حمضي يكشفُ مدى خطورة و إمكانية وصول المَرض مجهول المنشأ الذي ظهر بإسبانيا إلى المغرب

سجَّلت إسبانيا 30 حالة من حالات التهاب الكبد الحاد مجهول المنشأ منذ بداية هذا العام، وفقا لتقرير حالة جديد صادر عن وزارة الصحة في البلاد.

وأثَّــر المرض الغامض بشكل أساسي على الأطفال الصغار، مع 24 من المرضى ما دون 10 سنوات. وأشارت الوزارة إلى أنه لا يوجد أيٌّ من المرضى على صِلة ببعضهم البعض، مع عدم وجود روابط وبائية بين الحالات.

وطبقا لأحدث الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فقد أُبلِغ عن 650 حالة يشتبه بإصابتها بالمرض بين الأطفال في الفترة ما بين 5 أبريل و26 مايو. ويجري التحقيق في 99 حالة أخرى.

وفي هذا الصدد، أورد الطبيب طيب حمضي، الباحث في النظم والسياسات الصحية أن مرض التهاب الكبد الحاد لا ينتقل من طفل إلى آخر، على اعتبار أن المرض ربما، هو تكالب واجتماع عاملين أو 3 من أمراض أخرى هي المسببة له.

وسجل حمضي في تصريح لـ “آشكاين” أن التشخيصات المحتملة المسببة للمرض هي تكالب الفيروس الغدي (مرض معدي) مع فيروس كورونا (معدي) مع مرض آخر أو عوامل أخرى مجهولة جميعها أنتجت في الأخير التهاب الكبد الحاد (غير معدي).

وأوضح حمضي أن الأسباب المحتملة للمرض،  قيد الدرس وقد تكون إحدى العوامل التالية:

1. زيادة القابلية للإصابة لدى الأطفال الصغار نتيجة لانخفاض مستوى انتشار الفيروس الغدي 41 Adenovirus 41   خلال جائحة كوفيد 19 بالنظر للاجراءات الاحترازية.

2. الظهور المحتمل لفيروس غدي جديد

3. الإصابة المشتركة بفيروس كوفيد والفيروس الغُدي؟

4. أو مضاعفات عدوى سابقة بكوفيد مما أدى إلى تنشيط الخلايا المناعية بوساطة المستضدات الفائقة.

5. أو إصابة بالفيروس الغدي وظرف آخر كتسممات معينة

وأضاف أنه لا يعرف لخد الساعة ما إذا ازدادت نسبة هذا المرض أم أن الأمر متعلق فقط بارتفاع نسبة تشخيصه، مؤكدا على أن جميع حيثيات هذا المرض،  وبالخصوص مع ظهور أعراضه على 650 حالة في 33 دولة، لا تزال قيد الدراسة.

وبخصوص مدى إمكانية وصول المرض إلى المغرب، عبر الحدود، أردف الباحث في النظم الصحية أن  “التحليل الابديميولوجي للحالات المسجلة لا تبين علاقة وبائية بين الحالات، لذلك حتى و إن كانت الأسباب فيروسية معدية فإنه من الواضح أن هذا السبب الفيروسي غير كاف لوحده لتفسير الإلتهابات الكبدية الحادة بل هناك تكالب او امتزاج أكثر من سبب وراء هذه الحالات، أي أن المرض غير معد ولا يمثل أي خطورة على مستوى الأسفار عبر الحدود”.

وهذه الوضعية المشروطة بتحالف أكثر من سبب،  يردف حمضي،  “هي ما يفسر كون الملايين من الأطفال يصابون بالفيروس الغدي وبفيروس كوفيد لكننا لا نجد حالات التهاب الكبد الحاد بالملايين. في المقابل كلما حاربنا انتشار هذه الفيروسات وأنقصنا انتشارها كلما اضعفنا خطر ظهور حالات اضافية من التهاب الكبد الحاد”.

وسجل المتحدث أن “المرض غير معد ولا يشكل أي مشكل على مستوى الأسفار عبر الحدود، وإنما يتوخى أخذ الحيطة والحذر عبر النظافة وغسل اليدين و إيلاء الاهتمام للأعراض في بدايتها من أجل زيارة الطبيب”.

وأشار حمضي إلى أن الأطفال المعرضين للإصابة بالمرض تتتراوح أعمارهم من أقل من 5 سنوات إلى 16 سنة”، مشددا على ضرورة تحلي المواطنين باليقظة و تتبع أعراض أطفالهم والتوجه بعدها إلى الأطباء الذين سيقومون بإجراء التحاليل لتشخيص المرض، لأن المرض يستوجب رعاية صحية”.

ومن بين الأعراض،  يقول حمضي،  بوصفير ، التعب،  الإسهال،  ألم البطن، خروج غائط أبيض،  كل هذا يستلزم استشارة الطبيب في الحين، مسترسلا “نسبة 6 إلى 10 في المائة من المصابين بالمرض يحتاجون إلى زراعة كبد و هو أمر في غاية الصعوبة”.

وهذه الوضعية المشروطة بتحالف أكثر من سبب،  يردف حمضي،  “هي ما يفسر كون الملايين من الأطفال يصابون بالفيروس الغدي وبفيروس كوفيد لكننا لا نجد حالات التهاب الكبد الحاد بالملايين”.

وشدد حمضي على ضرورة التقيد بالنظافة وغسل اليدين وعدم ملامسة الوجه والفم بأيدي متسخة من أجل تجنب مسببات المرض،  مبرزا “كلما حاربنا انتشار هذه الفيروسات وقلصنا نسبة انتشارها كلما أضعفنا خطر ظهور حالات إضافية من التهاب الكبد الحاد”.