هلْ ستتّخذ الحُكومة إجراءاتٍ للحدّ من غلاء تذاكر السفر و تشجيع مغاربة العالم على زيارة بلدهم؟

في ظل تخفيف الإجراءات الإحترازية المتعلقة بجائحة كورونا و رغبة العديد من مغاربة العالم في السفر بعد فترة مُنعوا منه واضطروا للإستقرار في بلدان المهجر، اصطدم عددٌ من الراغبين منهم في زيارة المغرب، بالإرتفاع المهول لتذاكر السفر بشكل غير مسبوق، بسبب مجموعة من العوامل أبرزها تأثير الحرب الروسية الأوكرانية ما أسفر عن ارتفاع كبير لأسعار المحروقات.

وفي وقت كانت تنتظر فيه الجالية المغربية المقيمة بالخارج خاصة بالدول الأوروبية التي تضم عدداً كبيراً من المغاربة مثل إسبانيا، تخفيف الإجراءات المتعلقة بجائحة ” كوفيد 19 ” مثل الإدلاء جواز التلقيح أو اختبار الكشف عن فيروس كورونا، بهدف الدخول للمغرب لزيارة عائلاتهم وأقاربهم، اصطدموا بغلاء تذاكر السفر إلى المغرب عبر الطائرات أو السفن، ما دفعهم للإنتفاض ومطالبة الحكومة المغربية بالتدخل من أجل وضع حد لهذا الإرتفاع الكبير و تيسيير إمكانية زيارتهم لبلدهم.

وفي ذات السياق، وجهت النائبة البرلمانية مليكة لحيان عن الفريق الإستقلالي للوحدة والتعادلية، سؤالا كتابيا لوزير النقل واللوجستيك محمد عبد الجليل بخصوص الإرتفاع المهول لتذاكر السفر إلى إسبانيا عبر ميناء طريفة.

وقالت لحيان في سؤالها، إنها قد “توصلت بشكايات عديدة لمغاربة العالم حول الإرتفاع المهول لتذاكر السفر إلى اسبانيا عبر ميناء طريفة، كما أنها وقفت شخصيا على حقيقة هذا الإرتفاع، خلال سفرها مؤخرا إلى إسبانيا عبر ميناء طريفة، حيث إن أثمنة تذاكر السفر أصبحت جد مرتفعة، و هو ما يفوق إمكانيات هذه الفئة من المغاربة بكثير، خاصة أنها عانت و لمدة سنتين من بعد عن الوطن و الأهل، بسبب الظروف الصحية و الإقتصادية التي عاشها العالم “، على حد تعبيرها.

وأضافت البرلمانية عن الفريق الإستقلالي للوحدة والتعادلية، أن “الإرتفاع سوف يحول دون إمكانية زيارة مغاربة العالم لبلدهم وذويهم، سيما وأننا على أبواب العطلة الصيفية، وتنظيم عملية مرحبا لاستقبال هؤلاء المغاربة، الذين قد يجدون صعوبة كبيرة خلال العطلة الصيفية في ظل ارتفاع أثمنة التذاكر”.

وأكدت النائبة البرلمانية أن ما وقفت عليه لدى بعض وكالات الأسفار، يفيد بأن “الثمن بالنسبة للشخص الواحد ومركبة واحدة لدى وكالتين للأسفار يصل إلى 4360 درهم و 4100 درهم، أما بالنسبة لعائلة مكونة من أب و أم و أربعة أطفال فالثمن يناهز 4620 دون احتساب ثمن المركبة 3580 درهم أي ما مجموعه 8200 درهما ذهابا و إيابا، هذا علاوة على ارتفاع تذاكر شركة الخطوط الملكية المغربية و غيرها “، مما يبرز الإرتفاع المهول الذي شمل الطائرات والسفن.

وساءلت البرلمانية ذاتها، وزير النقل واللوجيستيك محمد عبد الجليل عن التدابير المزمع اتخاذها من طرف وزارته من أجل التدخل العاجل لمراجعة الأسعار بشكل يجعلها تراعي مصلحة مغاربة العالم من جهة والشركات و وكالات الأسفار من جهة أخرى، دون الإضرار بأي طرف منهما.

هذا الإرتفاع المهول أعاد للأذهان تدخل الملك محمد السادس في صيف السنة الماضية خلال جائحة كورونا من أجل تسهيل عملية دخول مغاربة العالم لبلدهم، حيث تم تنفيذاً لتعليماته تخفيضُ أسعار التذاكر بخصوص الرحلات على متن شركة الخطوط الملكية المغربية وذلك بشكل غير مسبوق، أثار فرحة و ارتياحا في صفوف مغاربة العالم نظرا لإسهام القرار في زيارتهم لأقاربهم وصلة الرحم بهم بعد أن حرمتهم جائحة كورونا من ذلك في السنة السابقة.

وكانت شركة الخطوط الملكية المغربية، قد أعلنت في بلاغ لها شهر يونيو من سنة 2021، على أنه تنفيذا للتعليميات الملكية تم وضع منظومة “غير مسبوقة” و “تاريخية” لتسهيل تنقل المغاربة المقيمين بالخارج خلال فترة الصيف، حيث تم اقتراح تذكرة ذهاب وعودة عند انطلاق جميع الرحلات الأوروبية للخطوط الملكية المغربية بسعر 97 أورو، عن كل راكب (جميع الضرائب مشمولة) بالنسبة لأسرة مكونة من أربعة أفراد أو أكثر.

وأضاف البلاغ، أنه قد تم تحديد السعر في 120 أورو ذهابا وإيابا بالنسبة للأسر المسافرة المكونة من ثلاثة أفراد، لافتا أنه تم تحديد السعر بالنسبة للمسافرين الفرادى أو بصحبة شخص آخر، في 150 أورو للفرد (ذهابا وإيابا).

هذه المبادرة الملكية التي أدخلت البهجة على قلوب مغاربة العالم بشكل كبير، أثارت نقاشا واسعا في دول مجاورة للمغرب؛ أبرزها الجزائر، حيث طالب مواطنوها بالقيام بمبادرات مماثلة لما قام به الملك محمد السادس، من أجل تسهيل عملية عودتهم لبلدانهم، مستنكرين عدم تدخل سلطات بلادهم بخلاف ما قام ملك المغرب والذي تدخل لتيسير عودة المغاربة لبلدهم ولقائهم بعائلاتهم في ظل محنة “كوفيد 19 “.

وفي ظل هذا الوضع المتسم بإرتفاع أسعار الطائرات والسفن، تزداد انتظارات المغاربة بتدخل حكومة عزيز أخنوش من خلال اتخاذ تدابير من شأنها أن تخفض أسعار التذاكر وتضع حدا لهذا الإرتفاع، مما يمكن أن يساهم في زيارة المغاربة لبلدهم ولقاء أقاربهم وكذا إنعاش الحركة السياحية بعدد من المدن المغربية بعد أزمة ” كوفيد 19 “، والتي خلفت خسائر مادية كبيرة و جعلت مهنيي قطاع السياحة يعيشون كسادا وأزمة خانقة لم يعيشوا مثلها من قبل.