لماذا وإلى أين ؟

بوخبزة يـرصُـد خلفيات إرسال إسبانيا سفينة حربية إلى ميناء مليلية

أرسل الجيش الإسباني الفرقاطة الحربية  المسماة “F-82 Victoria” إلى ميناء مليلية المحتلة، في خطوة استعراضية سمحت من خلالها لسكان المدينة بزيارتها يوم السبت وفق برمجة محددة، حيث استقبلها قائد الفرقاطة فيكتوريا رافائيل ميرا والقائد البحري لمليلية أنطونيو مينجيز.

هذه الخطوة الإسبانية قد تبدو في ظاهرها انها استعراضية و روتينية، إلا أن مجيئها في فترة تشهد تعالي أصوات سياسية إسبانية تطالب الحكومة بسحب اعتراف من المغرب بإسبانيةِ سبتة ومليلية المحتلتين، كما أن هذا الأمر تزامن مع فتح المعابر الحدودية للمدينتين، ما يجعل ذلك يحتمل الكثير من التأويل.

وفي هذا الصدد، يرى أستاذ العلوم السياسية و عميد كلية الحقوق بطنجة، محمد العمراني بوخبزة أن “أي عمل كيفما كان نوعه، يخضع للتحليل والتأويل والقراءة والدراسة والتعليق و غير ذلك، من جميع الأطراف، ليس من الطرف الإسباني بل حتى من الطرف المغربي،  رغم أن الأمر قد يتعلق بإجراءات عادية أو عمل روتيني، فهو يخضع في ظل السياق الحالي إلى التأويل والتحليل”.

وأوضح بوخبزة، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن ” العلاقات الثنائية المغربية الإسبانية مرت من مرحلة كانت صعبة، مرحلة توتر لا ينكرها  أحد، ولكن طبيعة العلاقات الثنائية بين المغرب و إسبانيا دائما كانت تمر بوضع التوتر، ولكن ما يميزها هو وجود حكمة و تريث وضبط النفس والبحث عن حلول، لأن هناك قناعة بأنه لا يمكن أن نغير الجغرافيا، بحيث لا يمكن للمغرب أن يستغني عن إسبانيا ولا يمكن لإسبانيا أن تستغني عن المغرب”.

أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بطنجة: محمد العمراني بوخبزة

وشدد محدثنا على أن “هذا الواقع هو الذي يتم التعامل معه بحكمة، كلما كانت هناك سحابة توتر تمر في سماء العلاقات الثنائية بين البلدين”.

موردا أنه “إذا لاحظنا فإن كل صغيرة وكبيرة، وكل التفاصيل نجدها تحت المجهر، ولو تعلق الأمر بمرور سفينة كيفما كانت نوعيتها، فسيتم تأويل ذلك و تحليله على أن الأمر يحمل رسائل”.

وأكد على أن “ما يجب التركيز عليه هو كون الطرفين معا يحاولان بشتى الوسائل طي صفحة التوتر والإنطلاق نحو مستقبل العلاقات المشتركة أو بالأحرى المستقبل المشترك للبلدين، لأن كل المؤشرات الآن، تبين أن كلا  الطرفين يشتغلان لحل إشكالات عالقة، خاصة تلك المتعلقة برسم الحدود البحرية بين البلدين، ورغبة في تطوير هذه العلاقات”،

والدليل على ذلك، يورد بوخبزة، أنه “بعد التوقف لسنيتن تنطلق عملية مرحبا 2022، وفق تنسيق قد يكون استثنائيا هذه السنة، على اعتبار أن عدد المغاربة المعنيين بـ”مرحبا” لهذه السنة هم بأعداد كبيرة، نظرا لمضي سنتين على الجائحة وإغلاق الحدود، خاصة البرية بين الدولتين”.

وخلص إلى   أنه “علينا أن نقرأ الرسائل الإيجابية و نترك التفاصيل التي أعتبر أنها لا تحمل رسائل، أكثر من الرسائل المرتبطة ببعض المواضيع الكبرى، مثل التنسيق المشترك في تنظيم عملية مرحبا، المفاوضات القائمة حول رسم الحدود البحرية، وما يتعلق بالبحث عن سبل لتنظيم المعابر وفق أجندة جديدة مختلفة عن سابقتها، ما يعني أن هناك مواضيع كبرى يتم بعث رسائل واضحة من خلالها على عدم وجود مجال لبعث رسائل عبر التفاصيل”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x