لماذا وإلى أين ؟

بوز يرصد خلفيات صراع “ديب” بنكيران و”حميّر” العلمي

أثار التراشق الكلامي بـ“أوصاف الحيوانية” بين الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب الحالي، القيادي بحزب التجمع الوطني للأحرار، ورئيس الحكومة المُعفى؛ الأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، (أثار) موجة انتقادات واسعة من طرف المتابعين للشأن السياسي في البلاد.

هذا “السجال الهامشي” بين قيادات حزبية يفترض أن تكون قدوة للشباب والسياسيين في الممارسات السياسية، يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل عن مدى تأثير هذه السلوكات على الممارسة السياسية وعلى انخراط الشباب في الفعل السياسي.

وفي هذا السياق، أوضح المحلل وأستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، أحمد بوز، أن ما دار بين بنكيران والعلمي ” لا يعكس الصورة التي يجب أن يسوِّقها السياسي، علما أن صورة السياسي ليست دائما مثالية لأن السياسي جزء من المجتمع، ولكن على الأقل يجب أن يقدم الحد الأدني لسلوك مدني و حضاري وفيه القليل من العبر”.

وشدد بوز في تصريح لـ”آشكاين”، على أنه “يمكن ربط هذا الأمر بتراجع السياسي والبعد القيمي الذي لم يعد حاضرا في السياسة، ويصعب أن تقول عن هذه التصرفات شيئا سوى أنها تقدم صورة سلبية لا على الفاعل السياسي ولا على الممارسة السياسية”.

وما إن كانت هذه السلوكات لها تأثير على انخراط الشباب في العمل السياسي، أكد البوز على أنه “لا يمكن الجزم، لأننا لا نتوفر على أداوت علمية لقياس ذلك، ولكن في جميع الأحوال فهو يؤثر على كل شيء”.

ولفت محدثنا الإنتباه إلى أن هذا النقاش “هو جزء من التطور الذي عرفه تمثل العمل والممارسة السياسيَيْن في علاقة ذلك بالوسائل لتي أصبحت متاحة، خاصة وسائل التواصل الإجتماعي التي أسهمت في فتح هذا النقاش”، مشيرا إلى أن “مثل هذا النقاش كان موجودا في فترات ماضية ولكنه لم يكن يجد نفس سرعة الإنتشار كما هو الآن عبر الوسائل التي أصبحت متاحة”.

واعتبر محدثنا أن هذا النقاش “هو من تداعيات نتائج انتخابات 8 شتنبر المنصرم، الشعور بالتفوق الذي لدى البعض وعقدة الهزيمة التي لدى البعض الآخر، وهي تعبر عن نفسها بطريقة معينة”، مستبعدا أن “يكون كل السياسيين يتصرفون بهذه الطريقة، حيث لا يجب التعميم مع وجود مثل هذه الإستثناءات، دون أن ننسى أن دائرة مثل هذه الممارسات السياسية أصبحت تتسع”.

وأشار المحلل السياسي نفسه إلى أن “مثل هذا النقاش يفضل تجاهله أكثر من التركيز عليه، لأنه في بعض الأحيان يجب تصنيفها في المختلفات وليس في أصل العمل السياسي الذي له قواعده و الحد الأدنى لنوعية الخطاب ونوعية التنافس والصراع”.

موردا أنه “عندما أصبحنا أمام سياسيين بدون مرجعيات، وأمام أحزاب بدون آفاق، وربما هناك بعض الإختيارات تهدف إلى أن الأحزاب السياسية لا يجب أن تقف على أسس سليمة، عندها يستحسن أن نتجاهل هذه المسائل وأن لا ننغمس فيها أو نعتبرها في حد ذاتها فعلا سياسيا، في حين أنها ليست كذلك، وإنما هي فعل يوجد على هامش السياسة”.

وتابع أن “هذه الممارسات لا توجد فقط في هذا المستوى، بل نلاحظها أيضا في البرلمان والمؤتمرات  وفي فيديوهات، ويمكن  بحكم أنه لدينا مسبقا صورة نبيلة على الفعل السياسي تجعلنا نتحدث بنوع من “النرفزة” عندما تكون وقائع من هذا النوع”.

وخلص بوز إلى “التأسف لمثل هذه الوقائع، التي تحمل نوعا من التراكم من الشتم السياسي و انتهاز مثل هذه الفرص، وهنا لا يمكن أن ننتصر لفلان أو علان أو لهذا على حساب الآخر، لأنه حتى لو كنت مظلوما و انجررت نحو نفس أسلوب الظالم فأنت تصبح مثله، وكما أشرنا فهذا السلوك يسيء للفعل السياسي بالمغرب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
حميدو
المعلق(ة)
19 مايو 2022 21:12

أسي البوز تكلت طويلا في الخلفيات لكن دون طائل ، كنت أظنك ستتكلم أو ستلمح بشكل أو آخر إلى منشأ التراشق بين الغريمين لكنك لم تفلح في ذلك ، كان على سي ابوز وهو الدكتور المتخصص ان يستحضر االسبب المباشر لهذا الصراع عندما قال اخنوش أن بنكيران هو المسؤول على تحرير أسواق المحروقات ، وأن يستحضر في الىن ذاته الجواب الذي بادره به بنكيران بأن الحكومة الحالية جاءت لتتحمل المسؤولية وتحل مشاكل المغاربة كما وعدت لا لأن تلقي بمشاكلها الى الحكومات السابقة ، ثم ما أضافه بنكيران في خرجته الأخيرة التي كشفت المستور وهو أنه كانت هناك تلاعبات كبيرة في الفواتير التي تؤدى من صندوق المقاصة لصالح لوبي المحروقات ، وبعبارة أخرى إن هذا الصندوق الذي تتشكل مواره من أموال الشعب لحماية القدرة الشرائية لأبناء الشعب كان في الحقيقة موردا للاغتناء غير المشروع لزعامات سياسية تجمع بين الثروة والسلطة في اشارة الى خنوش والعلمي ، هذه الحقيقة القاسية أغضبت صانعي القرار الجدد الذين يرغبون دائما أن يكونوا ممن يقتل الميت ويبكي في جنازته ، ويريدون دائما أن يبقى الشعب في دار غفلون ولا يكتشف الحقيقة حتى يصدق دائما أن اغنياء البلد اغتنوا بقيمة جهدهم ، وانهم كنوا مؤتمنين ولا يزالون مؤتمنين على اموال الشعب ، ولا يد لهم في حالات البؤس والفقر والهشاشة التي يعانيها مستضعفي الشعب

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x