2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

شارك المغرب يوم أمس الثلاثاء 26 أبريل الجاري، بألمانيا، في شخص عبد اللطيف اللوديي الوزير المنتدب لدى رئاسة الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، في المؤتمر الدولي الذي حمل اسم “المجموعة التشاورية من أجل الدفاع عن أوكرانيا” ، الذي نظمته وزارة الدفاع الأمريكية بقاعدة رامشتاين الجوية الألمانية.
و تأتي مشاركة المغرب في هذا المؤتمر، بعد أن رفض سابقا المشاركة في التصويت داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرارات تهم الحرب على أوكرانيا، ما يطرح اليوم، تساؤلات حول هل غير المغرب موقفه المتسم بالحيادية في الملف؟ وإذا كان الأمر نعم، فما الأسباب التي دفعته إلى ذلك؟
وفي هذا الإطار، أورد خالد الشيات المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية أن حضور المغرب في مؤتمر التشاور لدعم أوكرانيا ماديا وعسكريا لا يغير موقف المملكة من حيث المبدأ، مسترسلا “لا أجد في هذه المشاركة أي شق مخالف للمبدأ الذي تبناه المغرب منذ البداية”.
وأوضح الشيات في تصريح لـ “آشكاين” أن المغرب عندما تخلف عن التصويت في الأمم المتحدة في المرحلة التي كانت فيها إدانة لروسيا كان موقفه ثابثا، على اعتبار أن الوحدة الترابية للدول مسألة مقدسة على مستوى القانون الدولي كما يجب أن تكون مقدسة على المستوى الواقعي، مبرزا أن مشاركته الآن في المؤتمر المذكور لا تخرج عن ذات السياق.
وأكد المتحدث أن المغرب يوازن في علاقاته، سواء مع روسيا التي تطورت بينهما العلاقات في الآونة الأخيرة، أو مع أوكرانيا، مضيفا ” مواقف المغرب متوازنة عموما ولا تطغى عليها نزعة الإنخراط المباشر في هذا النزاع للدعم العسكري أساسا، لأن الحرب بأوكرانيا بعيدة كل البعد من المغرب “.
إذا كانت هناك صيغة من الصيغ التي يحاول المغرب من خلالها مساعدة أوكرانيا على الخروج من أزمتها، يردف المحلل السياسي، فأعتقد أن هذا لا يختلف مع الأسس التي يؤمن بها المغرب ولا الأسس التي يقوم عليها القانون الدولي، مسترسلا “وحفظ وحدة الدول لها أولوية على أي رهانات استراتيجية وهذا أمر واضح بالنسبة للمملكة”.
وتابع أستاذ العلاقات الدولية “ويبقى من الناحية الأخرى، أن الشكل الذي من شأنه أن يختاره المغرب مثلا لمساعدة أوكرانيا هو الشق المادي والمعنوي وليس الشق العسكري”، مشيرا إلى أن مشاركة المغرب في المؤتمر التشاوري إشارة إيجابية في علاقته مع الدول الصديقة التي ينتمي إليها استراتيجيا وعلى رأسها أمريكا والدول الأوروبية الذين يمثلون الشركاء الرئيسيين للمغرب على مستويات متعددة”.
وانعقد المؤتمر، الذي نظمته وزارة الدفاع الأمريكية، تحت اسم “المجموعة التشاورية من أجل الدفاع عن أوكرانيا” في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، بمشاركة دول أعضاء في حلف الناتو و أخرى من خارجه.
وترأس المؤتمر لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، الذي قال أمام الدول المشاركة إن “أوكرانيا يمكن أن تنتصر على روسيا”. ويأتي المؤتمر بعد زيارة قام بها إلى جانب أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إلى كييف منذ أيام التقى فيها مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي.