2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لعبت النساء دورا محوريا في حياة الرسول محمد (ص)، بدءا من زوجاته فبناته ثم حفيداته، وتجاوزن هذا الدور إلى المساهمة في انتشار الدعوة الإسلامية في الحقبة الأولى للإسلام، فكانت أول من آمنت بالنبي امرأة، وهي خديجة بنت خويلد، الزوجة الأولى للرسول.
قصص عديدة، ستحاول “آشكاين” سردها في هذه السلسلة الرمضانية التي اختير لها عنوان “النساء في حياة الرسول”، والتي من خلالها سيتم تسليط الضوء أيضا على الحياة العاطفية للنبي وكيفية تعامله مع زوجاته وتعاملهن معه، بالإضافة إلى علاقتهن ببعضهن البعض مع سبر أغوار حياتهن الإجتماعية والسياسية من خلال الإعتماد على عدد من المراجع كالأحاديث والقرآن و كتب التراث أو باحثين في تفاصيل.
الحلقة 15: اختلاء النبي بماريا القبطية في بيت زوجته حفصة
تزوج الرسول 11 امرأة من أخيار قبيلته وعائلته، وكلهن كن من المطلقات و الأرامل إلا أم المؤمنين عائشة كانت البكر الوحيدة، كما أسلفنا الذكر في الحلقات السابقة من السلسلة، لكن إلى جانب زوجاته كان للنبي عدد من الجواري مما ملكت يمينه.
وكان لدى الرسول أربع إماء أو سريات يمكن اعتبارهن ضمن ملك اليمين، وكانت ماريا القبطية التي ولدَت له ولده إبراهيم واحدة منهنَّ و أشهرهن، وقد أوردَ ابن القيِّم أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان لديه أربع من الإماء يطؤهنّ بملك اليمين: ريحانة وهي من بني قريظة، وجارية كانت هبةً من زينب بنت جحش، و جارية جميلة كان قد أصابها سبيةً من إحدى المعارك، ثم ماريا القبطية.
ومن أشهر جواري النبي هي ماريا القبطية، التي أهداها المقوقس إلى رسول الله لما عاد من الحديبية في السنة السادسة للهجرة من شهر ذي القعدة، حين أرسل حاطب بن أبي بلتعة إلى والي الإسكندرية؛ وهو المقوقس القبطي، وبعث معه كتابًا يدعوه فيه إلى الدخول في الإسلام وعبادة الله -تعالى- وحده، فلما وصل الكتاب إلى المقوقس وقرأ ما فيه قال خيرًا، ثم أخذ الكتاب و وضعه في حُقٍّ من عاج ووضع ختمه عليه، وأعطاه لجارية عنده، ثم كتب إلى الرسول محمد جوابًا على كتابه، وبعث به إلى النبي رفقة جاريتين وهما ماريا القبطية وأختها سيرين، كما أهدى إليه حماره يعفور و بغلته دُلدُل، غير أنّ المقوقس لم يُسلم، بحسب الروايات عن الموضوع.
وفي الوقت الذي ذكرت الكثير من المصادر خصال زوجات الرسول مع وصفهن، إلا أن كلّ ما وصفت به ماريا أنّها كانت بيضاء جميلة ذات ملامح جذّابة وشعرها أجعد، بل وقال بعض المؤرخين إنّه لم يكن يومئذٍ في العرب مثلها بتلك الصفات؛ فهي أجنبية دماؤها تختلف عن دماء العرب فلا تكون الملامح متشابهة.
لما حضرت مارية القبطية إلى الرسول أنزلها هي و أختها سيرين عند أم سليم بنت ملحان، وعرض عليهما الإسلام فأسلمت ماريا القبطية وأختها معها. وفي الوقت الذي تقول فيه بعض المصادر إن الرسول تزوج من ماريا إلا أن العديد من المراجع في التراث الإسلامي و عددا من الباحثين يوردون أن الرسول لم يتزوجها قط.
وتقول الباحثة في الثراث الإسلامي، هالة الوردي، إن الرسول لم يتزوج من ماريا القبطية و إنما وطأها بملك اليمين، يعني أنّه لم يتزوجها و إنّما صارت سريّة له، وحوّلها إلى مكان له بالعالية، وكان يأتيها هناك.
وتضيف المتحدثة في برنامج “الفلك الممنوع” أنه حدث ذات يوم في بيت حفصة بنت عمر وعلى فراشها، بعدما استأذنته بالذهاب إلى بيت أبيها، بعث لماريا القبطية و اختلى بها، ولما حضرت حفصة و وجدت ماريا في بيتها، حزنت و عاتبت النبي لأنه أتى مارية في يومها و على فراشها، وكان لومها للنبي لأنّ إتيانه ماريا في بيتها ما كان إلا لهوان أمرها عليه، ولو كان في بيت غيرها لما فعل ذلك.
وقام الرسول يسترضي زوجته بأن يحرم ماريا على نفسه، وطلب منها أن تكتم الأمر، فذهبت حفصة و أخبرت عائشة، بحسب الباحثة، فنزلت آيات سورة التحريم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ،) ، قيل في تفسير الآية الكريمة: تحريم النبي ماريا على نفسه.
يتبع
حسب تفسير القرطبى فهذه رواية ضعيفة لعدم عدالة من رواه فى سندها