لماذا وإلى أين ؟

هل راح “موروكو 2026” ضحية تزوير “الفيفا”؟

بعد الكشف عن نتائج التصويت للملفات المرشحة لاحتضان مونديال سنة 2026، طفت إلى السطح بعض تصريحات مسؤولي اتحادات كروية، يعلنون من خلالها أنهم صوتوا لصالح الملف المغربي قبل أن يتفاجؤوا بأن أصواتهم مُنحت للملف الأمريكي المشترك بين أمريكا، كندا والمكسيك، مما يطرح إمكانية تعرض المغرب لطعنة غادرة تتمثل في تزوير نتائج التصويت من طرف الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.

تزوير وتهديد

ومن بين هؤلاء المسؤول، رئيس الإتحاد اللبناني لكرة القدم الذي قال في تصريح صحفي، “إن لبنان صوتت لملف استضافة المغرب لكأس العالم 2026″، مستغرباً “مما نشر في الملحق الإعلامي لنشرة الفيفا بتصويت لبنان للملف المشترك لأميركا والمكسيك وكندا”، مشددا على أن “هناك شيء غلط”.

وفي مستجد أكثر إثارة، أقدم رئيس الإتحاد الغيني لكرة القدم أنطونيو سيوار، وسفير ملف ترشيح المغرب لمونديال 2026 على التصويت لصالح الملف الأمريكي المشترك، قبل أن يعلل ذلك بكون” آلة التحكم قد انزلقت بين يديه لحظة تصويته للمغرب فضغط على اختيار الملف الأمريكي”، بينما قال في تصريحات صحفية أخرى، إنه صوت لصالح المغرب وتفاجأ بكون صوته ذهب للملف الأمريكي، في إشارة إلى أن الأمر يتعلق بوجود “مؤامرة”.

بل أكثر من ذلك فقد قال الملغاشي أحمد أحمد رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم،”لقد تم استدعائي من قبل هيئة معنية من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتم تهديدي لكي ​أتوقف عن الترويج للملف المغربي، لقد حدثت الكثير من الأمور التي لم تكن صحيحة أبدا”.

وأضاف أحمد أحمد، “كنا نتمنى أن نكون عائلة إفريقية، وأن يكون بيننا الالتحام والانسجام،  وأن ندعم ملفا واحدا، لكن بعض رؤساء الاتحادات صرحوا لنا أنه فُرض عليهم التصويت لملف الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن باعتبارهم أفارقة، كان يفترض أن يقوموا بواجبهم تجاه هذه القارة، وتجاه انسجامنا”.

هل هي فقاعة إعلامية؟

تصريحات المسؤولين المذكورين، تؤكد بالملموس على أن هناك شيئا ما حِيك في الكواليس وتحت طاولات المفاوضات، من أجل قلب الأمور لصالح الملف الأمريكي، عبر التهديد أولا وهو ما عبر عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم عبر فرض ضغوطات سياسية واقتصادية على دول مغلوبة على أمرها، وكذا محاولة جمع أكبر عدد من الأصوات لصالح الملف المشترك عبر احتسابها له رغم أنها في الأصل آلت للمغرب، وهو ما أكده رئيسا الإتحادين الغيني واللبناني.

من جانب آخر، يمكن أيضا اعتبار أن تصريحات هذين الأخيرين، قد تكون مجرد فقاعة إعلامية ومحاولة للهروب إلى الأمام، من أجل التغطية على “خيانتهما” للمغرب في هذا المحك العالمي، حيث فضلا التضرع بآلة التحم عن بعد من أجل إبعاد الشبهات عليهما.

الأيام بيننا

وما يزكي فرضية تعرض نتائج التصويت للتزوير هو الطريقة التي تم بها إسقاط جوزيف بلاتير من عرش الفيفا بعد أن دخلت الولايات المتحدة الأمريكية على الخط، عبر كامل أجهزتها السياسية والأمنية أبرزها مكتب التحقيقات الفيديرالي “إف بي آي”، الذي أجرى تحقيقات في الموضوع وأكد تورط بلاتير في فضائح فساد، ليتم بعد ذلك انتخاب أنفينتينو على رأس الإتحاد بطريقة مشبوهة، حيث يقول الكثير من المتتبعين إن أمريكا هي من وضعته هناك تهييئا لتنظيم مونديال 2026.

ومثلما تأكد مؤخرا أن المغرب راح ضحية تزوير وفساد من أجل منح تنظيم مونديالات سابقة لدول منافسة نظيم مبالغ مالية طائلة، فإن الأيام وربما السنوات القادمة كبيلة بالكشف عما جرى في كواليس التصويت لمونديال سنة 2026، والأيام بيننا…

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x