال الإسرائيلي تحاول إخلاء المسجد من المصلين المسلمين لتسهيل اقتحام المستوطنين له.
وأضاف صبري أن الوضع خطير جدا، وأن على السلطة الفلسطينية تحمل مسؤوليتها، كما دعا الدول العربية إلى تحمل مسؤولياتها كذلك.
وكان شهود عيان فلسطينيون قالوا إن نحو 30 ألف مصلّ أدوا صلاة الفجر في المسجد الأقصى اليوم قبل انفجار الوضع، وتحدثوا عن نصب شبانٍ متاريسَ لصد أي محاولات لمواجهة أي اعتداء من جماعات الهيكل التي هددت باقتحام المسجد لتقديم القرابين اليوم مع حلول عيد الفصح اليهودي.
ردود فعل داخلية
وفي ردود الفعل، قالت الرئاسة الفلسطينية إن اقتحام الأقصى و دخول الإحتلال المسجد القبلي تطور خطير و تدنيس للمقدسات و إعلان حرب، وأكدت أن الشعب الفلسطيني لن يسمح لقوات الإحتلال والمستوطنين بالإستفراد بالمسجد الأقصى وسيدافع عنه.
وطالبت الرئاسة الفلسطينية الجهات الدولية بتدخل فوري لوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على الأقصى.
كما قالت الخارجية الفلسطينية إن ما تعرض له الأقصى يكشف حقيقة نوايا الإحتلال لفرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى وتقسيمه، واتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بالكذب بشأن الحفاظ على الوضع القائم.
وحمّل مستشار الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس فادي الهدمي إسرائيل المسؤولية عن نتائج أفعالها في القدس والأقصى، كما قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية إن ما جرى بعد الفجر من استباحة للمسجد الأقصى هو دفع باتجاه حرب دينية، وإن ما قامت به حكومة الإحتلال يأتي تنفيذا لرؤاها الاستيطانية الهادفة للسيطرة على الأقصى.
واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن ما يجري من عدوان إسرائيلي على المسجد الأقصى، هو تصعيد خطير يتطلب أعلى إسناد للمعتصمين في المسجد و لأهل القدس، وإشعال النار في وجه الإحتلال على امتداد فلسطين التاريخية.
وأدانت الجبهة صمت المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته المختلفة عما يجري من هجمة إسرائيلية متواصلة على الشعب الفلسطيني، خصوصا في مدينة القدس، ودعت الشعوب العربية إلى التحرك الفوري و العاجل لنصرة مدينة القدس والمسجد الأقصى وإسناد الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الإحتلال.
من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى جريمة عدوانية يتحمل الإحتلال كامل المسؤولية عنها.
وشددت الحركة أنه ما لم يكف الإحتلال يده عن الأقصى ويوقف عدوانه فإن المواجهة ستكون أقرب وأصعب مما يظن.
وأشارت حركة الجهاد -في بيان صحفي- إلى أن الإعتداء على المصلين محاولة فاشلة من قبل سلطات الإحتلال لإفراغ المسجد الأقصى بهدف تدنيسه من قبل المستوطنين المتطرفين.
كما أدانت اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس في فلسطين اقتحام الأقصى، و دعت إلى تدخل دولي لوقف التصعيد الإسرائيلي.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن قرار الشعب الفلسطيني هو الدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته مهما كان الثمن.
وأضاف هنية أنه لا مكان للغزاة في قدسنا و أقصانا و سوف ننتصر في صراع الإرادة و الهوية مهما طال الزمن، وأكد أن هناك خيارين فقط، إما الإحتلال والبطش والقرابين في الأقصى أو الرباط وترسيخ إسلامية القدس والمسجد الأقصى.
وأدانت حركة حماس الإعتداءات الوحشية لجنود الإحتلال الإسرائيلي على المصلين في المسجد الأقصى المبارك، ودعت حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية والداخل للوقوف إلى جانب الأهالي في القدس وإسنادهم.
من جهة أخرى، قال أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إسرائيل لن تسمح لمن وصفهم بالمشاغبين بعرقلة الصلاة في القدس والإخلال بالنظام العام.
واتهم جندلمان من وصفهم بالبلطجية الفلسطينيين بإلقاء الحجارة والمفرقعات دون مبرر لتأجيج الأوضاع في المسجد الأقص، مشيرا إلى أن قوات الشرطة اضطرت للدخول إلى الحرم من أجل تفريقهم واستعادة الهدوء، حسب قوله.
أما وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف فأكد أنه لا مصلحة لإسرائيل في أن يصبح الحرم القدسي مركزا للعنف الذي سيضر بالمسلمين واليهود، حسب قوله.
ردود فعل خارجية
وفي السياق ذاته، أدانت الخارجية الأردنية بشدة اقتحام الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين.
كما عبرت الخارجية الصينية عن قلقها بشأن الخسائر المدنية الناجمة عن تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وطالبت جميع الأطراف المعنية بممارسة الهدوء و ضبط النفس لمنع التصعيد و خروج الوضع عن السيطرة.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد أجرى -مساء أمس الخميس- اتصالين هاتفيين بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وبرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية تناول فيهما آخر تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية.
وأكد أمير قطر خلال الإتصالين موقف دولة قطر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على أرض وطنه وعاصمتها القدس الشرقية.
كما شدد الأمير على رفض دولة قطر كافة الإجراءات التصعيدية التي تمارسها قوات الإحتلال الإسرائيلي، ودعا إلى العمل على التهدئة وتخفيف التصعيد والتوتر.
من جانبه، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش جدد التأكيد على ضرورة ممارسة القوات الإسرائيلية لأقصى درجات ضبط النفس.
وأشار دوجاريك إلى أنه يجب التحقيق بسرعة و بشكل شامل في كل حالة استخدام للقوة.
وفي إطار إجراءات تصعيدية، كانت قوات الإحتلال الإسرائيلي قد نفذت عمليات اقتحام جديدة في الضفة الغربية استشهد على إثرها 3 شبان فلسطينيين في محافظة جنين، و رابع متأثرا بجروحه في نابلس.
وبذلك، يرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص الإحتلال منذ الأربعاء في الضفة الغربية إلى 7 شهداء.
وأصيب عدد من الفلسطينيين في قرية كفردان (جنوب غربي جنين) في مواجهات وقعت خلال انسحاب جيش الإحتلال منها، ووُصفت حالة أحد المصابين بالخطيرة.
وقد اعتقلت قوات الإحتلال 4 شبان من القرية، بينهم 3 من إخوة الأسير أيهم كممجي أحد الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع في سبتمبر/أيلول الماضي، كما اقتحمت قوة من جيش الإحتلال بلدة اليامون (شمالي جنين)، وداهمت عددا من المنازل و اعتقلت 3 شبان على الأقل.
وقررت سلطات الإحتلال الإسرائيلي إحكام إغلاقها العسكري للأراضي الفلسطينية بدءا من اليوم الجمعة حتى فجر يوم الأحد بحلول عيد الفصح اليهودي.
وأعلن منسق عمليات الإحتلال أن القرار جاء بعد تقييم الوضع الأمني، إذ سيتم فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية وإغلاق المعابر مع قطاع غزة قبل عيد الفصح اليهودي.
عن الجزيرة