أكدت تقارير دولية توقيع قطر لاتفاقية تعاون مع المغرب بغية إرسال الآلاف من عناصر الأمن المغاربة لتأمين مجريات نهائيات كأس العالم المقبلة التي ستقام في الفترة ما بين الـ21 نونبر والـ18 من دجنبر في قطر.
وأفادت مجلة “جون أفريك” الفرنسية معلومات عن هذه الإتفاقية، مشيرة إلى أن “تنقل الجماهير يُشكل تحديا لوجستيكيا حقيقيا، لكنه تحدٍ أمني أيضًا، وهو ما دفع الدوحة إلى استخدام وسائل رئيسية و مضاعفة اتفاقيات الشراكة؛ لذلك طلبت السلطات القطرية من المغرب الحصول على دعم في مجال المخابرات والأمن”، علما أن وفدا أمنيا مغربيا رفيعا برئاسة المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، تواجد بالديار القطرية قبل أيام لوضع ترتيبات هذا التعاون، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن دلالات الثقة القطرية في الأمن المغربي.
وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي والباحث في الشؤون السياسية، محمد شقير، أن “التجربة الأمنية المغربية معروفة لدى دول الخليج بالخصوص، بحيث إن المغرب سبق وأن أمد السعودية بمجموعة من الفرق الأمنية و ذلك منذ سبعينيات القرن الماضي”.
وأضاف شقير في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الإمارات بدورها كانت دائما تتعامل مع المغرب من خلال ما يسمى بالإعارة، ما يعني أن المغرب كان دائما يبعث بمجموعة من الأمنيين، سواء من الشرطة أو الدرك إلى الإمارات، إما للقيام ببعض المهام داخل الإمارات او القيام بتداريب أو تبادل الخبرات في هذا الإطار”.
وتابع “هناك مجموعة من الإتفاقيات ما بين السعودية والإمارات و حتى قطر تدخل في هذا الإطار، ما يعني أن هذه المسألة ليست جديدة أو طارئة، غير أنه في حالة قطر، فهي معروفة بصرامتها و تدقيقها للأمور، خاصة في تظاهرة عالمية بهذا الشكل والتي استماتت قطر لاستضافتها،
واعتبر محدثنا أن “اختيار قطر للمغرب و استنادها على تجربته الأمنية يؤكد الثقة الكبيرة التي تضعها قطر في التجربة الأمنية والمستوى الأمني في المغرب، خاصة أننا نعلم ان هذه التجربة الأمنية لم تعد مقتصرة فقط على الدول العربية أو الإفريقية بل حتى لدى الدول الأوربية”.
وأشار إلى أن “التجربة الأمنية في المغرب أضحت لها سمعة دولية و هي التي جعلت قطر تسعى إلى الإستفادة من هذه التجربة واستدعاء مجموعة من الأمنيين خاصة فيما يتعلق بتنظيم الدخول إلى الملاعب”.
موردا أن “المغرب له تجربة كبيرة في تنظيم التظاهرات الرياضية، و الدليل على هذا ما رأيناه مثلا في تظاهرات كانت تجري في الدار البيضاء، والتي يتم خلالها تأطير عدد كبير من الجماهير الرياضية دون أن تكون هناك مشاكل أمنية”.
و خلص شقير إلى أن “متابعة قطر لهذه التجربة هو الذي ساهم في عملية طلب استقدام الأمنيين المغاربة، الذين لهم خبرة كبيرة في تنظيم التظاهرات الرياضية، خاصة منها التظاهرات الكروية”.
بالإضافة إلى المغرب، هناك 12 دولة ستساهم في تأمين كأس العالم في قطر ، تركيا على سبيل المثال سترسل 3250 رجل أمن الى قطر.