لماذا وإلى أين ؟

“نساء في حياة الرسول”.. تزويج النبي لابنته أم كلثوم من أرمل أختها رقية (ح23)

لعبت النساء دورا محوريا في حياة الرسول محمد (ص)، بدءا من زوجاته فبناته ثم حفيداته، وتجاوزن هذا الدور إلى المساهمة في انتشار الدعوى الإسلامية في الحقبة الأولى للإسلام، فكانت أول من آمنت بالنبي امرأة، وهي خذيجة بنت خويلد، الزوجة الأولى للرسول.
قصص عديدة، ستحاول “آشكاين” سردها في هذه السلسلة الرمضانية التي اختير لها عنوان “النساء في حياة الرسول”، والتي من خلالها سيتم تسليط الضوء أيضا على الحياة العاطفية للنبي وكيفية تعامله مع زوجاته وتعاملهن معه، بالإضافة إلى علاقتهن ببعضهن البعض مع سبر أغوار حياتهن الاجتماعية والسياسية من خلال الاعتماد على عدد من المراجع كالأحاديث والقرآن وكتب الثراث أو باحثين في تفاصيل الزمن الغابر.

الحلقة 23: تزويج النبي لابنه أم كلثوم من أرمل أختها رقية (ح23)
هي أم كلثوم بنت رسول الله، وأمها خديجة بنت خويلد، تزوجت من عتيبة بن أبي لهب بن عبد المطلب، ابن عم والدها، وذلك قبل النبوة. ولم يختلف حظ أم كلثوم كثيرًا عن حظ أختها رقية، فكان قدرهما أن يخطبهما جدهما عبد المطلب لأبناء أبو لهب، فزُوجت رقية لعتبة ابن أبو لهب، وزوجت أم كلثوم لعتيبة ابن أبو لهب.

إلا أن هذا الزواج لم يتم طويلا ، وتطلقوا لما أنزل الله آية {تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ} [المسد: 1]، حينما قال أبو لهب لابنيه: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنة محمد، ففارقها ولم يكن دخل بها.

تقول الباحثة في الثراث الإسلامي، هالة الوردي، أن أم كلثوم، وبعد وفاة أختها تزوجت من عثمان بن عفان، أرمل رقية، وذلك بطلب من الرسول ومباركته. وأم كلثوم تعد البنت الوسطى بعد رقية، بحسب بعض الروايات فيما أخرى أنها أصغر من رقية؛ لأن النبي زوج رقية من عثمان، فلما توفيت زوجه أم كلثوم, وما كان ليزوج الصغرى ويترك الكبرى والله أعلم.

ويُروى، في هذا الصدد، أنَّ الرَّسول رأى عثمان بن عفان مهموماً بعد وفاة رقيَّة فسأله -عليه الصلاة عن سبب ذلك، فكان السَّبب هو انقطاع النَّسب بينه وبين الرَّسول بعد وفاة رقيَّة، فجاء الأمر الإلهي من جبريل -عليه السلام- بتزويجه من أختها أمُّ كلثوم بمثل مهرها وعشرتها، فزوَّجه إياها وكني بـ “ذو النورين” لزواجه بابنتي الرسول.

وتوفيت أم كلثوم التي كانت تتسم بالكرم والجود ومساعدة الآخرين في حياة النبي، وكان ذلك في السَّنة التَّاسعة للهجرة في شهر شعبان، حيث ظهر الحزن الشديد على محمد ما أثر على نفسيته بعدها.

وقد أمر الرسول النِّساء بتغسيلها، فدخل الرَّسول عليهنَّ أثناء تغسيل ابنته فقال: (اغسلنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِن ذلكَ)، فأمرهُنَّ بتغسيلها وتراً كلما دعت الحاجة إلى ذلك حتى التَّنظيف التَّام، بحيث يكون التَّغسيل بالماء والسِدر، وأن يضعن في الغسلة الأخيرة شيئاً من الكافور في الماء، بحسب عدد من الروايات.

وعندما انتهينَ من تغسيلها قام الرَّسول بإعطائهنَّ إزاره ليَكون شِعاراً لها، وأنزلها في قبرها علي والفضل وأسامة بن زيد ، وطلب أبو طلحة الأنصاري من الرَّسول أن يشاركهم في ذلك، فأذن له.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x