2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

جدد نادي المغرب التطواني العهد بقسم الصفوة و انعتق من القسم الثاني في وقت قياسي، بعد أقل من سنة مليئة بالترقب والعطاء والتضحيات والمثابرة والإجتهاد.
وعاد نادي المغرب التطواني إلى قسم الكبار، بعد فوزه بملعبه بهدفين لواحد في المقابلة التي جمعته بفريق شباب بنكرير، عودة بثت الفرح لدى الجمهور العريض، الذي لم يتخل عن مساندة الفريق حتى في أحلك الظروف، بعد البداية المتعثرة في قسم “صعب” يعج بالفرق المجربة و الطموحة بدورها إلى العودة إلى القسم الأول.
و حقق نادي المغرب التطواني الأهم و أعاد بسمة عريضة لمحبيه و جمهوره في ليلة كان الكل عازما على تحقيق الإنتصار والعودة قبل خمس دورات من انتهاء بطولة القسم الثاني، وقطع الشك باليقين، في مباراة حضرها جمهور قياسي، حج إلى جوانب ملعب سانية الرمل في وقت مبكر من اليوم الرمضاني، رغم أن المقابلة لم تُجْــرَ إلا في العاشرة ليلا، ليشعر اللاعبون أن مساندة الجمهور غير مشروطة و يمدهم بجرعة إضافية من الثقة والدعم والحب.
ورغم اختلاف التعابير حول سر تألق نادي المغرب التطواني هذه السنة الإستثنائية، التي ستتوج بلعب نهاية كأس العرش، فإن الكل أجمع على أن تضحيات كل مكونات الفريق، من لاعبين و مكتب مسير و إطار تقني وطبي ومانحين و هيئات و سلطات محلية، و وضع مصلحة “الروخيبلانكوس” فوق كل اعتبار، و نكران الذات والعزيمة والإرادة والإنسجام بين اللاعبين رغم عملية التشبيب المتدرجة، قادت جميعها إلى حسم الصعود في زمن قلما تحقق في القسم الثاني، الذي تمارس فيه فرق عريقة لها نفس الرغبة و الطموح .
وفي هذا السياق، قال رئيس نادي المغرب التطواني، محمد رضوان الغازي، إن عودة النادي بسرعة إلى مكانه الطبيعي ضمن فرق النخبة كان صعبا لكن ليس مفاجئا، بالنظر لما يتوفر عليه النادي من قاعدة جماهيرية واسعة، معتبرا أن السر يكمن في تصحيح الأخطاء في حينها، و مواصلة التألق و تضحيات كل مكونات الفريق.
وأبرز رضوان الغازي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فريق المغرب التطواني لن يكتفي بالصعود، بل سيلعب على الألقاب خلال الموسم المقبل، ولن يكرر خطأ السنة الماضية مجددا، لكي يضمن بقاءه بقسم الكبار إسوة بالفرق المرجعية.
هذا الإنجاز تحصل بإشراف من الإطار الوطني و مدرب الفريق عبد اللطيف جريندو على العارضة التقنية، إذ يقول إن “العودة كانت صعبة لكنها مستحقة، لأن النادي يتوفر على كل أسباب تحقيق النجاح، والتي لا تملكها مجموعة من فرق القسم الأول”، مشددا على أنه “يوم مشهود، والمقابلة ضد شباب بنكرير لم تكن سهلة، لكن بفضل الجمهور المساند و العاشق لفريقه في السراء و الضراء، و توفير المكتب المسير للإمكانات الضرورية، تحقق المبتغى، كما أن اللاعبين بقوا مركزين على الأداء في رقعة الميدان، رغم أن التشكيلة كانت لا تتجاوز 20 لاعبا”.
بالنسبة للاعب زيد كروش، أحد اللاعبين المخضرمين والمجربين الذين قادوا ملحمة الصعود، فإن تضافر جهود كل مكونات الفريق، ساعد فريق المغرب التطواني على تجاوز فترة صعبة مع بداية البطولة، والتي كادت أن تدخل الشك في نفوس الجميع، مشيرا الى أن هدف الفريق، منذ البداية، كان وحيدا وهو العودة الى الدوري الممتاز، المكان الطبيعي الذي تألق فيه نادي الحمامة البيضاء و فاز فيه لمرتين بدرع البطولة .
واعتبر زيد كروش أن تحقيق الصعود قبل انتهاء البطولة بخمس دورات سيكون محفزا للمغرب التطواني للتركيز على لعب نهاية كأس العرش بكل أريحية و بثقة أكبر لعل الكأس الفضية الغالية تكون من نصيب هذا النادي العريق الذي لم يحالفه الحظ سابقا للفوز بها.
تصريحات الإدارة و الطاقم التقني و اللاعبين، تبرز أن التفاف مكونات النادي حول هدف الصعود مجددا إلى القسم الأول، و رغم غياب الجماهير عن المدرجات مع بداية البطولة، مكن من تجاوز الأخطاء و تسوية مشاكل التسيير الهامشية من أجل إعلاء مصلحة النادي، رغم ضعف الإمكانات في بعض مراحل البطولة.
بعد تحقيق الصعود، يتطلع جمهور الحمامة البيضاء إلى أن يبصم نادي المغرب التطواني على أداء متميز وهو يجاور من جديد فرق الصفوة، والعمل بجدّ لحصد مزيد من التتويجات الوطنية و القارية، تليق بفريق له تاريخ كروي عـــريق.