لماذا وإلى أين ؟

“نساء في حياة الرسول”.. أم كلثوم وأمامة حفيدتي النبي (ح الاخيرة)

لعبت النساء دورا محوريا في حياة الرسول محمد (ص)، بدءا من زوجاته فبناته ثم حفيداته، وتجاوزن هذا الدور إلى المساهمة في انتشار الدعوة الإسلامية في الحقبة الأولى للإسلام، فكانت أول من آمنت بالنبي امرأة، وهي خديجة بنت خويلد، الزوجة الأولى للرسول.

قصص عديدة، ستحاول “آشكاين” سردها في هذه السلسلة الرمضانية التي اختير لها عنوان “النساء في حياة الرسول”، والتي من خلالها سيتم تسليط الضوء أيضا على الحياة العاطفية للنبي وكيفية تعامله مع زوجاته وتعاملهن معه، بالإضافة إلى علاقتهن ببعضهن البعض مع سبر أغوار حياتهن الإجتماعية والسياسية من خلال الإعتماد على عدد من المراجع كالأحاديث والقرآن وكتب الثراث أو باحثين في تفاصيل.

نختتم هذه السلسلة بحفيدات الرسول،  ويتعلق الأمر إلى جانب زينب بكل من أم كلثوم وأمامة.

أم كلثوم بنت علي

إنها أمّ كلثوم،  إحدى حفيدات الرسول ووالدها هو علي بن أبي طالب، ابن عمِّ النبي، ووالدتها هي فاطمة الزهراء بنتُ محمد (ص) وابنة خذيجة،

ولدت قبل وفاةِ الرسول بقليل،  أي قبل السَّنة الحادية عشرة للهجرة. تزوَّجت أمُّ كلثوم من عمر بن الخطَّاب في زمنِ خِلافته؛ إذ خطبها من أبيها طلباً لنيلِ شرف مصاهرة الرسول.

وتقول إحدى الروايات، أنها كانت شابَّةً صغيرةً وقام علي والدها بببعثها إلى عمر ليراها، فإن رضيَ بها فإنَّه سيزوجه إياها. فقامَ إليها وأعطاها غرضاً لتذهبَ به إلى أمير المؤمنينَ على أن تخبره أنَّ هذا هو الغرضُ الذي قال لك عنه أبي، فَفَعلت ذلك، فقال لها عُمر أن تُخبر أباها أنّ عمر قد رضي، فعادت إلى أبيها تُخبره بصنيعَ أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب، فأخبرها حينها أنَّه يريد الزَّواج منها.

فتمَّ الزَّواجُ وقد أصدقها عمر مهراً يُقدّر بأربعينَ ألفاً، وأنجبت له اثنانِ من الأولاد، ولدٌ وهو زيد بن عمر، وبنتٌ وهي رقيَّة بنت عمر -رضي الله عنه-،[١] ولمَّا مات عمر بن الخطَّاب تزوَّجت أمّ كلثوم من محمد بن جعفر بن أبي طالب، ولكنَّه ماتَ عنها، فتزوجت من بعده بعون بن جعفر.

وتوفِّيت أمُّ كلثوم مع ولدها زيد بن عمر الأكبر في نفس اليومِ، وقيل في نفس السَّاعة، فلم يُعرَف من منهما سبقَ الآخر، وقد صلَّى عليهما عبد الله ابن عمر إذ قدّمه إلى الإمامةِ بالصّلاةِ شقيقها الحسن.

أمامة بنت ابي العاص

إنها أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، حفيدة الرسول التي ولدت سنة ثماني من الهجرة، جدتها لأمها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، أمها زينب بنت النبي، تزوجت من عليّ بن أبي طالب بعد وفاة زوجته فاطمة، وولدت له محمد الأوسط.

بعض الروايات تقول إن النبي هو من رباها وعرفها على مبادئ الإسلام منذ طفولتها المبكرة، وغرس فيها بذور الخير، فوجدت هي في جدها ما افتقدته برحيل أمها زينب، فكان يبرها ولا يطيق فراقها حتى أنه صلى ذات مرة وهو يحملها يرفعها إذا قام، ويمسك بها إذا وضع راكعاً أو ساجداً، وأخصها بالهدايا.

وروت عائشة عنها تقول: “أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلادة من جزع خرز ملمعة بالذهب ونساؤه مجتمعات في بيت كلهن وأمامة بنت زينب بنت رسول الله – وهي بنت العاص بن الربيع – جارية تلعب في جانب البيت، فقال صلى الله عليه وسلم: «كيف ترين هذه؟» فنظرن إليها فقلن: يا رسول الله ما رأينا أحسن من هذه ولا أعجب، فقال: أرددنها إلي، فلما أخذها قال: والله لأضعنها في رقبة أحب أهل البيت إلي، قالت عائشة: فأظلمت على الأرض بيني وبينه خشية أن يضعها في رقبة غيري منهن ثم نادى أمامة حفيدته، فعلقها في عنقها فسري عني”.

وروت أيضاً أن النجاشي أهدى النبي حلية فيها خاتم من ذهب فصه حبشي فأعطاه لأمامة، وبفضل مكانتها لدى الرسول تنافست بيوت مكة وأشرافها على الظفر بها عروساً،  لتتزوج من علي في آخر الأمر.

وهكذا نفرغ اليوم من السلسة الرمضانية “نساء في حياة الرسول” لنخلص إلى أن محمد (ص)  كان يحب النساء ويحترمهن وتزوج من أشجعهن وأجرئهن كما أنه كان محبا للمرأة القوية والمرأة سيدة الأعمال والمرأة ذات الفطنة والذكاء.

وكان يعاملهن ويتعاملن معه بالكثير من الود والاحترام رغم تعدد زوجاته اللواتي بلغن 11 زوجة إضافة إلى بعض من ما ملكت يمينه،  بالنظر إلى أن المجتمع المكي في ذلك الوقت كان معروف عليه تعداد الزوجات.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x