2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

واجهت شركة “علي بابا”، عملاق التجارة الإلكترونية الصيني، الذي شارك في تأسيسه الملياردير “جاك ما”، انخفاضا في أسهمها المدرجة في هونغ كونغ بنسبة 9.4 في المئة، الثلاثاء، بعد أن ذكرت وسائل إعلام حكومية صينية أن فردا يُدعى “ما” في مدينة هانغتشو، التي يقع فيها مقر الشركة، تم اعتقاله لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وبحسب التلفزيون الصيني “سي سي تي في” الحكومي، فقد وضع المشتبه به تحت “إجراءات إجبارية” منذ 25 أبريل الماضي، للاشتباه في “التواطؤ مع قوى معادية للصين في الخارج”، من أجل “التحريض على الانفصال” و”التحريض على تقويض سلطة الدولة”.
أثار التقرير المؤلف من سطر واحد فقط، عمليات بيع لأسهم الشركة بدافع الذعر في هونغ كونغ، بعد أن تم تداول الخبر بسرعة من قبل وسائل الإعلام الحكومية الأخرى وعبر منصات الأخبار الصينية، ما أدى إلى محو ما يقدر بنحو 26 مليار دولار من القيمة السوقية لشركة “علي بابا” في غضون دقائق، بحسب تقرير لشبكة “سي أن أن”.
وسط هذا الجنون، سارع رئيس التحرير السابق لصحيفة “غلوبال تايمز” القومية المملوكة للدولة، هو شيجين، إلى توضيح أن التقرير كان مضللا لأن اسم المشتبه به المعني يتكون من ثلاثة أحرف، بينما اسم “جاك ما” الصيني، يتكون من حرفين فقط.
ولمزيد من تبديد المخاوف، ذكرت “غلوبال تايمز” أن المتهم ولد في عام 1985 في ونتشو، وعمل مديرا لأبحاث وتطوير الأجهزة في شركة لتكنولوجيا المعلومات، بينما ولد جاك ما، عام 1964 في هانغتشو.
ولاحقا، حدث التفزيون الصيني الخبر الأصلي ليتوافق مع الصحيفة، مما أدى إلى استعادة الشركة لمعظم خسائرها بنهاية اليوم.
بحسب “سي أن أن”، فإن ما حدث، يشير من جديد إلى مدى توتر المستثمرين في قطاع التكنولوجيا المحاصر في الصين، والذي كان هدفا لإجراءات تنظيمية صارمة شنتها الحكومة الصينية منذ أواخر عام 2020.
ورغم الإشارات الأخيرة من الحكومة الصينية بأنها تستعد للتراجع عن حملة الإجرءات التنظيمية هذه، بسبب التداعيات الاقتصادية بعد عمليات الإغلاق في شنغهاي وعدد من المناطق الخرى بسبب انتشار وباء كورونا، فإن جنون السوق الذي حدث الثلاثاء يشير إلى أن ثقة المستثمرين لا تزال محل تساؤلات.
كما أن حقيقة أن المستثمرين صدقوا فورا أن جاك ما، الذي كان في يوم من الأيام أحد رجال الأعمال الكبار البارزين، قد يصبح في قبضة السلطات، تكشف قدرا من الواقع السياسي الذي يعيش فيه العديد من كبار رجال الأعمال الصينيين الآن.
ولا يزال البعض في الصين يعتقد أن المقصود بالفعل كان “جاك ما”، أو أنه نوع من التحذير له وللاخرين.
ومع سقوط عمالقة التكنولوجيا في مرمى الحكومة الصينية، تم إلقاء اللوم على “الرأسماليين الأشرار” بشكل متزايد في العديد من المشكلات الاجتماعية، من المنافسة الشرسة، والارتفاع الهائل في أسعار العقارات إلى الافتقار إلى الحراك الاجتماعي.
وطول يوم الثلاثاء، لم يصدر أي تعليق من الملياردير الصيني، ما أدى إلى انتشار الشائعات واستمرار هاشتاغات احتجاز المشتبه به والذي لقبه “ما” على نطاق واسع.
الحرة