2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
لعبت النساء دورا محوريا في حياة الرسول محمد (ص)، بدءا من زوجاته فبناته ثم حفيداته، وتجاوزن هذا الدور إلى المساهمة في انتشار الدعوة الإسلامية في الحقبة الأولى للإسلام، فكانت أول من آمنت بالنبي امرأة، وهي خديجة بنت خويلد، الزوجة الأولى للرسول.
قصص عديدة، ستحاول “آشكاين” سردها في هذه السلسلة الرمضانية التي اختير لها عنوان “النساء في حياة الرسول”، والتي من خلالها سيتم تسليط الضوء أيضا على الحياة العاطفية للنبي وكيفية تعامله مع زوجاته وتعاملهن معه، بالإضافة إلى علاقتهن ببعضهن البعض مع سبر أغوار حياتهن الإجتماعية والسياسية من خلال الإعتماد على عدد من المراجع كالأحاديث والقرآن وكتب الثراث أو باحثين في تفاصيل الزمن الغابر.
الحلقة 22: طلاق رقية من ابن أبي لهب وزواجها من عثمان بن عفان
إنها رقية بنت الرسول، وأمها هي خديجة بنت خويلد، ولدت في مكة، عندما كان النبي بعمر ثلاث وثلاثين سنة، ويقال إنها البنت الثانية بين بناته: زينب ورقية وام كلثوم وفاطمة، فيما بعض الروايات تشير إلى أن هناك جدل حول من هي البنت الثانية بين كلا من رقية وأم كلثوم.
تقول الباحثة في الثراث الاسلامي، هالة الوردي، إن رقية كانت متزوجة من ابن عم أبيها، عتبة بن ابي لهب، ولكنه طلقها بأمر من ابيه عندما نزلت آية (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) سورة المسد، حيث كان من أشد أعداء الاسلام والمسلمين .
واخبر ابو لهب ابنيه عتيبة وعتبة المتزوجين آنذاك من بنات الرسول، رقية وام كلثوم: “رأسي في راسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد، وقالت أمهما بنت حرب بن أمية، وهي حمالة الحطب التي نزلت فيها سورة المسد: طلقاهما يا بني، فإنهما قد صبأتا فطلقاهما، فطلق عتبة رقية، وطلق عتيبة أختها ام كلثوم”.
وجاء عتيبة فقال للنبي: كفرت بدينك، وفارقت ابنتك، لا تحبني ولا أحبك، فمات شر ميتة، حيث عدا عليه اسد في مكان من الشام، وعدا عليه وقتله من بين القوم، بحسب بعض الروايات.
وبعد طلاقها، تزوجت رقية من عثمان بن عفانً ثالث الخلفاء الراشدين، وولدت لت ولدا سمي عبد الله وتُوفّي عبد الله في جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة، وهو ابْنُ ستّ سنين، ونزل في حُفْرَته أبوه عثمان.
وتكنى رقية بأم عبد الله وصاحبة الهجرتين، إذ هاجرت مع عثمان إلى الحبشة، وكان عثمان اول من هاجر بأهله من هذه الأمة، كي يفروا من الاضطهاد القاسي الذي كان يحل بالمسلمين من كفار قريش، ثم هاجرت معه إلى المدينة.
بعد وصولهم الى المدينة، مرضت رقيّة وبقي عثمان عندها يمرّضها، وتخلّف عن غزوة بدر لذلك، وتُوفّيت وكان عمرها اثنين وعشرين سنة، ودُفنت في البقيع.
مواضيع جميلة.. لكنّها بحاجة إلى مراجعة لغويّة!..