لماذا وإلى أين ؟

لعروسي يُـفكّـك خلفيات اعتراف هولندا بالحُكم الذاتي و أثَـرَه على المَلفّ

تتوالى المكاسب التي تحصدها المملكة المغربية في ملف الصحراء المغربية، فما هي إلا أسابيع من رأب صدع العلاقات مع إسبانيا في خلاف دام لسنيتن ونيف، في تحول تاريخي لموقفها حول ملف الصحراء المغربية وتأييدها للحكم الذاتي، جاء الدور على هولندا.

واعتبرت هولندا، الأربعاء 11 ماي الجاري، أن مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمها المغرب في 2007 “مساهمة جادة وذات مصداقية في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة” لإيجاد حل لقضية الصحراء، وهو ما يعدد القراءات حول توالي الإعترافات بمبادرة المغرب لحل النزاع، ومدى تأثيرها المستقبلي على الملف.

وفي هذا السياق، يرى الخبير في الشؤون الامنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن “هذه الإعترافات الأخيرة، والتغيير في الموقف، خاصة

المحلل والخبير في العلاقات الدولية: عصام لعروسي

بالنسبة لبلد داخل الإتحاد الأوربي، فيتأتى ذلك حينما يرى دولا قوية ودولا جارة مثل إسبانيا تعترف بمبادرة الحكم الذاتي، كمبادرة أولية و وحيدة على الأرض، والتي يقترحها المغرب ويقدم فيها مقترحا بناء وقابلا للأجرأة والإنجاز”.

وأوضح لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الدبلوماسية المغربية أصبحت تركز على محورية قضية الصحراء المغربية، باعتبارها المفتاح لنجاح كل الشراكات مع الدول الأوربية، بالتالي، فحتى الدول التي لم يكن لها نفس الموقف أو كان موقفها ضبابيا من قضية مبادرة الحكم الذاتي، كهولندا، تعي أن التغيير الدبلوماسي الذي وقع في الملف وفي مواقف السياسة الخارجية المغربية وتركيز (الموقف المغربي) على محورية القضية، ما يدفعها(هولندا) لتصحيح مسار العلاقات الدبلوماسية مع المغرب”.

ولفت المتحدث الإنتباه إلى “الكبوات التي كانت في العلاقات الثنائية بين المغرب وهولندا، والتي عرفت فيها العلاقات فترة جمود بسيطة، لكن ظلت الشراكة قائمة، إذ أصبحت هولندا تعتقد أن مبادرة الحكم الذاتي هي التي يمكن أن تقدم حلولا على المستوى السياسي، خاصة أن المنطقة لا تحتاج إلى الكثير من الأزمات وصب الزيت على النار كما تسعى إلى ذلك الجزائر والبوليساريو”.

وشدد على ان “هذه الدول ترغب في تقوية العلاقات الإقتصادية مع المغرب علما أن منطقة الجنوب معروفة بغناها المعدني، كما أنها منطقة استراتيجية على المستوى الأمني لمحاربة الإرهاب والجماعات الإرهابية، والمغرب له هذا الدور الأساسي الذي تعيه هولندا جيدا”.

وخلص لعروسي إلى أن “هولندا تعرف أنه يمكن بناء علاقات جيدة مع المغرب بناء على الإعتراف والإقرار بالحكم الذاتي، على غرار ما فعلت دول أخرى مثل ألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة التي اعترفت بمغربية الصحراء وغيرها من الدول، ما يعني أنه ليس من المستغرب انضمام هولندا إلى قافلة الدول المعترفة بمبادرة الحكم الذاتي، في انتظار أن تتخذ الأمم المتحدة قرارا يقضي بتفعيل هذا المقترح بالحكم الذاتي “.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
MED
المعلق(ة)
12 مايو 2022 13:08

و لماذا لا نقول أن ظخ دماء جديدة في التمثيلية الديبلوماسية بهولندا بدأت تظهر نتائجه في حلحلة الجمود الذي طبع العلاقات خلال السنوات الأخيرة

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x