لماذا وإلى أين ؟

حرية الصحافة عنوان كل الحريات 

في اليوم العالمي للصحافة، لابد أن نقف تحية إجلال وتقدير، لكل نساء ورجال الصحافة والإعلام ، الجهوي منه كما الوطني والدولي .
لكل اللذين قدموا ولا زالوا يقدمون كل التضحيات في سبيل مهنة المتاعب ومشقة البحث عن الحقيقة في كومة وفوضى زخم المعلومة ، لنؤكد لهم أنه مهما ما حل بها ، من ترامي من لا مهنة له ، فإنها ستبقى دائما وأبدا منبرا لحناجر المقهورين و للأصوات المختلفة ، و مرآة تعكس خيباتنا وآمالنا .
ستبقى صاحبة الجلالة ، شاهدة على كل الذين فقدوا أرواحهم تحت بطش السلطة في كل مكان في العالم ، لكل الذين سقطوا برصاص المواجهات في ميادين الحروب و التوثرات ، لكل الاعلاميين الذين مازالو يرابطون في مختلف المواقع لكشف الفساد ، لا تهمهم كسرة الخبز الحافي ولا ترهبهم أصوات الرصاص ، لأنهم بكل فخر منارة الانسانية .
إن حقوق الصحافيات والصحافيين، هي جزء لا يتجزء من ثقافة حقوق الانسان ، بل أكثرنا حاجة لحمايتهم من الاعتقالات ، ومن المضايقات ، و من حقهم في الوصول والحصول على المعلومة دون قيد أو شرط .
ووما لا شك فيه أنه إذا فسدت الصحافة فسد المجتمع، وإذا صحت وإستقلت ، بنت أمما ديمقراطية تعتز بمتانتها ، فالأقلام المأجورة لا تعيش أبدا ، و لا تعدو مهما طال الزمن ، إلا أن تصير أصواتا خائنة لبلدها في قول الحقيقة ونقل الصورة.
لقد تعاملت الدول الديمقراطية مع الصحافة بكل احترام ، حتى أطلق عليها “صاحبة الجلالة” و”السلطة الرابعة”، وكلها دلالات على أهمية وجود صحافيين نزهاء يلتزمون بأخلاقيات المهنة ، وميثاقها الأخلاقي، الذي يتمثل في أمانة نقل المعلومة بكل حياد و بلا زيادة أونقصان ، والعمل على التأكد من صحة الأخبار من مصادرها ، إنها العين التي لا تنام ، و ضمير الأمم الذي لا يخاف الاعتقالات ولا السجون .
غير أنه ، و في ظل تزايد استعمال الانترنت لدى الصحافيين، والجمهور على حد سواء، لابد من التأكيد على أن ربط الصحافة بالقوانين، والمقاربات الزجرية ، ليست مدخلا وحيدا لحماية الصحافة والجمهور من الدخلاء ، بل أيضا تماسك الجسم الصحافي ، واعتماد الميثاق الأخلاقي كأساس لممارسة المهنة ، تظل وتبقى معها الصحافة مستقلة ، بأقلام وأصوات عالية في وجه الظلم والقهر والطغيان .
إنه لمن الأكيد ، أن لكل منبر إعلامي حماته وجنوده في الخفاء كما في العلن ، وراء الميكرفون ، و وراء الصورة ، في غرف التحرير ، كما في أجواء الشوراع و الفضاءات العامة ، اولائك الشرفاء الذين يتكبدون كل ساعة ، بل كل دقيقة وتانية مختلف انواع المتاعب ، إنهم كالجنود الذين يلبون نداء الوطن والترافع عن قضاياه المختلفة ، ليرفعوا شعار العمل الصحفي الأبدي و يعلنوا أنا نحن هنا نحيا لحماية المعلومة وايصال الحقيقة ، ولوقف الأخبار الزائفة والكادبة ، مهما كلفنا الزمن .

 

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبه

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x