لماذا وإلى أين ؟

خبير يكشفُ حقيقة إنجاز مَعْبرين برّيين بين الجزائر و موريتانيا

روّجت عددٌ من الوسائل الإعلامية الموريتانية والجزائرية على حد سواء، إعلان السلطات الجزائرية، أمس الثلاثاء 24 ماي الجاري، عن قرب إنجاز معبرين حدوديين جديدين مع موريتانيا، يمر بالقرب من الحدود المغربية.

وحسب ما نشرته عددٌ من وسائل الإعلام في الجزائر وموريتانيا، فإن تسليم المعبرين سيكون خلال شهر أكتوبر القادم بعد تقليص آجال الإنجاز من 24 شهر إلى 12 شهرا، مشيرة إلى أن الإعلان عن موعد الإستلام تم في زيارة عمل وتفقد قادت المدير العام للجمارك الجزائرية إلى ولاية تندوف ولهذين المعبرين الحدوديين.

وتحمِل إثارة هذا الموضوع، من طرف الإعلام الجزائري على وجه الخصوص، في هذه الظرفية بالذات خلفيات متعددة، كما أن إنجاز هذين المعبرين المرتقبين بين الجزائر وموريتانيا يحيلنا على التساؤل عن آثراهما على معبر الكركارات الحدودي الرابط بين المغرب وموريتانيا.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أنه “يجب أولا التحقق من صحة هذه المعلومة، خاصة اننا نعلم حقيقة بعض المواقع المحسوبة على نظام الجنرالات الذي يسوق لبعض المعلومات في إطار التنافس مع المغرب”.

ويرى لعروسي في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “فتح المغرب لمعبر الكركارات منذ 2018، والذي يعتبر معبرا جيواستراتيجيا هاما جدا، وبمثابة شريان للإقتصاد الموريتاني ودول غرب إفريقيا، وهو ما شكل ضربة موجعة للنظام الجزائري”.

وأشار محدثنا إلى أنه “في حال كان قرار مد طرق برية من الجزائر نحو موريتانيا حقيقيا، فلا يجب أن يبقى حبيس التداول الإعلامي بل يجب إقراره من خلال مشاريع قوانين من داخل النظام الجزائري تقر بوجود هذه الطرق البرية”.

موردا أنه “حتى لو كتب لهذا المشروع أن يكون قيد الإنجاز أو كفكرة تذهب في اتجاه التطبيق، فيجب انتظار مدة زمنية معينة حتى يتعين لنا أن نفهم مدى أهمية هذين المعبرين المرتقبين مقارنة مع معبر الكركارات”.

وأَضاف المحلل السياسي نفسه، أن “ما يغلب على الأمر هو الطبيعة الإعلامية التي تحاول أن تقوم بتضخيم كل ما تقوم به الجزائر في إطار الصراع و المنافسة على المنطقة، خاصة مع التقارب الملحوظ بين المغرب وموريتانيا، سواء من خلال زيارة وزير الخارجية أو عقد اللجنة العسكرية المختلطة المشتركة للبلدين أو من خلال مجموعة من الزيارات تصب في نفس الإتجاه”.

وخلص إلى أن “ما يبدو هو أن الجزائر تحاول أن تدخل على الخط كما دخلت على خط مجموعة من العلاقات العربية-العربية، كالمملكة العربية السعودية وغيرها، لمحاولة كسب بعض النقاط، لكن أعتقد انها ستكون محاولة فاشلة لاعتبار أن موازين القوى الآن ليست في صالح الجزائر”.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x