لماذا وإلى أين ؟

مونديال2026.. دول المغرب الكبير تخلق الحدث

كشفت مراسيم التصويت على ملف الترشح لكأس العالم 2026، والتي أفرزت فوز الملف الأمريكي الكندي المكسيكي، على حساب الملف المغربي، على أنه لا يمكن الفصل بين الرياضة والسياسة، فالمتأمل للائحة المصوتين لصالح الملف الأمريكي المشترك أو المغربي، أو الممتنعين، يبرز له مدى تأثير السياسة على إختيار المحتضن لهذه التظاهرة الكروية، فبعض الحلفاء تحولوا إلى خصوم محرضين، وبعض الخصوم أصبحوا داعمين.

في هذا الصدد، فتصويت الجزائر لصالح المغرب، بالرغم من توتر العلاقات بسبب معاداتها لوحدته الترابية، خطوة تحسب لها، لأنها تعبر أساسا على أن “الدم لن يصبح ماءََ” كما يقال، فأواصر الأخوة غلبت على الحسابات السياسية في هذا الملف، وذلك في الوقت الذي شن فيه “رعاة الإبل ” حملة دعائية ضد الملف المغربي، إستجابة لضغط “رعاة البقر”، وتأنيبا للمغرب على موقفه المحايد من الأزمة القطرية، والرافض لصفقة القرن التي يرتقب أن يتم توقيعها بعد عيد الفطر المقبل، فكيف لمن باع بغداد ودمشق والقدس أن يشتري الرباط؟

ولم تتنكر تونس الخضراء، لشقيقها الغربي فقد منحته صوتها ودعمت ملف ترشحه لإحتضان مونديال2026، دون أن تخشى تهديد صاحب البيت الأبيض بقطع المساعدات المالية عن الدول التي تصوت لصالح الملف المغربي، بالرغم من الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعيشها، وذلك في الوقت الذي أغرق فيه “رعاع الصحراء” بلاد العم سام بالأموال المنهوبة من شعوبهم، بينما أغرقوا دول المنطقة في فوضى عارمة، وسفكوا دماء شعوبها.

لم تخرج موريتانيا عن صف أشقاء المغرب بشمال إفريقيا، فلم يكن للإبتزاز السياسي مكان، بالرغم من تراكم ملفات محل إختلاف بينها وبينه، فلم تطلب موريتانيا من المغرب تسليم معارضي نظام بن عبد العزيز مقابل التصويت على ملف ترشحه، ولم تخضع لضغوط أمريكا بالرغم من حاجتها الماسة للمساعدات الخارجية، ولم تستهويها إغراءات “بدو الصحراء”، وأكثر من ذلك إتخذت موقف داعما للمغرب خلافا لبعض دول فريقيا التي تلقت دعما شاملا من المغرب إثر الأزمات التي عاشتها وتعيشها، مثل دولة “مالي” التي لعب المغرب دورا كبيرا في عودة الإستقرار لها بعد سيطرة “تنظيم القاعدة” على مناطق شاسعة بشمالها، ورفع التأشيرة عن مواطنيها رغم الأخطار الأمنية التي يمكن أن يتسببوا فيها، بينما عمق المغرب الإفريقي الذي تمثله موريتانيا، لا يمكن دخول مواطنيها إلا بعد الحصول على تأشيرة، ما يعني أن الأشقاء الموريتانيين صوتوا لصالح المغرب، بغض النظر عن العراقيل التي تحول دون دخولهم السهل للمغرب، مقارنة برعايا تُمْبُكْتُو .

أما ليبيا التي تعيش حالة إنقسام بين فرقائها، توحدت في دعمها لملف إحتضان المغرب لمونديال2016، فلم تثنيها ضغوط “شناقة” ترامب بالمنطقة، على التعبير على صدق الإخوة المغربية الليبية، ولم تخشَ العقوبات المالية التي هدد بها الرئيس الأمريكي، ولم تهتم برد فعل بعض الخليجيين الذين عاثوا فسادا ببلاد “حنبعل”.

كما اختارت مصر العروبة دعم المغرب، برغم من تحالفاتها الإستراتيجية المعقدة، مع أمريكا أو أمراء الخليج، فالروابط التاريخية والمصير المشترك بين مصر والمغرب كانت أكبر من “رز الخليج” وأقوى من أن يكسرها إبتزاز ترامب، ولم تضعف الأزمات الدبلوماسية المؤقتة بينهما من إخوتهما.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
الكاشف
المعلق(ة)
14 يونيو 2018 00:47

اشم في هذا المقال أن مالي لم تصوت لصالح ملف المغرب لتنظيم كأس العام 2026 فتبعا للائحة النتائج التي تم نشرتموها فقد أظهرت أن مالي صوتت لصالح المغرب بينما مولدوفيا بجانبها صوتت لصالح الملف الامريكي

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x