لماذا وإلى أين ؟

من يتحمّل مسؤولية التشْهير بمُواطنين خلال مُداهمة مقهى نهار رمضان؟

أوقفت السلطات الأمنية بمدينة الدار البيضاء، اليوم الأربعاء، عددا من الأشخاص قالت إنهم كانوا يتناولون وجبة غذائية في المقاهي التي تفتح أبوابها نهار رمضان لمرتاديها ولغير الصائمين، بسبب الإفطار في نهار رمضان.

هذا الحدث، انتشر في وسائل الإعلام المغربية انتشار النار في الهشيم، وخرج عدد من الشيوخ للتعليق على الواقعة، ما أثار نقاشا بين المغاربة الداعمين لقرار السلطات الأمنية من جهة، والمغاربة الرافضين لذلك. ما يطرح علامات استفهام حول هدف السلطات من ذلك والرسالة التي تبتغي توجيهها من خلال هذه الخطوة.

السلطات العمومية أقدمت على مداهمة مقهى و أوقفت كل من كان داخله بالرغم من أنه لا يوجد قانون يمنع فتح المقاهي نهار رمضان، فكيف سمحت السلطات المكلفة بإنفاذ القانون لنفسها أن تتدخل خارج القانون؟ فالفضاءات العمومية لم تخلق للمسلمين فقط، بل هناك يهود و لادينيون منهم مغاربة و أجانب من حقهم الجلوس في المقاهي نهار رمضان.

كما أن السلطات التي داهمت المقهى الذي شهد الواقعة، قامت بالتشهير بكل الذين كانوا داخل الفضاء العمومي من خلال السماح لجيش من أصحاب الهواتف والكاميرات بتوثيق لحظة إخراج زبناء المقهى الموقوفين، فيكف علم أصحاب الكاميرات من صفحات و مواقع و غيرها بوقت مداهمة العناصر الأمنية للمقهى وإخراج زبائنها بشكل علني؟

ألا يعد هذا تشهيرا؟ بل الأكثر من ذلك، ألا يعرض السلامة البذنية لهؤلاء الموقوفين للخطر، وذلك بعد وصمهم بعبارة “وكالين رمضان” التي تحيل إلى أنهم خارجين عن ملة الإسلام ويجوز فيهم ما يجوز؟؟

ما أقدمت عليه السلطات الأمنية يدفع للتساؤل حول ما إن كان هذا الأمر  معدا له سلفا من خلال إخبار الصحافة للقدوم لتصوير التدخل، وهل هناك رسالة من خلال ما أقدمت عليه السلطات المغربية؟

فما فحوى هذه الرسالة؟ ولماذا هذا التصرف في نفس الأسبوع الذي اثير فيه جدل واسع بعد مهاجمة أحد السلفيين لفئة من المجتمع المغربي وتحريضه على الكراهية بين أفراد ذات المجتمع؟ ألا يغذي مثل هذا التصرف من السلطات الخطاب  الديني المتشدد ويخدم أجندة الخطاب السلفي المتطرف؟

مهما كانت الرسالة التي يراد توجيهها إلى أفراد المجتمع من خلال اقتحام مقهى عمومي و إخراج زبائنه بشكل علني بحجة “الإفطار في رمضان”، فإن توقيتها خاطئ، لأن الحادث يأتي في الوقت الذي تستعد في مجموعة من الدول لفصل الصيف بغية جلب السياح عبر الإعتماد على وسائل الإعلام، في حين يتم استعمال بعض وسائل الإعلام المغربية لضرب السياح من خلال توثيق مشاهد توقيف مواطنين داخل مقهى لم يعتدوا على أحد.

كما تأتي هذه الضربة الموجهة للسياحة المغربية و قيم التسامح التي تسعى الدولة إلى نشرها عبر العالم من خلال الإسلام المعتدل، في الوقت الذي يشهد فيه قطاع السياحة مشاكل عدة بسبب تداعيات فيروس كورونا المسجد.

واقعة اليوم، لا تمت بصلة للصورة التي تهدف الدولة إلى تسويقها، كما أنه سلوك تخلت عنه حتى بعض الأنظمة التي توصف بـ”المتشددة”، من خلال إسقاط كل القوانين والأعراف التي تدخل في إطار الحرية الفردية للمواطنين.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

10 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
علي الشريف
المعلق(ة)
28 أبريل 2022 13:54

القانون فوق الجميع و يجب أن نشجع على تطبيقه و إلا سنعيش في غابة هذا أولا ، ثانيا اللذي يفطر فلن يضرني في شيء: لكم دينكم و لي دين، أدعوا الله أن يهديهم.فالأجنبي يعرف أنه شهر رمضان و يعرف هناك شعائر و عادات،هناك من الأجانب من هم مسلمون يأتون إلى المغرب في هذا الشهر المبارك.. و تدخل في إطار السياحة الدينية.أما ما يخص في جلب السياح فهناك أمور يجب التطرق إليها من نظافة، أمن…على الكاتب أن يتسائل لماذا هناك من المغاربة يفضلون السياحة في الشواطئ الإسبانية…الكلام طويل.

marocaine
المعلق(ة)
28 أبريل 2022 09:46

Marocain ne veut pas dire Musulman, Marocain c’est une Nationalité, un Pays musulman contient, des Musulmans, des chrétiens, des juifs , des bouddhistes et pleins d’autres

Mostafa
المعلق(ة)
28 أبريل 2022 09:04

إنقسم المغرب مؤخرا إلى حزبين حزب الشيخ وحزب الشيخة يتضح أن صاحب المقال من حزب الشيخة

مواطن مغربي
المعلق(ة)
28 أبريل 2022 07:51

في زمن كرونا ظهرت ما تسمى صحافة الاسترزاق .بل من يقوم بذلك الصحافة منه براء .وهمه الوحيد استغلال ماسي الناس ونشرها وكانها سبق صحافي.لذا يجب وضع حد لهذه المهزلة.والدليل ما وقع في حادثة ريان وبالخصوص احدى القنوات الالكترونية التي انتشرت بسرعة وفي جل المغرب ولها امكانيات وفيرة لانها تستغل الشباب العاطل

salim
المعلق(ة)
28 أبريل 2022 07:06

السي حمزة، احنا دولة ما شي اسلامية بل دولة غالبيتها مسلمة بالوراثة ماشي عن اختيار .

ما شاء الله
المعلق(ة)
الرد على  حمزه
28 أبريل 2022 05:32

يبدو أن صاحب المقال من المشجعين على انتهاك حرمة هذا الشهر الفضيل إن لم نقل من المعارضين للحرمات الدينية ،هدانا الله وإياه الى الخير .

Ali
المعلق(ة)
28 أبريل 2022 05:30

السلطات لم توجه دعوة للموقوفين بالحضور الى المقهى حيث يتم إفطار رمضان.. قبول الموقوفين من ذوات أنفسهم بالتواجد بمكان الافطار العلني لم يكن بإخفاء وجوههم حتى لا يتعرف عليهم أحد.. هؤلاء الاشخاص تحدوا النظام العام ولم يراعوا شعور الاغلبية التي هي في حالة صوم بإفطارهم العلني في فضاء عام .. حقوق الاقلية مكفولة إذا لم تتعارض مع حقوق الاغلبية وإلا تم تغليب كفة حقوق الاغلبية على مثيلتها في أوساط الاقلية.. بالمختصر.. هذه الشرذمة مدفوعة من قبل تيار لاديني بالبلاد لاثارة واختلاق مشكل باسم الحرية الفردية في الصيام من عدمه.. أصبحت تسلقيطولوجيا مهنة يمارسها بعض المذبذبين وضحايا التفليس المذهبي العلماني

Moh
المعلق(ة)
28 أبريل 2022 04:27

اصلا مع وجود الفصل 222 ماذا تبقى من فرق بين الدولة المغربية ودولة داعش؟؟!ومع هذه الحركة التي تدخل في اطار تطبيقه في الواقع بهذا الشكل اللاقانوني الا تكون الدولة رجعت بالزمن الى سنوات الرصاص والاختطافات والاعتقالات التعسفيةوالتنكيل بالمواطنين الابرياء؟! وبالمناسبة نسأل كل القيمين على القانون في هذه البلاد:اليس مخجلا ان تتناقل عنا وسائل الاعلام الدولية اننا نغرم ونعاقب المفطرين؟وما اثر ذالك على السياحة وسمعتنا كبلد يدعي رعاية الحريات ؟؟!!!

ابو زيد
المعلق(ة)
28 أبريل 2022 04:24

لي مبغاش التشهير ياكل فدارو بلا قلة الاحترام للشعب المغربي…
الشرطة قامت بواجبها في الحفاظ على السلم الاجتماعي!!
و حرمة شرع الله اقدس مني و من اي احد!!
كفى استهتارا بعقول الناس تحت مسميات حقوقية!!
و للإشارة فقط لن ترضى عنك ….الخ

حمزه
المعلق(ة)
28 أبريل 2022 03:41

الشرطة طبقت القانون لا أقل و لا أكثر.هذا لتذكير كاتب المقال نحن نعيش في دولة إسلامية و الحمد لله.و سنبقى كذلك الى أن يرث الله الأرض و من عليها.و الحمد لله على نعمة إمارة المسلمين بالمغرب

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

10
0
أضف تعليقكx
()
x